اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي عشرة شهور من التخبط والتهويل والمهل الزمنية في مواجهة ثبات المقاومة

مقالات

كيف يمكن تفسير كلام برّاك المفاجىء حول استحالة نزع سلاح حزب الله بالقوّة؟ 
مقالات

كيف يمكن تفسير كلام برّاك المفاجىء حول استحالة نزع سلاح حزب الله بالقوّة؟ 

123

عميد متقاعد في الجيش اللبناني

بمضمونه وبتوقيته، كان لافتًا الكلام الأخير للمبعوث الأميركي توماس برّاك والذي قال فيه: "إن نزع سلاح حزب الله لا يمكن أن يتم بالقوّة، وإن الحل يجب أن يكون سياسيًا عبر التفاوض، وإن الجيش اللبناني لن يكون قادرًا على نزع سلاح شريحة كبيرة من الشعب، وإن أي محاولة عسكرية أحادية من "إسرائيل" ستكون لها عواقب وخيمة "، ولتأتي تصريحاته هذه متناقضة بشكل كبير مع السياق المتشدد والمشبع بالتحريض وبالتهديد، والذي كان قد اعتمده مؤخرًا حول مسألة الانتهاء من سلاح حزب الله من ضمن الإستراتيجية الأميركية لإنهاء الحرب بين لبنان و"إسرائيل". 

فما هي أبعاد هذا الكلام الاستثنائي للرجل الأول للإدارة الأميركية في "الشرق الأوسط"، كسفير واشنطن في انقرة ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سورية والمكلف مؤقتًا ليكون محل نائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط (ستيف ويتكوف) مورغان أورتاغوس لمتابعة الملف اللبناني -  "الإسرائيلي"؟ 

في الواقع، هناك عدة أوجه يمكن أن تعطى لكلام برّاك وهي: 

أولًا: الاحتمال الأول أن يكون كلامه من ضمن المناورات الخداعية الأميركية، والتي تطبع دائمًا إستراتيجية الأميركيين، وأن يكون كلامه هذا تغطية لتحضيرات عسكرية "إسرائيلية"، جدية وقريبة، بهدف تنفيذ عملية واسعة ضدّ لبنان، تخلص في نهايتها إلى نزع سلاح حزب الله بالقوّة، نتيجة توغل بري كبير، الاحتمال الأكبر أن يتم إطلاقه من جنوب غرب سورية، لفصل جنوب الليطاني عن شماله، بالتواكب مع حملة جوية عنيفة تطال مروحة واسعة من الأهداف الخاصة بالمقاومة من جهة، ومن المنشآت المدنية العامة والخاصة اللبنانية من جهة أخرى. 

ثانيًا: يمكن أن يكون كلامه تعبيرًا عن حسن نية كجرعة دعم إيجابي من الأميركيين للحكومة اللبنانية، مقابل ما قدمه لبنان الرسمي بقبوله بتطعيم لجنة "الميكانيزم" بمسؤول مدني لبناني (سفير لبنان السابق في واشنطن سيمون كرم )، وبمسؤول مدني "إسرائيلي"، يوري رِسنيك، الذي يشغل منصب المدير الأعلى للسياسة الخارجية في "مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي"، الأمر الذي طالما طلبه الأميركيون وسعى له الصهاينة بفتح آلية تفاوض مباشر بين لبنان والكيان. 

ثالثًا: لا يمكن بتاتًا استبعاد أن يكون كلام برّاك بمثابة تنازل لحزب الله، على أساس أن السياق العام مؤخرًا للسياسة الأميركية المتوافقة مع العدوّ "الإسرائيلي"  حول سلاح حزب الله، كان يتّجه نحو فرض آلية عنيفة لنزعه بالقوّة، فيكون كلام برّاك وكأنه تراجع أميركي، من ضمن مسار المفاوضات التي يعتبر الأميركيون أنها عمليًّا انطلقت مع التعيين اللبناني الأخير للسفير سيمون كرم كرئيس للوفد اللبناني في الناقورة. 

من هنا، وأمام هذه التفسيرات الممكنة لكلام برّاك المفاجىء حول استحالة إمكانية نزع سلاح حزب الله بالقوّة، وحول إلزامية إيجاد الحلول والتسويات بالتفاوض وليس بالقوّة، ومع عدم استبعاد إمكانية جنوح العدوّ "الإسرائيلي"  نحو تنفيذ عدوان واسع بري وجوي، رغم نسبته المتدنية، يمكن القول إن مسار التفاوض الجدي قد انطلق نحو إيجاد تسوية مناسبة،، تتضمن أغلب النقاط الأساسية، التي لا يمكن ولا يجب أن يقبل لبنان بأقل منها مجتمعة وهي: 

 -  إبعاد الحرب "الإسرائيلية" عن لبنان وتوقف مسار الاعتداءات والاغتيالات نهائيًّا. 

 - إعادة الأسرى اللبنانيين. 

 - إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" القائم حاليًّا في مناطق حدودية جنوبية. 

 - إعادة الاعمار لكل المناطق التي دمرها العدوان "الإسرائيلي". 

 - إنتاج حل وآلية لمسألة سلاح المقاومة ضمن إستراتيجية دفاع وأمن وطني برعاية الدولة اللبنانية، قادرة ان تحمي لبنان وأن تحفظ سيادته وحدوده.

الكلمات المفتاحية
مشاركة