عين على العدو
خرج مستوطنو "كريات شمونة" صباح اليوم في تظاهرة غاضبة احتجاجًا على الأوضاع التي تعيشها المستوطنة بعد أشهر من القتال والإخلاء الطويل.
وبحسب المحتجّين، كانت العودة سريعة، لكن عملية إعادة الإعمار لم تبدأ.
ويقول المستوطنون المشاركون في التظاهرة "من دون عمل، ومن دون اقتصاد، ومن دون أمن، تواصل كريات شمونة النزف السكاني، فيما يسود شعور بأنها "مدينة" تُركت لمصيرها".
وخلال التظاهرة، صرخ داني ملكا، أحد السكان، قائلًا: "عمل، خبز. عمل، خبز. هذا كل ما نطلبه. لا نريد حقائب مليئة بالدولارات نريد خبزًا وعملًا. قالوا لنا إن كل شيء تحت السيطرة، وطمأنوا دولة بأكملها، وفي النهاية قُتل أشخاص، وتُرك الناس بلا حماية. كيف فعلتم ذلك؟ كيف؟".
وفي وقت لاحق، وجّه ملكا غضبه أيضًا إلى الحكومة ووزير الأمن القومي، قائلًا: "ما هذه "الدولة" البوليسية؟ من أنت، بن غفير؟ من أنت حتى تأتي وتشرح لنا كيف يُفترض بنا أن نعيش هنا؟".
بدورها، وصفت يافا أزران، وهي من مستوطني كريات شمونة، الواقع الذي عاد إليه الأهالي قائلةً: "عدنا إلى "مدينة" لا شيء فيها: محال مُغلقة، ولا سُبل للرزق"، وتابعت "يسود في الشمال شعور بانقطاع تام عن المركز: لا يعترفون بنا، ولا يعرفون من نحن. يقولون لنا إننا استمتعنا، وإننا كنا في إجازة. عمّ تتحدثون؟ أُخرجنا من بيوتنا، ثم أُعدنا إلى مكان بلا أي شيء".
وحذّرت أزران من انهيار ديموغرافي يهدّد المستوطنة، وأردفت "الناس يغادرون بسبب انعدام الأمن وبسبب غياب الاقتصاد. نحن يائسون، والناس مرضى. البيوت تُباع، وكريات شمونة لن تبقى. إذا لم يحدث تغيير، فهنا سيكون حدّ حدودي، لا مدينة".
وكان المستوطنون قد منحوا الحكومة مهلة عام منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، على أمل أن تستقيم الأمور، غير أنهم وجدوا أنفسهم اليوم أمام وعود أُغدقت عليهم لكن لا تتحقق، ويودّعون مزيدًا من "السكان" الذين يغادرون في "الموجة الثانية" من هجر السفينة الغارقة، على ما وصف مراسل الجبهة الشمالية في صحيفة يديعوت أحرونوت يائير كراوس.
كراوس أشار كذلك الى أن العلاقات المتوترة بين رئيس البلدية في "كريات شمونة" أفيخاي شتيرن ونتنياهو تُضاف وتُضاف إلى الأزمة الكبيرة هناك، ولفت الى أن كبار المسؤولين في الليكود ملتزمون بممثل نتنياهو في المستوطنة، إيلي زفراني، بينما يشعر "السكان" أنهم رهائن في لعبة سياسية ساخرة.


