اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي من يحرك الفتنة في لبنان؟

تكنولوجيا

استثمارات الذكاء الاصطناعي في 2026 من الروبوتاكسي إلى الطاقة والبيانات
تكنولوجيا

استثمارات الذكاء الاصطناعي في 2026 من الروبوتاكسي إلى الطاقة والبيانات

98

على وقع التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تتحول المراهنة على هذا القطاع إلى مزيج من الإغراء والمخاطرة في آن واحد، كما تصفه وكالة بلومبيرغ. فالتأثير المتنامي للذكاء الاصطناعي بات يطاول المَحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية، إلى درجة أن شركات التكنولوجيا الكبرى المستفيدة من هذه الطفرة تمثل نحو 36% من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، فيما تستحوذ شركة إنفيديا وحدها على قرابة 8% من المؤشر، وفق بيانات الوكالة.

وفي مقابل هذا الزخْم، تشير بلومبيرغ إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي الضخمة على مراكز البيانات تمنح الاقتصاد الأميركي دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات بشأن تآكل الوظائف المبتدئة والضغوط المتزايدة على موارد الطاقة والمياه. ولمقاربة السؤال الجوهري حول كيفية تحويل الوعود التقنية إلى أرباح فعلية، استطلعت الوكالة آراء أربعة خبراء استثمار، قدّم كل منهم قراءة مختلفة لمسار التحول الجاري.

وتنقل بلومبيرغ عن كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، تركيزها على ما تسميه «الذكاء المتجسّد»، ولا سيما في قطاع النقل ذاتي القيادة. وترى وود أن سوق سيارات الأجرة ذاتية القيادة قد يتوسع عالميًا ليصل إلى ما بين 8 و10 تريليونات دولار خلال خمس إلى عشر سنوات، معتبرة أن شركة تسلا تحتل موقع الصدارة في هذا المجال داخل الولايات المتحدة وخارجها.

 وتذهب تقديراتها إلى وضع هدف سعري لسهم تسلا عند 2600 دولار خلال أربع سنوات، مقارنة بمستوياته الحالية، مرجعة الجزء الأكبر من هذا السيناريو إلى خدمات "الروبوتاكسي".

 وتستند هذه الرؤية إلى البيانات التشغيلية، إذ تجمع ملايين المركبات ذاتية القيادة بيانات نادرة من حالات حقيقية على الطرق، ما يمنح الأفضلية لمن يسبق إلى توسيع قاعدة البيانات في سوق يميل إلى احتكار الفائز للحصة الكبرى.

في المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن شركات أخرى مثل "وايمو" التابعة لغوغل، ورغم تشغيلها التجاري منذ عام 2018، تحركت بوتيرة أبطأ، قبل أن تبدأ في التسارع أخيرًا مع دخول تسلا سوق أوستن بخدمات الروبوتاكسي، ما يعكس حدة التنافس في هذا المجال.

ولا تقتصر فرص الذكاء الاصطناعي، بحسب بلومبيرغ، على النقل؛ إذ يبرز قطاع الرعاية الصحية بوصفه ساحة استثمارية تجمع بين العائد المالي والأثر الاجتماعي. وتنقل الوكالة عن وود إشارتها إلى التطور السريع في تقنيات تسلسل الجينات، ولا سيما ما يُعرف بتسلسل الخلية الواحدة الذي يستخدم على نطاق واسع في تشخيص السرطان وتطوير العلاجات.

 وفي هذا الإطار، تُذكَر شركتا "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إي آي" بوصفهما من أبرز الرهانات، حيث تُقدَّم الأخيرة كمنصة تحلل كميات هائلة من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات دقيقة قد تُحدث تحولًا في التشخيص والقرارات العلاجية، مع احتمال أن تصبح إحدى الدعائم المعلوماتية الأساسية للرعاية الصحية في الولايات المتحدة.

ومن زاوية مختلفة، يقدم دِني فيش من شركة «جانوس هندرسن» إطارًا استثماريًا يقوم على تنويع الانكشاف بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسم فيش دورة تبني الذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل إلى ثلاث فئات: المُمكّنون، وهم مزودو البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة، والمُعزِّزون؛ أي شركات البرمجيات التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتأثر باضطرابه، والمستخدمون النهائيون، وهم الشركات التي توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية. 

ويشير إلى أن السوق لا تزال في مرحلة "التمكين"، حيث تقود عمليات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقًا رأسماليًا قويًا، تشارك فيه شركات كبرى مثل مايكروسوفت وألفابت، إلى جانب حكومات تطور سحابات سيادية ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.

وفي سياق البرمجيات، تحذر بلومبيرغ من اضطرابات تنافسية قد تضغط على التقييمات، مع احتمال بروز فرص لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك"، في حين تبرز شركات صناعية واستثمارية كبرى من فئة المستخدمين النهائيين، من بينها "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة وتطوير البنية التحتية للبيانات والطاقة.

ومن منظور الاقتصاد الكلي، ترى تاوشا وانغ من «فيديلتي إنترناشونال» أن الذكاء الاصطناعي بات قوة اقتصادية شاملة قد تولد ضغوطًا تضخمية نتيجة الإنفاق الرأسمالي الهائل على مراكز البيانات. وتعتبر أن السلع، وعلى رأسها النحاس، تشكل أداة تحوط مهمة في ظل نمو الطلب بوتيرة سريعة مقابل تراجع المعروض.

 وتشير بلومبيرغ إلى أن هذا المسار قد يتزامن مع تباطؤ التوظيف مقابل زيادة الإنفاق على الآلات، ما يفتح الباب أمام تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. كما تلفت إلى أن ما تصفه خظة "ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنيات تنافسية بأسعار جذابة.

أما عن عنق الزجاجة الأكبر، فتنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس" تأكيده أن الطاقة تمثل القيد الأساس أمام توسع الذكاء الاصطناعي، ما يخلق فرصًا استثمارية في البنية التحتية للطاقة، إلى جانب مكاسب محتملة في مجالات الصحة الرقمية والتصوير الطبي والتأمين القائم على البيانات.

وتختتم بلومبيرغ تقريرها بإضاءة على الحضور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، من مساعدة الأطفال على فهم مسائل رياضية، إلى تبسيط الموسيقى الكلاسيكية أو توليد قصص شخصية. غير أن هذه الاستخدامات الإنسانية لا تحجب التحذير من أن هوامش الأمان في التسعير باتت ضيقة، وأن كثيرًا من الأسهم مسعّر على افتراضات محدودة، فيما قد تكون المخاطر غير المرئية هي الأشد تأثيرًا.

وخلصت بلومبيرغ، عبر آراء خبرائها، إلى نتيجة عملية مفادها أن تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي بات ضرورة، وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد؛ إذ إن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضًا في القطاعات التي تجاهلها السوق خلال ذروة الطفرة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة