خاص العهد
"اليونيفيل" تحت نيران الاحتلال ولبنان على أعتاب مرحلة وصاية جديدة!
العدوان على "اليونيفيل" يكشف وحشية "إسرائيل" ومخاطر وصاية تُفرض على لبنان
يتواصل مسلسل الاعتداءات الصهيونية على المدنيين والجيش اللبناني وحتى قوات "اليونيفيل".. جديد تلك الاعتداءات ما تعرّضت له دورية لـ"اليونيفيل" أمس الأربعاء (10 كانون الأول/ ديسمبر 2025) في منطقة سردة جنوب لبنان، ما يعكس مدى الهمجية والوحشية "الإسرائيلية" التي تخطّت كلّ القوانين والمعاهدات الدولية، رغم التزام حزب الله الكامل باتفاق وقف إطلاق النار. هذا الاعتداء، يعيد التأكيد أنّ العدوّ "الإسرائيلي" يضرب عرض الحائط بكلّ قوة دولية أو اتفاق أو تفاهم، ويواصل اعتداءاته على لبنان دون رادع، فيما تفشل لجان المراقبة الدولية، وعلى رأسها لجنة "الميكانيزم"، منذ عام كامل بوقف الخروقات المتمادية. وفي ظل طرح توسيع اللجنة بضم طرف عربي للعمل على قانون انتخاب جديد بعد عام 2026، يبرز سؤال خطير: هل يُراد للبنان أن يدخل مرحلة وصاية جديدة؟.
العدوّ منظومة متفلّتة إنسانيًا
النائب الدكتور الياس جرادي، وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، أكد أنّ العدوّ "الإسرائيلي" غير ملتزم بقرارات الأمم المتحدة ولا بالمعاهدات الدولية، ولا يلتزم حتّى باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان والقرار 1701، مضيفًا أنّه لم يلتزم بأي اتفاقيات في "مشروع السلام" في "الشرق الأوسط"، ولا بأوسلو أو غيرها، بل ضرب بكلّ الاتفاقيات والمعاهدات عرض الحائط.
ويصف جرادي العدوّ الصهيوني بأنه "منظومة متفلّتة إنسانيًا" لا تعير أي قيمة للمعايير الإنسانية، معتبرًا أنّ الأزمة ليست سياسية أو عسكرية فحسب، بل أخلاقية بعمق، وأنّ العالم أجمع يشهد بروز منظومة متوحشة لا تعترف بأي معيار إنساني وتسعى لاستغلال فائض قوّتها في لبنان والعالم العربي وغيرهما.
الاستعداد للمواجهة واجب
ويشدد جرادي على أنّ ما نراه من العدوّ سنسمع ونشهد المزيد منه، ما يفرض على لبنان الاستعداد بكلّ أساليب المواجهة وحماية نفسه بمظلّة دولية ومحلية وإقليمية. ويذكّر بتصريح نتنياهو الأخير حول سورية حين قال إنّ "الأرض أهم من السلام"، معتبرًا أنّ هذا هو النهج المكرّس في العقل "الإسرائيلي": الاجتياح والاحتلال والسيطرة.
ويضيف: "علينا الحفاظ على عناصر القوّة وعدم التفريط بها، بل استحداث عناصر جديدة".
فشل "الميكانيزم" و"اليونيفيل"
وعن فشل لجنة "الميكانيزم" و"اليونيفيل" في ردع الاعتداءات، يرى جرادي أنّ لبنان يواجه "منظومة عدائية" لا بد من استنفاد كلّ الوسائل لمواجهتها. وإن لم تنجح هذه الهيئات في ردع العدو، فقد تنجح على الأقل في أن تكون شاهدًا على توحشه.
ويرى جرادي أنّ الرأي العام العالمي مهم إذا أحسن لبنان العمل عليه، وكذلك العلاقات الدولية، لكن لا ينبغي الاتّكال عليها وحدها، لأنّ البلاد دخلت مسار مواجهة طويلة.
"توسيع الميكانيزم" وقانون انتخاب 2026.
وبخصوص التقارير الإعلامية التي تحدثت عن "توسيع" مهام لجنة "الميكانيزم" وضم طرف عربي للعمل على قانون انتخاب جديد بعد 2026، يصف جرادي هذا الأمر بأنه "هرطقة بالكرامة"، رافضًا أي تدخل أو وصاية في الشؤون اللبنانية، معتبرًا أنّ قانون الانتخاب يُناقش فقط داخل المجلس النيابي.
ويؤكد جرادي أنّ لبنان ما زال من الدول القليلة في "الشرق الأوسط" -وربما في العالم- التي تحافظ على ديمقراطية حقيقية، حيث ينتخب الناس بحرية. ويرى أنّ من يسعى من الداخل لجلب الوصاية إنما يعيش "أضغاث أحلام".
سلاح المقاومة حماية للبنان
ويشدّد جرادي على أنّ سلاح المقاومة ليس مشكلة البلد، بل الأطماع "الإسرائيلية" التوسعية. والسؤال ليس "كيف ننزع سلاح المقاومة؟" بل "كيف نحمي لبنان؟".
وإن كان ضمّ هذا السلاح إلى مؤسسات الدولة أحد الخيارات، فليُطرح، وإن كان العكس فليكن، لأنّ الهدف الأساسي هو حماية لبنان من الاعتداءات الصهيونية. فـ"إسرائيل" - كما يقول - كلّما حصلت على تنازلات خلقت ذرائع جديدة، وهي تعتبر أنّ الأرض أهم من السلام، وبالتالي لا معنى لأي نقاش حول السلاح خارج إطار حماية لبنان وتوحيد الأجهزة وقرار الحرب والسلم.