اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بوتين: الاتحاد الأوروبي يراهن على انتخابات الكونغرس للضغط على ترامب بشأن أوكرانيا

مقالات

القوات ملكة مشاريع التخريب
مقالات

القوات ملكة مشاريع التخريب

95

صحافية لبنانية

الطبع يغلب التطبّع، هكذا يقول المثل الشائع، ومضمونه ينطبق حرفيًا على أداء القوات اللبنانية في مؤسسات الدولة الرسمية. منذ انتهاء العدوان "الإسرائيلي" الواسع على لبنان في 27 تشرين الثاني 2024، وتشكيل حكومة نواف سلام، يتسابق وزراء القوات لنيْل جائزة "الأردأ"، أو الأضعف، أو ربّما أكثر الممارسات عارًا. 

بدا واضحًا أن قرار المشاركة في الحكومة لدى القوات اتُّخذ بهدف واحد: عرقلة كلّ مشروع يعمل عليه العهد الجديد يُعتبر حاضنًا للشعب ويعكس صمودًا بوجه كلّ الضغوطات الخارجية ولا سيّما الأمريكية و"الإسرائيلية". هذا يعني الحضور بأجندة تخريبية داخل مجلس الوزراء. الشواهد حيّة، والقوات مستمرة في مسلسل التعطيل لكلّ حركة في البلد تُفسّر على أنها عامل قوة بوجه مخططات العدو وحلفائه وأدواته المحلية أيضًا.

تعطيل التشريع 

في مجلس النواب، عملت القوات اللبنانية بشكل حثيث على نسْف عملية التشريع وضرب الجلسات العامة بحجّة الانتصار لحقوق المُغتربين واقتراعهم في الاستحقاق النيابي المُنتظر منتصف العام 2026. لأجل هذا، جنّدت وحرّضت بشتّى الوسائل كيْ تُعرقل أيّ نصاب قانوني لهيئات البرلمان العامة التي ينتج عنها المصادقة على قوانين حياتية على تماسٍ مباشر مع المواطنين ولا سيّما في الظرف الراهن، وشنّت حربًا ضروسًا على الرئاسة الثانية وموقعيتها في محاولة لمصادرة دورها الأساس في التشريع والدعوة إلى جلسات متتالية. 

وللغاية، أطلقت القوات حملة واسعة بهدف منع النواب من المشاركة في الجلسة التشريعية الأخيرة، ولجأت إلى المسؤول السعودي عن ملف لبنان يزيد بن فرحان، طالبة منه التدخّل لمنع النواب من المشاركة، على اعتبار أن انعقاد الجلسة دون بحث قانون الانتخابات النيابية ضربة كبيرة لـ"المشروع السيادي الذي يريد تعزيز قوته في الانتخابات النيابية المقبلة في إطار معركة التخلّص من حزب الله". في المُحصّلة، فشلت جهود قائد القوات سمير جعجع وتلقّى ضربة من ساحة النجمة، فعُقدت جلسة 18/12/2025 وانتهت بتشريع لعدد من القوانين. 


لا كهرباء

عزمت القوات على حلّ مصيبة الكهرباء المُزمنة في لبنان، وبالغت كثيرًا في ثقتها بوزيرها جو الصدي وادّعت أنها ستؤمّن الكهرباء في كلّ المناطق 24/24 في مدّة قياسية خلال 6 أشهر. ماذا حصل؟ قادت القوات االلبنانيين إلى العتمة، بعدما ركّزت جهدها في الوزارة على الانتقام من أسلافها العونيين عبر طرد أو مضايقة الموظّفين السابقين في الوزارة. فتحت معركة ثأر مع العونيين في الوزارة، وتركت الناس تُصارع الظلام، إلى أن تبيّن أنها لم تستطع تأمين تغذية كهربائية للمواطنين ولم تفلح في توفير الكميات المطلوبة من الفيول لتشغيل معامل الكهرباء، ما استدعى إعلان شركة كهرباء لبنان أن التغذية صفر في عموم المناطق. حصل هذا في عهد القوات.

وفي الحديث عن الأداء الوزاري، يقول رئيس بلدية الغبيري أحمد الخنسا بناءً على خبرته في العمل مع الجهات الرسمية، إنه "لا يوجد و لا يمكن تصوّر نموذج أسوأ من وزراء القوات اللبنانية في الشأن العام، والذين يحرصون دائمًا على إظهار عنصريتهم و طائفيتهم وتعصّبهم لأفكار رئيس ميليشياتهم الإنعزالية"، ويُضيف "هم فاشلون تمامًا وكاذبون في ما يختصّ بوعودهم قبل تولّيهم الوزارات.

بخّ السمّ

التحريض هو ديْدن القوات الذي لا تفارقه مهما مرّت السنوات. هذا ما اتضح في كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الصريح بشأن حملة الوشاية الجارية في الولايات المتحدة ضدّ رئاسة الجمهورية والجيش اللبناني. قالها علنًا الرئيس عون، إن بعض اللبنانيين يبخّون السمّ في أميركا. وسرعان ما تبيّن أن المقصود هي القوات التي نجحت في تعطيل زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، وفق ما تسرّب مؤخرًا من معلومات.

بحسب المتابعين، تصبّ القوات كلّ تركيزها على إضعاف موقعية الرئاسة الأولى وقيادة الجيش على حدّ سواء، بحجة أنهما لا تعملان كما يجب من أجل نزع سلاح المقاومة، فتدّعي في خطابها الإعلامي أن الجيش يتراخى أمام حزب الله ولا يقوم بما عليه في منطقة جنوب الليطاني. ليس هذا فحسب، بل تُطلق العنان لأصواتٍ تهدف الى زرع الفتنة عبر التحريض أيضًا أمام الأمريكيين على جسم المؤسسة العسكرية واتهام عناصرها بالانتماء إلى حزب الله، في محاولة لتعطيل أيّ مشروع يدعم فعلًا هذه المؤسسة الجامعة في البلد. 

كارثة الخارجية 

أمّا نشاط وزارة الخارجية التي تتفاخر بها القوات اللبنانية، فكارثة بحدّ ذاتها. أكثر من سنة مرّت على انتهاء الحرب، وأكثر من 4000 خرق جوي وبري وبحري أقدم عليه العدو الصهيوني، ولم تتحرك الوزارة التي تتسلّح بنغمة الدبلوماسية لتُعيد الحقوق والأرض. إلى الآن، استطاعت وزارة الخارجية القواتية الهوى أن تُعطّل كلّ جهد، ولو كان مجرّد بيان يومي شكلي، يدين الاعتداءات المتواصلة على لبنان دون توقّف. كذلك عطّل وزير القوات يوسف رجي مئات الرحلات الحيوية والدينية إلى إيران، وافتعل مشكلة من لا شيء من دولة صديقة وحليفة للبنان، وهو اليوم يعمل على خلق أزمة مع نظيره الإيراني عباس عراقتشي، فيما يُتداول معلومات عن مسعى قواتي لطرد السفير الإيراني من لبنان. 


تعجز القوات اللبنانية عن التخلّي عن أسلوبها الميلشياوي. شخصياتها ووزراؤها وقائدها تشرّبوا النزعة الصدامية في كلّ خطاباتهم. البدلات الرسمية لا تصنع رجال دولة. ولا يمكن أن تُنتج زعيمة الحروب الداخلية ومعارك الإلغاء والإقصاء إنجازات وزارية، بل مجموعات تعطّل كلّ صفوٍ يخيّم على البلد لأنها المتضررة الأولى والأخيرة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة