خاص العهد
يواصل العدو الصهيوني سلوكه الإرهابي تجاه المدنيين مع استمرار اعتداءاته على لبنان، والتي كانت آخرها الغارات التي شنّها اليوم الخميس 4 كانون الأول/ديسمبر 2025 على بلدات محرونة والمجادل وجباع وبرعشيت، في حين جاءت هذه الاعتداءات في ذروة الدوام المدرسي بغرض خلق حالة من الترهيب في أوساط الطلاب، ما يؤكد وحشية العدو وعدوانيته.
المثير للقلق فعلاً هو تزامن العدوان على هذه البلدات الأربع مع وقت خروج التلاميذ من مدارسهم، وهذا التوقيت تحديدًا يضع علامات استفهام حول نية العدو في خلق أكبر قدر ممكن من الهلع والترهيب. فالخطر لم يكن يقتصر على الغارات فحسب، بل شمل تهديد سلامة الطلاب والأهالي الذين هرعوا لإجلائهم، إذ كان مسار إخلاء بعض المدارس أو طرق عودة الأهالي يمر حتمًا بطرق قريبة أو حتى متاخمة لمواقع الاستهداف. إن اختيار هذا التوقيت الحساس يؤكد عمق السلوك الإرهابي للعدو الذي يستهدف كسر الإرادة المدنية عبر إرباك العملية التعليمية وتهديد حياة الأطفال.
وفي مثال على ذلك ثانوية الإمام جعفر الصادق (ع) في جويا التابعة لمدارس جمعية المبرّات الخيرية التي تقع قرب المكان المستهدف في محرونة، حيث اضطرت إدارة المدرسة إلى إخلاء المدرسة قبل انتهاء الدوام تحسّبًا لتداعيات العدوان الصهيوني الذي لم يضع في الحسبان إجراءات مرور هؤلاء الطلاب وأهاليهم.
وللاطلاع على مزيد من التفاصيل، تواصل موقع العهد الإخباري مع مدير المدرسة؛ الدكتور محمد نصر الله الذي أكّد عبر "العهد" أنّ لدى إدارة المدرسة خطة إخلاء، و"نحن بدأنا تنفيذ الخطة التي لا تحتاج أكثر من 15 دقيقة في لحظة الإعلان عن الخبر (التهديد)، وقمنا بإخلاء المدرسة بشكل كامل ولم تحصل أي إصابات"، كما أوضح أنّه لم تقع أي أضرار.
في المقابل، تجسد الأثر النفسي للتهديد الصهيوني في حالة الارتباك التي سيطرت على الأهالي الذين سارعوا فورًا لاصطحاب أبنائهم من المدرسة. وكان لافتًا حجم الهلع الواضح على وجوه الأطفال وعلى ذويهم لدى تلقيهم نبأ التهديد، الأمر الذي أحدث توترًا وارتباكًا شديدًا في الأجواء المحيطة بالمدرسة.
لكن بالرغم من ذلك، شدّد نصر الله على الثبات، قائلاً: "إننا مستمرون في عملنا وغدًا يوم تعليم طبيعي"، مضيفًا: "الغارات لن تفتَّ من عزيمتنا أو تحول دون استمرارنا في أداء رسالتنا التربوية".