لبنان
الشيخ الخطيب أمام البابا لاوون: قاومنا الاحتلال دفاعًا عن أنفسنا في ظل غياب الدولة
الشيخ الخطيب للبابا لاوون: نضع قضية لبنان بين أيديكم
رحّب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؛ الشيخ علي الخطيب، الاثنين 1 كانون الأول/ديسمبر 2025، بالبابا لاوون الرابع عشر "باسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" وعموم المسلمين الشيعة، مخاطبًا إياه بالقول: "مقدرين زيارتكم لبلدنا، مثمنين مواقفكم في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا، ونحييكم بتحية الإسلام الذي يؤمن بالسيد المسيح عليه السلام، رسولًا ونبيًا ومبشرًا وهاديًا".
وقال خلال اللقاء الحواري بين الأديان في ساحة الشهداء في وسط بيروت بمشاركة البابا لاوون: "تحية طيبة لجنابكم من لبنان الجريح الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي في الفاتيكان، رسالة وليس بلدًا على هامش التاريخ. ومن هذا المنطلق أملنا كبير جدًا، بأن تحمل زيارتكم لبلدنا كل فرص النجاح، وأن تُثمر في تعزيز الوحدة الوطنية المهتزة في هذا البلد المثخن بالجراح، نتيجة العدوان "الإسرائيلي" المستمر على أهله وأرضه".
وأضاف الشيخ الخطيب: "إن ثقافتنا الروحية مبنيّة على الأخوة الإنسانية، نستوحيها من مبادئ الإسلام الذي لا يفرق بين البشر، حيث يقول رسولنا الكريم محمد بن عبد الله (ص) "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى". كما نستمد هذه الثقافة من فكر خليفته الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي يرسم طبيعة العلاقة بين البشر بعبارته الإنسانية البالغة المعنى: الناس صنفان.. إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".
وتابع: "إننا نعتبر أنفسنا أخوة في الإيمان ونظراء في الخلق، لا نفرّق بين أبناء البشر إلا بالتقوى، وإن الاختلاف من طبيعة البشر، وإن العلاقة بين المختلفين محكومة بالحوار والتعارف والتعاون على البِر والتقوى، وإن التعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة هو القاعدة والأساس، وإن ما يحصل من حروب مفتعلة باسم الأديان لا يعبر عن حقيقة الدين الذي يقوم أولًا على أساس حرمة الإنسان وكرامته".
وقال الشيخ الخطيب: "إننا مؤمنون بضرورة قيام الدولة، لكننا في غيابها اضطررنا للدفاع عن أنفسنا في مقاومة الاحتلال الذي غزا أرضنا. ولسنا هواة حمل سلاح وتضحية بأبنائنا. بناء على ما تقدم نضع قضية لبنان بين أيديكم بما تملكون من إمكانات دولية، لعل العالم يساعد بلدنا على الخلاص من أزماته المتراكمة، وفي طليعتها العدوان "الإسرائيلي" وما خلفه ويخلفه من تبعات على وطننا وشعبنا".