فلسطين
قررت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، دفن 15 شهيدًا مجهولي الهوية كانت جثامينهم محتجزة لدى سلطات الاحتلال، وذلك بعدما تعذر التعرف إليهم رغم محاولات الفحص والتوثيق.
وكانت الوزارة قد تسلمت، يوم الأربعاء الماضي، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جثامين الشهداء الخمسة عشر الذين احتجزهم جيش الاحتلال، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجثامين التي استلمتها وزارة الصحة حتى الآن إلى 345 جثمانًا، من بينهم 99 شهيدًا فقط تمكنت الطواقم المختصة من التعرف إليهم.
وفي وقت سابق، أطلقت وزارة الصحة رابطًا إلكترونيًا يضم صورًا منتقاة “تراعي كرامة المتوفى ولا تمس خصوصيته”، بهدف منح الأهالي فرصة التعرف إلى ذويهم عن بُعد قبل الذهاب إلى المستشفيات. وأوضحت الوزارة أن العديد من الجثامين تحمل آثار إطلاق نار مباشر في الصدر والرأس، إضافة إلى وجود جثث مصابة بشظايا وكسور في الجمجمة والأطراف، إلى جانب جثث متحللة وأخرى متجمدة، ما يجعل عمليات الفحص والتوثيق أكثر تعقيدًا وصعوبة.
وتأتي هذه التطورات في سياق عملية تبادل الأسرى التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث سلّم الاحتلال خلال الأسابيع الماضية عشرات الجثامين مقابل تسليم المقاومة الفلسطينية جثث أسرى إسرائيليين.
من جانبه، أكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة؛ محمود البصل، أن ملف المفقودين وانتشال الجثامين في القطاع هو “من أصعب الملفات وأكثرها إيلامًا”، مشيرًا إلى أن آلاف الفلسطينيين ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة منذ بداية الحرب، في ظل توقف شبه كامل لعمليات البحث والانتشال.
وكشف البصل أن طواقم الدفاع المدني انتشلت خلال الشهور الماضية مئات الجثامين التي لم يُعرف أصحابها، ودُفنت في مقابر مجهولي الهوية في دير البلح، ومن بينها جثامين تسلمتها الجهات الفلسطينية من الجانب الإسرائيلي دون القدرة على تحديد هويات أصحابها.