خاص العهد
غارات الاحتلال.. رسائل "نار" صهيونية تكريمًا لاجتماع "الميكانيزم"!
الفوعاني لـ"العهد": الغارات "الإسرائيلية" تستهدف دور "الميكانيزم" والدول الراعية
في تصعيدٍ جديد، جاءت غارات العدو الصهيوني التي استهدفت مناطق في الجنوب والبقاع محاولةً فرض نفسها على المشهدين الأمني والدبلوماسي في آنٍ واحد. وفي تعليق لافت، رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ هذه الغارات لا تنفصل عن الاستحقاقات الدولية المقبلة، مصورًا إيّاها رسالة مباشرة إلى مؤتمر باريس المخصّص لدعم الجيش اللبناني، وحزامًا ناريًا تكريمًا لاجتماع "الميكانيزم" المرتقب، في محاولة واضحة للضغط وتوجيه الرسائل عبر التصعيد العسكري العدواني.
في تفصيل أكثر لما قصده الرئيس بري، رأى رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل مصطفى الفوعاني، أنّ الغارات "الإسرائيلية" الأخيرة تحمل رسائل مباشرة تتخطّى لبنان وحدوده. وفي تصريح لموقع العهد الإخباري، أكد الفوعاني أنّ هذا التصعيد لا يمكن فصله عن استحقاق اجتماع لجنة "الميكانيزم" والدور المفترض لها، مؤكدًا أنّ الاستهداف "الإسرائيلي" يطاول مصداقية هذه اللجنة والدول الراعية للاتفاق، بقدر ما يطاول الأراضي اللبنانية نفسها.
وأوضح أنّ الاستهداف "الإسرائيلي" يأتي في سياق ضرب الدور المفترض لهذه اللجنة التي أُنشئت لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار ومنع اعتداءات العدو، مشددًا على أنّ "إسرائيل" ما زالت تمارس سياسة عدوانية ممنهجة بحق لبنان، دون الالتزام بأيّ من الشروط أو التعهدات التي قامت على أساسها التفاهمات التي رعَتها الدول المعنية. وأضاف أنّ هذه الدول، بوصفها راعية لهذا الاتفاق، تتحمّل اليوم مسؤولية مباشرة عمّا يجري، في ظل استمرار الخروقات "الإسرائيلية".
وأشار إلى أنّ خطورة الغارات الأخيرة لا تكمن فقط في استهداف الأراضي اللبنانية، بل في توجيه رسالة سياسية وأمنية إلى جميع الأطراف المشاركة في لجنة "الميكانيزم" والدول التي رعَت الاتفاق، في محاولة لتقويض مصداقية هذه اللجنة ودورها، وفرض معادلة الأمر الواقع بالقوّة العسكرية من قبل العدوّ الصهيوني.
وسأل الفوعاني عمّا إذا كانت اللجنة ستُبدي أيّ تجاوب فعلي بعد أن نفّذ الجيش اللبناني كلّ ما طُلب منه ضمن إطار "الميكانيزم"، مؤكدًا أنّ المشكلة لا تكمن فقط في سلوك العدوّ "الإسرائيلي" الذي لا يُعوّل عليه بطبيعته العدوانية المستمرة، بل في تقصير اللجنة نفسها التي كان يُفترض بها أن تضع حدًا للاعتداءات "الإسرائيلية"، لا أن تكتفي بإحصاء الخروقات وتدوينها.
وانتقد الفوعاني تبنّي بعض الجهات في اللجنة، للرواية "الإسرائيلية" في تناقضٍ واضح مع الوقائع الميدانية، مشددًا على أنّ المقاومة التزمت التزامًا كاملًا بما هو مطلوب منها، كما أنّ الجيش اللبناني قام بكلّ واجباته، ولا سيما في منطقة جنوب الليطاني، وفق ما نصّت عليه التفاهمات.
وختم الفوعاني حديثه لموقعنا بالتأكيد على أنّ العدوانية "الإسرائيلية" ليست حدثًا طارئًا أو استثنائيًا، بل هي نهج ثابت وسياسة مستمرة، ويُجسّد عمليًا ما كان قد حذّر منه الإمام السيد موسى الصدر، حين وصف "إسرائيل" بأنها شرّ مطلق، في إشارة إلى طبيعة هذا الكيان وسلوكه العدواني الدائم تجاه لبنان والمنطقة.