مقالات
باحث في الشؤون اللبنانية والسورية
رغم الحملات الإعلامية المستمرة على المقاومة وحلفائها وبيئتها، ومحاولة زرع الشقاق بينهم، ورغم كلّ المحاولات الأميركية - الغربية لخنقها ماليًا، ورغم إثارة النعرات المذهبية والاستحضار الدائم للخطب المذهبية، لتشويه صورة المقاومة الإسلامية في لبنان، لدى الرأي العام المحلي والعربي، أضف إلى ذلك محاولة بعض من في الداخل تحجيم المقاومة انتخابيًا بالتواطؤ مع الخارج، بخاصةٍ من خلال الانقلاب على القانون الانتخابي النافذ، واستبداله بقانون مجحفٍ في حق مكونٍ رئيسيٍ من مكونات المجتمع اللبناني، وما إلى ذلك من كلّ أشكال الحرب المعنوية والاقتصادية والسياسية، غير أن مختلف الأوضاع ليست سوادويةً في المطلق.
وفي قراءةٍ موضوعية وهادئةٍ لخبيرٍ في الشأن السياسي، بخاصةٍ على المستويين المحلي والإقليمي، يؤكد من خلال الوقائع الملموسة أن "الحروب المذكورة آنفًا لم تحقق أهدافها، بناء على المعطيات الملموسة الآتية":
- أولًا: على الصعيد العسكري: ينقل المرجع ما قاله قادة الكيان الصهيوني من أن "حزب الله في حاجةٍ إلى 10 سنواتٍ لاستعادة قوته، من تاريخ انتهاء حرب إسناد غزّة أي (منذ عامٍ)". غير أن الجانب الأميركي أكد في الآونة الأخيرة أن "حزب الله رمم بنيته العسكرية واستعاد قوته القتالية".
ويسأل المرجع: "أليس هذا هو لسان حال الأميركيين راهنًا، وإلا لماذا تتقاطر الوفود الأجنبية إلى لبنان، مطالبةً بنزع سلاح المقاومة، لو كان حقًا وفعلًا تمكّن العدوّ الصهيوني من تدمير هذا السلاح؟!".
ويؤكد أنه "في حال دخل جيش العدوّ في حرب شاملةٍ مع لبنان، عندها ستبرز المقاومة قوتها في الميدان". وفي سياق متصلٍ، "لا ينكر وجود ثغراتٍ أمنيةٍ لا تزال تمكّن العدوّ من تنفيذ عمليات اغتيال داخل بيئة المقاومة، مؤكدًا المضي في معالجتها وتسكيرها نهائيًا".
- ثانيًا: على الصعيد السياسي المحلي، يكشف المرجع معلومات موثوقة ودقيقة عن "استمرار التواصل بين المقاومة ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، رغم كلّ "الثرثرة" التي تحاول النيل من العلاقة بين الجانبين"، على حدّ قوله.
- ثالثًا: على الصعيد السياسي الإقليمي، يؤكد المرجع "صحة ما ورد في بعض الإعلام عن اتصالاتٍ قد تكون مباشرةً أو غير ذلك، بين المقاومة في لبنان والمملكة السعودية وسواها أيضًا، في إثر الاعتداء الصهيوني الأخير على دولة قطر، على قاعدة: "تعالوا نبحث عن الجوامع المشتركة التي تقينا شر هذا العدو"، والتواصل قائم".
ويأتي ذلك في وقتٍ تتواصل فيه أيضًا كلّ من الرياض وطهران، "للتقارب بينهما وإيجاد حلولٍ للقضايا الخلافية، أو على الأقل التوافق على حلٍ لأكبر قدرٍ منها"، بحسب أجواء الاتّصالات بينهما.
وفي سياق الوضع الإقليمي وعلاقة المقاومة مع دول المنطقة، يؤكد المرجع عينه أن "المقاومة تبذل قصارى جهودها لمنع الاحتكاك مع الجانب السوري، وتعمل بقوة على تجنيب أهالي المناطق الحدودية اللبنانية المشتركة مع سورية، أي اعتداءٍ أو اشتباكٍ مسلحٍ"، من دون الدخول في التفاصيل.
- رابعًا: "الحصار المالي على المقاومة"، وهنا يستشهد المرجع أيضًا بالأميركيين عينهم، الذين قالوا في الأسابيع الفائتة إن "حزب الله استطاع إدخال مليار دولار إلى لبنان"، لافتًا إلى أنه "بصرف النظر عن صحة هذه المعلومات من عدمها، ولكن هذا تأكيد أميركي بفشل الحصار المفروض على المقاومة، رغم كلّ المراقبة الأميركية الدقيقة لمختلف الموانئ والمعابر والحسابات المالية، وإلا لماذا جاء وفد الخزانة الأميركية مؤخرًا إلى لبنان، بهدف تشديد الحصار المالي عليها؟!".
ويجزم ألا "حسابات مالية للمقاومة والمؤسسات الإنسانية التابعة لها في التداول المصرفي وما شاكل".
- خامسًا: على الصعيد الانتخابي، يرى المرجع المذكور آنفًا أن "موازين القوى لم تتبدل في لبنان"، جازمًا أن "الثنائي الوطني وحلفاءه لم يسمحوا بتمرير أي قانونٍ انتخابيٍ مجحفٍ في حقهم"، رافضًا الخوض في التفاصيل.