عربي ودولي
أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية؛ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن تقديم الأنظمة العربية العون للعدو "الإسرائيلي"، هو أسوأ من التخاذل، ورأى أن أعداء الأمة نجحوا بتطويع معظم الأنظمة وأكثر شعوب أمتنا وإخضاعها لإملاءاتهم.
وقال في كلمة له اليوم الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر 2025، بمناسبة ذكرى ولادة الصدِّيقة الطاهرة سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) واليوم العالمي للمرأة المسلمة: "في هذا العصر تواجه أمتنا الإسلامية جمعاء برجالها ونسائها وكبارها وصغارها أعتى وأشدّ حرب شيطانية ناعمة مضلة مفسدة تستهدف هويّتها الإيمانية".
ولفت إلى أن "الحرب الشيطانية الناعمة ترمي إلى صنع ثقافات وولاءات تنحرف بالأمة عن نهج الإسلام العظيم وتربطها بالمضلّين والمغضوب عليهم من الله"، وقال: "إن أمتنا الإسلامية تضرّرت بالحرب الناعمة المفسدة المضلّة أكثر من الحرب الصلبة، وحالة التيه والشتات والذلة والتبعية العمياء للأعداء التي نرى عليها معظم أمة الملياري مسلم شاهد على ذلك".
أضاف: "الأعداء نجحوا بتطويع معظم الأنظمة وأكثر شعوب أمتنا وإخضاعها لإملاءاتهم، وحوّلوا ثرواتها إلى مأكلة لهم، وأوطانها إلى قواعد عسكرية، وقوتها البشرية إلى أدوات طيِّعة مسخَّرة مستعبدة لهم".
وأشار إلى جرائم العدو الصهيوني موضحًا أن "اليهود الصهاينة قتلوا في فلسطين الآلاف من النساء المسلمات، بما في ذلك النساء الحوامل، والمسنّات والصغيرات والكبيرات إضافة إلى امتهان كرامتهن الإنسانية وارتكاب جرائم الاغتصاب".
وقال: "الأسوأ من التخاذل هو ما فعلته بعض الأنظمة العربية من تقديم العون الاقتصادي والمالي والإعلامي والاستخباراتي للعدو الإسرائيلي، إضافة إلى تكبيل الأمة عن أي تحرك فاعل لنصرة الشعب الفلسطيني".
ورأى أن "دعم الكيان "الإسرائيلي" من أنظمة عربية هو من أكبر وأوضح التجلّيات للخلل الرهيب في واقع الأمة والانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي وعلى مستوى الرؤية والبصيرة والوعي".
وأشار السيد الحوثي إلى أن "العدوّ اليهودي الصهيوني تجرأ على أمتنا إلى درجة أنّه يسعى بكلّ طمع لفرض معادلة الاستباحة لها في الدم والعرض والأرض والمقدّسات والدين والدنيا". مضيفًا بأن "العدوّ الصهيوني يسعى إلى إرغام أمتنا لتقبل بالاستباحة، ويشاركه الأميركي لفرض ذلك على الأمة..".
ورأى أن "الأعداء حرفوا المعنى الحقيقي للسلام وجعلوا محتواه الاستسلام والقبول بالاستباحة التامّة والعبودية المطلقة المذلّة لأجرم وأحقد وأقبح وأسوأ عدو؛ العدوّ "الإسرائيلي"".
وتابع: "كثير من الأنظمة العربية ومعها كثير من النخب أصبحت قابلة بالاستباحة، وتوجّه لومها إلى من لا يقبل بذلك من أحرار الأمّة".
وقال السيد الحوثي: إن "الجماعات المسيطرة على سورية تمثّل أحد نماذج الخيار النفاقي والاستسلامي، وتجسّد حالة الولاء لأميركا والارتماء في الحضن الصهيوني.. هذه الجماعات تعلن صراحة أنها تسعى لإقامة علاقة مع "إسرائيل"، وأنها تعادي كلّ من يعاديها، وهذا ما تمارسه فعليًا".
أضاف: "تسعى تلك الجماعات للتقارب مع "إسرائيل" رغم الغارات "الإسرائيلية" المدمّرة، ورغم الاحتلال والتوغلات العسكرية وصولًا إلى ريف دمشق قرب العاصمة".
وتابع: "من الشواهد الجلية لحقيقة العدوانية والإجرام الصهيوني الانتهاكات المستمرة للاتفاقات الدولية التي عليها ضمناء كما هو الحال في غزة ولبنان".
وشدد السيد الحوثي على أهمية الاستفادة من ذكرى مولد الزهراء عليها السلام وسائر المناسبات الإسلامية في إحياء الروح الإسلامية والإضاءة بنور الهدى لتصحيح المفاهيم وكشف الظلمات المتراكمة، وقال: "فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين هي النموذج الأسمى والأعلى للمرأة المسلمة".
أضاف: "ينبغي أن تستلهم الأمة من نماذج الإسلام الراقية من رجال ونساء، أسمى الروحية وأرقى الوعي وأعظم التأثير لتستعيد كرامتها الإنسانية وعزتها الإيمانية وحضورها العالمي".
وختم قائلًا: "ينبغي أن تستعيد الأمة دورها في حمل الرسالة الإلهية والسعي لإقامة القِسط وإنقاذ المستضعفين وكسر شوكة الطغاة والمجرمين بدلاً من التبعية والعبودية والخنوع للمستكبرين".