خاص العهد
"التجمع الفاطمي": المرأة رسالة ووعي ونهضة
القطان لـ"العهد": نسعى لتعزيز صورة المرأة الرسالية ودورها في صناعة الوعي
لم تكن المرأة يومًا على هامش الأحداث، بل في قلبها، تربّي وتُمهّد للنهضات الكبرى بالصبر والبصيرة والعمل. والمرأة المؤمنة، بما تحمله من رسالة وقيم، كانت دائمًا شريكة في صناعة التاريخ، وحاضرة في ميادين التضحية والجهاد.
واليوم، وفي رحاب ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع)، النموذج الأكمل للمرأة الرسالية، نستعيد المعنى الحقيقي لدور النساء: دورٌ يُصنع بالوعي، وتتجسّد فيه المسؤولية، وتتكامل فيه الأدوار داخل الأسرة والمجتمع، ليكون للمرأة حضورٌ فاعل ومؤثر في المسيرة المقاومة.
ومن هنا، وبمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وتحت شعار "فاطمة أُمّة"، تُقيم وحدة العمل النسائي في حزب الله "التجمع الفاطمي"، ليكون حدثًا إعلاميًا، اجتماعيًا، ثقافيًا يُظهر اقتدار المرأة ووعيها وحضورها الفاعل في المجتمع.
تقوم الفكرة على اجتماع النساء من مختلف الفئات وتشكيلات الهيئات النسائية: التعبئة الطلابية، الكشفيات، تجمّع المعلمات، المعاهد، أستاذات الجامعات، الجسم التمريضي، هيئة الدعم، جمعية الإمداد، ربّات الأسر، إضافة إلى المهن المتنوعة (طبيبات، مهندسات، معلّمات، إعلاميات، محاميات، صاحبات مبادرات، جريحات، عوائل الشهداء وغيرهن)، وذلك بمناسبة ذكرى ولادة السيدة الزهراء (ع) التي أعلنها الإمام الخميني يومًا للمرأة، وفقًا لمسؤولة وحدة العمل النسائي في حزب الله الحاجة أمل القطان.
تؤكد القطان في حديثها لموقع "العهد" أن هذا الحدث يشكل محطة إعلامية اجتماعية ثقافية تُظهر دور المرأة الواعي والفاعل في مختلف ميادين العمل الاجتماعي، ويجمع الشرائح النسائية كافة على مستوى المناطق الخمس: بيروت، البقاع، الجنوب الأولى، الجنوب الثانية، والشمال، ومن جميع الفئات العمرية، في التوقيت نفسه، بروح واحدة ومشهدية موحدة.
تقول القطان "إننا نسعى من خلال التجمع الفاطمي إلى تعزيز صورة المرأة الرسالية ودورها في صناعة الوعي والنهضة الاجتماعية، وإيجاد رابط معنوي بين المشاركات وهوية المرأة المؤمنة العاملة المقتدية بالسيدة الزهراء (ع)"، مضيفة: "كما نهدف إلى خلق شبكة من التعارف والتكامل بين الأخوات العاملات في مختلف الميادين، وتعزيز الانتماء إلى إطار واحد يجمعهن وهو إطار وحدة العمل النسائي، التي سنطلق عملها الجديد ضمن هذا التجمع".
لماذا شعار "فاطمة أُمّة"؟
بحسب القطان، فقد استُقي شعار "فاطمة أُمّة" من حديث الرسول الأكرم (ص): "فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين"، فهي المرأة التي جمعت كل الكمالات والمقامات المعنوية التي يمكن للإنسان أن يصل إليها، وكانت بذلك أمّة لأنها جامعة لهذه الفضائل، لذلك كان الشعار تأكيدًا على هذا النموذج الذي يقتدي به المؤمنون رجالًا ونساءً.
أهداف التجمّع
توضح مسؤولة وحدة العمل النسائي أن للتجمع أهدافًا عديدة:
أهداف فكرية تربوية:
- تعزيز صورة المرأة الرسالية القدوة المتمثّلة بالسيدة الزهراء (ع).
- إبراز دور المرأة في صناعة الوعي والنهضة الاجتماعية.
- خلق رابط معنوي بين المشاركات وهوية المرأة المؤمنة العاملة.
أهداف اجتماعية تنظيمية:
- جمع النساء من مختلف الفئات والمهن تحت عنوان واحد.
- خلق شبكة تعارف وتكامل بين الأخوات في مجالات العمل المختلفة.
- تعزيز الانتماء لوحدة العمل النسائي وإطلاق هويتها الجديدة.
أهداف إعلامية جماهيرية:
- إظهار التجمّع كحدث جماهيري موحد بالتوقيت نفسه في جميع المناطق.
- تقديم صورة قوية وموحّدة عن المرأة المسلمة في الإعلام المرئي والمسموع والرقمي.
- إطلاق حملة إعلامية كبرى تسبق الحدث وترافقه وتتواصل بعده لإيصال رسالة التجمّع لأوسع شريحة من النساء.
وتشدد على أن لدى وحدة العمل النسائي خطة لتعزيز أهداف هذا التجمع وتحقيقها على مدى السنة المقبلة، عبر سلسلة من الفعاليات والورش حول السيدة الزهراء (ع)، تقدّمها كقدوة، وتُبرز النساء المقتديات بها نموذجًا يُحتذى، وتُؤهل الأخوات من مختلف الشرائح والمجالات لتفعيل دورهن الاجتماعي والأسري، ورفع مستوى الوعي بأهمية هذا الدور.
سيُطلق التجمع رسالة واضحة لكل النساء، يُبرز أدوارهن في هذه المسيرة وفي المجتمع المقاوم.
أهمية تسليط الضوء على دور المرأة الفاعل في المجتمع
ترى القطان أن للإبلاغ والتبيين دورًا واسعًا وعميقًا ومتجذرًا وفاعلًا، وإظهار دور المرأة يشكل هاديًا ورائدًا لمن لم ينخرطن بعد في هذا المسار، بما يعزز فعاليتهن الاجتماعية. كما أن التجمع رسالة للعدو والصديق بأن هذا المجتمع متجذّر في أرضه، بنسائه المربّيات، الأمهات، الزوجات، والرفيقات في كل مراحل هذه المسيرة.
وتشدد ختامًا على أن تسليط الضوء على هؤلاء النساء ودورهن وبيان فعاليتهن أمر بالغ الأهمية.