عين على العدو
الجليل ينهار.. "شباب" بلا مستقبل وشعور واسع بالتخلي الحكومي
بحث جديد يكشف انهيارًا اجتماعيًا - اقتصاديًا في الجليل: الأزمة أعمق من أي وقت مضى
نشرت صحيفة "معاريف الإسرائيلية" بحثًا جديدًا أجراه تنظيم "قلب في الجليل" بين السكان اليهود، يكشف عن أزمة عميقة في شمال الكيان استنادًا إلى معطيات مقلقة؛ إذ تظهر النتائج أن غالبية الشباب لا يرون مستقبلًا في الجليل، فيما يشعر 81% من السكان بأن الحكومة تخلّت عن المنطقة.
ورغم الصورة القاتمة، يشير البحث إلى فرصة حقيقية للانعطاف نحو الأفضل؛ فـ 50% من "الإسرائيليين" الذين لا يعيشون في الشمال سينظرون في الانتقال إليه إذا توفرت أماكن عمل نوعية ذات رواتب مرتفعة، بينما 43% سيأخذون الانتقال في الحسبان إذا حصلوا على دعم حكومي لشراء مسكن. كما يرى 79% من الجمهور "الإسرائيلي" أن على الحكومة زيادة الاستثمار في الشمال، حتّى لو جاء ذلك على حساب الاستثمار في المناطق التي يسكنون فيها.
البحث الشامل، الذي أجراه معهد "دايركت بولس" لصالح تنظيم "قلب في الجليل" وشارك فيه 621 مستطلعًا من السكان اليهود في أنحاء البلاد، يعرض صورة حادة للحياة في الشمال. وتشير نتائجه إلى أن الجليل يقف عند نقطة انهيار:
83% من "اليهود الشباب" يفكرون في مغادرة المنطقة، وكثيرون منهم لا يرون أفقًا مهنيًا مستقرًا، فيما يشعر 81% من "سكان الجليل" (مستوطني) بأن الحكومة لا تمنح المنطقة معاملة عادلة، وهو إحساس يبرز لدى غالبية الفئات العمرية.
وتتمثل أبرز الصعوبات، وفق تحليل إجابات المشاركين، في نقص حاد في أماكن العمل وغياب فرص التقدم المهني، إضافة إلى شعور بانعدام الأمن وغياب الحوكمة، ونقص في خدمات الصحة، فضلًا عن منظومة مواصلات لا توفر حدًّا مقبولًا من الوصولية. أما بالنسبة للعائلات الشابة، فإن التحدّي المهني والفجوات الكبيرة في الخدمات التي تمس جودة الحياة يشكلان دافعًا واضحًا لمغادرة المنطقة، فيما بات الأمر للفئة العمرية بين 20 و40 عامًا خيارًا شبه افتراضي.
ومع ذلك، يبرز في نتائج البحث بصيص أمل مهم:
50 % من "الإسرائيليين" غير المقيمين في الجليل سيبحثون الانتقال إليه إذا أُنشئت مراكز عمل نوعية ذات رواتب مرتفعة، و43% قد ينتقلون إذا قُدمت لهم مساعدات حكومية لشراء منزل، وتزداد هذه النسب بين فئة الشباب في العشرينيات والثلاثينيات.
هذه المعطيات، وفق التقرير، تضع أمام الحكومة نافذة فرص نادرة لوقف التدهور وإحداث تحول حقيقي في الشمال، خاصة أنّ 79% من المواطنين يرون ضرورة زيادة الاستثمار في الجليل - حتّى على حساب "مناطق سكناهم "- ما يعكس إجماعًا واسعًا.