عين على العدو
أكد الجنرال احتياط في جيش الاحتلال الصهيوني يتسحاق بريك، أن الكيان الصهيوني يعيش مع انتهاء العام الحالي في أزمات متعددة وتعقيدات غير مسبوقة تطال جميع المجالات سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية.
وأشار بريك في مقال له في صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن هذا يعني "أن هناك حاجة ملحّة لصياغة استراتيجية "وطنية" شاملة للحفاظ على بقاء "إسرائيل" وازدهارها".
أضاف أنَّ "كثرة التهديدات وتعدد الجبهات يشكّل عبئًا على الأجهزة الأمنية بسبب اضطرارها للتعامل مع التحديات أمام غزّة والمنطقة الشمالية والخشية من التصعيد في الضفّة وإمكانية المواجهة مع إيران ووكلائها".
ولفت بريك إلى "تراجع مكانة "إسرائيل" الدولية واستمرار حملات المقاطعة، الأمر الذي يضعها أمام علامة استفهام حول قدرتها للعمل في الحلبة الدولية ويضع أمامها صعوبات في الحفاظ على علاقات إستراتيجية حيوية".
ويرى الجنرال احتياط أن "تراجع ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة وصانعي القرار يؤدي إلى تحطم الحصانة "الوطنية"؛ لا سيما وأن استطلاعات الرأي تظهر بأن غالبية الجمهور يعتقد بأن القرارات السياسية لا تعتمد على اعتبارات مهنية بل اعتبارات سياسية".
وأكد أنَّ "تكلفة الحرب كبيرة جدًّا وهو ما تطلب زيادة ميزانية "الأمن" (الحرب) بعشرات المليارات من الشواكل وما ترتب عليه من تضخم العجز الذي يشكّل خطرًا على القطاع الاقتصادي للسنوات القادمة"، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في ظل الحديث عن تراجع معدلات النموّ والخشية من تراجع الاستثمارات الأجنبية في قطاع الهاي تك الذي يعتبر أهم محرك للقطاع الاقتصادي.
وأكد بريك أن "هذه المعطيات بالتزامن مع الحديث عن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة التي تثقل الأعباء على "المواطنين" تؤكد ضرورة صياغة خطة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية وتقليص النفقات غير الضرورية".
وأشار إلى الانقسام الداخلي، وقال: "رغم الحديث عن الحصانة الاجتماعية وتماسكها إلا أنّ الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية في "إسرائيل" لا تزال عميقة تهدّد الوحدة "الوطنية".. المجتمع "الإسرائيلي" (الكيان) بحاجة ملحّة للتعافي من صدمة ما بعد الحرب وهو ما يوجب تكثيف الجهود لمساعدة عائلات المصابين والمتضررين من الحرب".
وشدد بريك على أن "بقاء "إسرائيل" مرهون بقدرتها على الانتقال من رؤية احتكار الرأي والقرار إلى رؤية متعددة وشاملة تعمل حسب المبادئ لإعادة تحديد سلم الأولويات من جديد وتضع الحصانة الاجتماعية والوحدة الاجتماعية على رأس سلم أولوياتها، على حد تعبيره.