لبنان
خيّم الحزن وعمّت أجواء الصدمة على أبناء مخيم البداوي شمال لبنان، بعد الإعلان عن وفاة الحاجة ازدهار عبيد وحفيدتها الطفلة ميس أبو جميع (أحد عشر عامًا)، إثر العثور عليهما متوفيتين داخل منزلهما في حادثة مأساويةٍ أثارت حالة من الذهول. وأكد "نزار أبو جميع"؛ أحد أقارب الضحيتين، أن العائلة المكونة من أربعة أشخاص كانت قد تناولت طعام العشاء بشكل طبيعيٍّ، مستبعدًا فرضية التسمم الغذائي نظرًا لأن الأصناف المتناولة يستهلكها جيران الحي يوميًا.
من جهته، رجح صبحي ياسين، الاختصاصي في مراكز التحاليل المخبرية، أن تكون الأسباب الأولية للوفاة ناجمة عن تسمم كيميائيٍّ. وأشار المقربون من العائلة إلى أن الفقيدة وحفيدتها كانتا قد استحمتا وأغلقتا الأبواب والنوافذ كافةً بسبب البرد القارس، مما أدى إلى انعدام التهوية داخل الغرفة، وهو ما يرجح فرضية نقص الأوكسجين أو انبعاث غازات سامةٍ. ولقد وصفت العائلة الصدمة بأنها لا توصف، مؤكدة أن الفاجعة أعادت تسليط الضوء على خطورة إغلاق المنازل بشكل محكمٍ خلال فصل الشتاء.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة متابعتها الحثيثة للقضية، حيث حضر فريق مختصٌ إلى المخيم وأخذ عينات من الطعام لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة بإشراف طبيب شرعيٍّ، بهدف كشف الملابسات بدقة. وأكدت الوزارة أنها ستعلن النتائج فور صدورها، داعية المواطنين إلى الالتزام الصارم بإجراءات السلامة المنزلية. وبينما يودع المخيم ضحيتيه في موكب جنائزيٍّ مهيب، تتعالى الدعوات لتعزيز الوعي حول مخاطر الاختناق داخل الغرف المغلقة تفاديًا لتكرار مثل هذه المآسي المفجعةِ.