فلسطين
قداس الميلاد في غزّة وبيت لحم.. رسالة صمود في وجه الحرب "الإسرائيلية"
بعد عامين من الحرب.. الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وإقامة القداس والصلوات في غزّة
جابت فرق الكشافة شوارع مدينة بيت لحم معلنة انطلاق احتفالات عيد الميلاد، في المدينة الواقعة في الضفّة الغربية، بعد عامين طغت عليهما تداعيات حرب غزّة التي حرمت المسيحيين من مظاهر الفرح والاحتفال.
بدت بيت لحم، في هذا العام، أكثر حيوية ونشاطًا عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، في وقت ما يزال فيه مئات الآلاف من سكان القطاع يواجهون برد الشتاء القارس داخل خيام متهالكة أو منازل مدمّرة. وامتزجت في شوارع المدينة أصوات الطبول والتراتيل الميلادية مع تدفق الحشود من مختلف الأعمار؛ باتّجاه مركز المدينة وساحة المهد.
وشهد شارع النجمة الضيق، والمؤدّي إلى كنيسة المهد، مسيرة شارك فيها مئات الأشخاص وصولًا إلى ساحة المهد التي غصّت بالمحتفلين، في ما تابع آخرون الأجواء من شرفات مبنى البلدية. وتصدّرت الساحة شجرة ميلاد ضخمة، تزيّنت بكرات حمراء وذهبية مضيفة أجواءً من البهجة والفرح.
هذا؛ وتُعد كنيسة المهد من أقدم الكنائس في العالم، إذ يعود تاريخها إلى القرن الرابع، وقد شُيّدت فوق مغارة يؤمن المسيحيون أن السيد المسيح وُلد فيها قبل أكثر من ألفي عام.
وخلال الحرب الأخيرة على غزّة، اكتفت بلدية بيت لحم بإقامة طقوس دينية محدودة مراعاةً للظروف الإنسانية الصعبة في القطاع. ويعلق سكان المدينة آمالًا كبيرة على أن تسهم احتفالات عيد الميلاد في إنعاش الحياة الاقتصادية وتشجيع السياحة، والتي تشكّل ركيزة أساسية لاقتصاد بيت لحم، بعدما أدت الحرب إلى تراجع أعداد الزوار وارتفاع معدلات البطالة، على الرغم من بدء عودة تدريجية للسياح المسيحيين خلال الأشهر الماضية.
وفي غزّة، أحيا أبناء الشعب الفلسطيني من الكنائس المسيحية التي تتبع التقويم الغربي احتفالات عيد الميلاد المجيد، في كنيسة اللاتين. ولأول مرة بعد عامين وأكثر من الحرب على غزّة، أحيا المسيحيون في القطاع عيد الميلاد بتزيين شجرة الميلاد وإقامة الشعائر الدينية، وسط دعوات أن يعمّ الأمن والسلام ربوع فلسطين.
وارتسمت الفرحة على وجوه الأطفال الذين ارتدوا ملابس العيد، وتوزعت الحلوى وسط ترانيم وتراتيل الميلاد، لتشكّل رسالة صمود ووحدة في وجه الحرب والاقتلاع مؤكدين استمرار الحياة والاحتفال على الرغم من التحديات.