ترجمات
تصاعد التيار اليميني المناهض لـ"إسرائيل" يعيد خلط مواقف حركة MAGA والمحافظين
تيار أميركي محافظ معادي لـ"إسرائيل" قد يغير المشهد السياسي في معسكر اليمين
نشرت مجلة Politico تقريرًا جاء فيه أن النقاش حول دعم الحزب الجمهوري لـ"إسرائيل" انتقل إلى خارج قاعات المؤتمرات، حيث بات يلقي بظلاله على حركة MAGA (اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا) عمومًا.
وأشارت المجلة إلى أن أنصار MAGA أصبحوا يوجهون الأسئلة إلى شخصيات جمهورية معروفة حول دعم إدارة ترامب لـ"إسرائيل" خلال المؤتمرات العامة التي ينظمها المعسكر المحافظ، مضيفةً أن ما يجري يعود إلى جهود مجموعة محدّدة من المنتقدين لـ"إسرائيل" داخل معسكر اليمين، والذين عملوا على جعل هذا الموضوع في صلب النقاشات داخل الحركة.
ولفتت المجلة إلى أن الأصوات البارزة المعارضة لـ"إسرائيل" تقول، بنسب متفاوتة، إن ترامب نفسه يتعاطف معها، وإنه - رغم تأكيداته دعم "إسرائيل" وقمعه الأصوات المؤيدة للفلسطينيين من اليسار - سمح لكبار منتقدي "إسرائيل" بالبقاء داخل MAGA.
وأبرز التقرير أن السؤال الجوهري أمام هذه المجموعة هو ما إذا كانت قادرة على كسب تأييد الغالبية داخل MAGA، مشيرة إلى استطلاعات تفيد بأن أكثر من نصف المحافظين الشباب باتوا ينظرون نظرة غير إيجابية إلى "إسرائيل" - بارتفاع 15 نقطة مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام - ما يفتح نافذة محتملة أمام "اليمين المعادي لـ"إسرائيل'".
ونقلت المجلة عن ستيف بانون - كبير إستراتيجيي البيت الأبيض سابقًا - قوله إنه غيّر موقفه المؤيد لـ"إسرائيل" بعدما رأى أنها "ليست حليفة"، موضحة أن تحول موقفه بدأ بعد فترة وجيزة من 7 أكتوبر، حين كان يحث الجمهوريين في الكونغرس على رفض تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا باعتبارها لا تخدم المصالح الأميركية، ثمّ بدأ يتساءل عمّا إذا كان المعيار ذاته يجب أن يطبق على الدعم لـ"إسرائيل"، بالتزامن مع اندفاع الجمهوريين لتأييد حرب غزّة.
وتابعت المجلة أن بانون وسّع نطاق انتقاداته، معتبرًا أن التحالف مع "إسرائيل" يشكّل "مصدر إلهاء" عن الهدف الأكثر إلحاحًا في حماية الولايات المتحدة من الصين، واصفًا الجمهوريين المؤيدين لـ"إسرائيل" بأنهم جماعة "إسرائيل أولًا".
ونقلت عنه أيضًا، أن اتفاق وقف النار في غزّة، وما تبعه من "خطة سلام" أعلنها ترامب، جاءا في إطار "تقييد أطماع "إسرائيل" في ضم مزيد من الأراضي ومنع حرب تهدف إلى تغيير النظام في إيران"، مضيفةً أن بانون يعتبر أن تعاطف ترامب الحقيقي هو مع الدول العربية التي وافقت على استثمار المليارات في الولايات المتحدة خلال ولايته الثانية.
ونقلت المجلة عن الإعلامي تاكر كارلسون قوله، إن العلاقة مع "إسرائيل" تنتهك "القاعدة الأخلاقية الأولى" في MAGA، والمتمثلة بالإيمان بالتراتبية، معتبرًا أنه لا يمكن لبلد يضمّ تسعة ملايين نسمة أن يملي سياساته على بلد تعداده 350 مليونًا. ووصفت المجلة موقف كارلسون باعتباره اعتراضًا على ما يسميه "العقاب الجماعي" الذي تمارسه "إسرائيل" والذي لا يتوافق مع معتقداته المسيحية.
وأشارت إلى أن تقارير حول هجمات "إسرائيل" على الكنائس في غزّة كانت من بين الأسباب التي دفعت كارلسون لاتّخاذ موقف حاسم ضدّ الدعم الأميركي للحرب. ونقلت أيضًا عن النائب الجمهورية مارجوري تايلور غرين قولها، إن "حملة دعائية" مورست على المسيحيين الأميركيين لعقود لتجعلهم يعتقدون بضرورة خدمة "إسرائيل"، معتبرة أن "الحكومة العلمانية في "إسرائيل" لا تمثل "إسرائيل" الإنجيل".
ولفتت Politico إلى تأثير برامج بودكاست واسعة الانتشار مثل The Joe Rogan Experience وThis Past Weekend with Theo Von، حيث يعتمد 35% من المحافظين بين 18 و34 عامًا على برنامج روغان لمتابعة أخبار "إسرائيل"، مقابل 11% لبرنامج فون.
كما أشارت إلى مؤتمر منظّمة Turning Point USA في تشرين الأول الماضي، حيث سأل أحد الشباب الحاضرين نائب الرئيس JD فانس عن الاتهامات بأن اليهودية تدعم اضطهاد المسيحيين، فأجاب فانس بأن هناك هامشًا واسعًا للاختلاف داخل MAGA، وبأن "إسرائيل لا تتحكم بالرئيس ترامب"، في رد فهم منه أنه يعالج تلميحًا غير مصرح به.
وعدّت المجلة ما حصل دلالة على أن اليمين المناهض لـ"إسرائيل" لم يعد ممكنًا تجاهله في الانتخابات المقبلة.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن المعركة حول موقف MAGA الحقيقي من "إسرائيل" بدأت ترسم معالم السباق الجمهوري، حيث ينصب السيناتور تيد كروز نفسه زعيمًا للمعسكر الموالي لـ"إسرائيل"، فيما يلوّح بانون بإمكان الترشح، في حين يقف فانس في منطقة وسط بين دعم "إسرائيل" من منظور "أميركا أولًا" والحفاظ على علاقات قوية مع شخصيات معارضة لها مثل كارلسون وبانون.
وأكدت المجلة أنه، وبغضّ النظر عما سيحدث في 2028، فإن صعود اليمين المعادي لـ"إسرائيل" غيّر بشكل جوهري المشهد السياسي داخل اليمين الأميركي، وأن الأسئلة التي كانت تُطرح همسًا حول دعم "إسرائيل" والتعاون معها أصبحت اليوم مطروحة في العلن.