عربي ودولي
كتب العميد المتقاعد في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عيران أورتال، مقالة نشرت على موقع ناشيونال إنترست، تحدث فيها عن تداعيات غير مقصودة للحرب التي شنتها "إسرائيل" بعد أحداث السابع من أكتوبر عام 2023، معتبرًا أن أهم هذه التداعيات صعود ما أسماه "محور معادي من الإخوان المسلمين".
وقال الكاتب، إن هذا المعسكر توجهه السياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القائمة على "العثمانية الجديدة" (وفق تعبير الكاتب) وما وصفه بعداء أردوغان الثابت حيال "إسرائيل". وتحدث في السياق نفسه عن دعم قطر المالي لحركة حماس وغيرها مما أسماهم "السنة الراديكاليين". وبينما قال إن هذا التحالف ليس بجديد، أضاف أن هذه التوجّهات أصبحت تتلاقى وتكبر.
كذلك، تابع الكاتب، بأن تركيا تواجه لأول مرة احتكاكًا مباشرًا مع "إسرائيل" عبر ما وصفها الدولة الجديدة الوكيلة لها في سورية. وأردف بأن هذا يثير قلق كبير؛ إذ إن "إسرائيل" أصبحت في مواجهة عدو معلن يدعو علنًا إلى تدمير "إسرائيل"، فيما هو في الوقت نفسه عضو في حلف الناتو وحليف وطيد للولايات المتحدة. وأردف قائلًا، بينما تؤدي قطر دورًا "مزدوجًا" بوصفها وسيطًا للجماعات المتطرّفة، فإنها تتمتع بعلاقات سياسية وطيدة مع واشنطن أيضًا، وهو ما يثير إشكالية كبيرة.
عقب ذلك قال الكاتب، إن "إسرائيل" تجد نفسها أمام تحالفين اثنين معاديين بدلًا من واحد، وهما ما أسماه "المحور الإيراني الشيعي" في الشرق، والذي قال إنه "لم ينكسر" وإن كان تلقى ضربات قاسية، والمحور "العثماني الجديد الإخواني" الذي قال إنه يسعى إلى السيطرة على شرق المتوسط والحضور المباشر في غزّة. وأضاف أن هناك دولًا وأنظمة ملكية تسعى إلى تجنب "الهيمنة العدائية" لأي من المعسكرين (دائمًا وفق توصيف الكاتب). وأردف بأن احتواء كلا المعسكرين المذكورين يشكّل الأرضية للتطبيع السعودي "الإسرائيلي".
وقال الكاتب، إن هناك مصلحة مشتركة بين "المحور السني الذي تقوده أنقرة والدوحة" والآخر "الشيعي الذي تقوده طهران"، والتي تتمثل في إضعاف تيار الاعتدال السياسي وتقويض "إسرائيل" على نحو خاص. وبينما استبعد أن تخاطر تركيا بنزاع مباشر مع "إسرائيل"، نبّه من أنها قد تشكّل تحديًا حقيقيًّا، سواء عبر دعم حركة حماس ومنظمات أخرى مشابهة، أو من خلال تهديد الممر الجوي فوق سورية وصولًا إلى إيران.
وحذّر الكاتب من أن هذا الاحتمال يثير قلقًا حقيقيًّا نظرًا إلى الإمكانية الحقيقية لاندلاع جولة نزاع أخرى بين إيران و"إسرائيل". كذلك تحدث عن قدرة تركيا على مضايقة "إسرائيل" في مرتفعات الجولان (المحتلة) فيما يقوم الرئيس السوري أحمد الشرع بتثبيت حكمه.
وفي الختام قال الكاتب، إن كتلة الدول المعتدلة في المنطقة أصبحت مطوقة من محورين "راديكاليين" وليس من محور واحد.