لبنان
رأى اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين أن: "الأيام القليلة الماضية شهدت عددًا من الأحداث المهمة على المستوى الوطني؛ كان العمال والمنتجون اللبنانيون في صلبها. عكس التعامل معها وعيًا عماليًا ناضجًا وحضورًا مؤثرًا لقوى الإنتاج، في بلد يعاني ويُستهدف يوميًا من العدو "الإسرائيلي"، فيما حكومته غائبة عنه في مختلف الميادين والساحات التي تحفظ الأوطان وتبنيها".
كما جدد الاتحاد في بيان الدعوة للحكومة إلى "العودة إلى أحضان الوطن والمواطنين، والعودة إلى ميادين حفظ الوطن ومواطنيه". مشيرًا إلى أن: "الدولة والحكومة مدعوتان للعودة إلى الوطن الذي تحكمان باسمه بعد كل هذا الغياب في مجاهل الإرادة الخارجية التي لم تغنِ ولن تُغني، والتي لم تحقق ولن تحقق لكم مبتغى".
وشدد على أن: "الاستهداف الممنهج الذي تعرض له عمال الكهرباء ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي، في بلدة الطيبة جراء الغارة الصهيونية الغادرة، يمثل جريمة حرب موصوفة وانتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني. هذا يستوجب وقفة وطنية وإدانة دولية حازمة لهذا الإجرام الذي يطال مدنيين يقومون بواجبهم في تأمين مقومات الحياة الصامدة".
وتبنى اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين: "صرخة العاملين، في القطاع العام وروابط التعليم الرسمي في إضراباتهم وتحركاتهم المشروعة لنيل الحقوق وتحرير الرواتب"، محذرًا: "الحكومة من مغبة الاستمرار في سياسة المماطلة التي تضع الانتظام الإداري في الوظيفة العامة والنظام التقاعدي والخدمات العامة في خطر محدق".
كذلك أكد أن: "صدور مرسوم تعيين أعضاء مجالس العمل التحكيمية، في المحافظات، يشكل خطوة تأسيسية مفصلية طال انتظارها"، مطالبًا بـ"الإسراع في تفعيل هذه المجالس وضمان انطلاق عملها الفعلي حمايةً لحقوق العمال وصونًا لمصالحهم في مواجهة التعسف، تماشيًا مع مقتضيات الشراكة والمساءلة الإيجابية، مع التنويه بجهود وزارة العمل في هذا السياق".
في الشأن الزراعي والغذائي، نوه الاتحاد بـ"أنشطة اللقاء الوطني للهيئات الزراعية، ولاسيما اللجان المنبثقة عنه، مثل اللجنتين المركزيتين للثروة السمكية والحيوانية"، مؤكدًا: "ضرورة الشراكة بين وزارة الزراعة والقطاع الأهلي في إعداد الاستراتيجية الوطنية الزراعية، مع التمسك بالاعتراضات الجوهرية على مشروع قانون البذور والشتول حمايةً للبذور البلدية والسيادة الغذائية".
ورفض الاتحاد: "أي محاولة لتمرير هذا القانون، والذي يهدف إلى تلبية نهم تجار ونواب السياسة والمال، ونحن نرى تقلبهم في عواصم الارتباط والارتزاق غربًا وشرقًا. ونشهد أنهم، بتجاوزهم للمعطيات العلمية وعدم ممانعتهم لارتهان المزارع اللبناني والزراعة اللبنانية للسلاسل الأجنبية وتأييدهم لهذا القانون، يؤسسون لسلب لبنان ومزارعيه الحق في التحكم بمصادر إنتاجهم وربط السلاسل السنوية للإنتاج الزراعي اللبناني بإرادة الخارج وحصاره، وبجشع شركاته وجشعهم".
وأشاد بإقرار قانون الصيد المائي، في اللجان المشتركة ركيزة للاقتصاد الأزرق، مثمنًا دور كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير في هذا الإنجاز، داعيًا إلى :"قراءة ثانية لهذا القانون بما يتيح الاستجابة لعدد من المطالب التي أوردها وسيوردها ممثلو القطاع، والأخذ بها في الإقرار النهائي في الهيئة العامة".
كذلك طالب بــ:"خطة وطنية عاجلة لمواجهة مرض الحمى القلاعية"، منوها بـ"دور اللقاء الوطني للهيئات الزراعية والجمعيات والمنظمات المعنية إلى جانب الجهود الرسمية الآيلة للحد من هذا الوباء".
كما طالب بـ"تسريع وتيرة التلقيح الفعال وشمولها كل المناطق وتعزيز الإجراءات المانعة لتمدد الوباء. ويطالب اتحاد الوفاء بفتح تحقيق إداري وقضائي شفاف لكشف كيفية دخول وباء الحمى القلاعية إلى لبنان وانتشاره بهذه السرعة بين المواشي، داعيا الحكومة إلى: "النزول إلى ساحة مواجهة هذا الوباء وحصر تمدده وفرض سيادة الأمان من الأوبئة"، لافتًا إلى: "بارقة أمل في الجهود الأهلية المبذولة لإعادة إعمار البساتين المدمرة وتوزيع الأشجار في القرى الحدودية كفعل مقاومة وصمود".
ولفت الى أنه: "وهو يواكب هذه الملفات كافة، من الزراعة إلى التعليم والصحة والطاقة والضمان الاجتماعي، يعلن تمسكه بخيار المقاومة النقابية، في مواجهة المماطلة الحكومية في الدفاع عن حقوق العمال والموظفين وتقصيرها في حماية السيادة الغذائية والتصدي لكل أشكال العدوان على العمال المدنيين. يؤكد أن النقابات العمالية في لبنان، كونها جزءًا أصيلًا من محور المقاومة، ستبقى الصوت الصادق في الدفاع عن الكرامة والحقوق، وستواصل نضالها حتى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية المنشودة".
ورأى أن: "التضامن مع فلسطين وغزة في وجه الحصار المستمر بدعم أميركي وتجاهل دولي هو واجب نقابي وإنساني لا يحيد عنه خطنا النقابي المقاوم. سيبقى عهدنا لعمال فلسطين وللشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة عهد الأوفياء، وعهد المقاومة والجهاد والتضحية، وعهد اللقاء معًا على الأرض المقدسة في فلسطين والقدس. وسيبقى شعارنا: فلسطين منتصرة و"إسرائيل" إلى زوال".