اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي أزمة ثقة بين الاحتياط وهيئة الأركان في جيش الاحتلال

لبنان

الشيخ قاسم: العلاّمة اليزدي سياسي ثوري جسّد الولاء للولاية والمقاومة 
لبنان

الشيخ قاسم: العلاّمة اليزدي سياسي ثوري جسّد الولاء للولاية والمقاومة 

102

أشاد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء (30 كانون الأول 2025)، بإرث العلامة الراحل الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي، مؤكدًا أن فكره مثّل نموذجًا لـ"الفكر الأصيل" الذي أسهم في تثبيت أسس الثورة الإسلامية ومواجهة التحديات الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي.

جاء ذلك، في كلمة مصوّرة ألقاها الشيخ قاسم خلال المؤتمر الدولي "أستاذ الفكر" المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران، إحياءً للذكرى السنوية الخامسة لرحيل الشيخ اليزدي ولمناسبة يوم العلوم الإنسانية. شكر الأمين العام القائمين على المؤتمر لإتاحة الفرصة: "للعيش مع فكر سماحته وسلوكه ونهجه، وما أراد أن يثبته عبر مسيرة طويلة من العمل الثقافي والجهادي والاجتماعي والسياسي في الجمهورية الإسلامية، وانعكاساته على مستوى العالم الإسلامي.

تناول الشيخ قاسم، في كلمته، نقاط رئيسة مرتبطة بالراحل، مشددًا على أن الشيخ مصباح اليزدي كان "صاحب فكر أصيل"، تبلور في مرحلة قاد فيها الإمام الخميني: "انقلابًا حقيقيًا وثورة عظيمة في المفاهيم والأفكار"، وأعاد "الإسلام المحمدي الأصيل" إلى ساحة إقامة الدولة والجمهورية ومواجهة التحديات المادية والفكرية، تحت شعار "لا شرقية ولا غربية.. جمهورية إسلامية".

كما أشار الشيخ قاسم إلى أن الشيخ اليزدي عمل على ترسيخ هذا الفكر، في مؤسسات علمية وبحثية، من بينها "مؤسسة في طريق الحق" و"مؤسسة باقر العلوم"، وترؤسه مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي في قم المقدسة بتكليف من قائد الثورة الإيرانية الإمام السيد علي الخامنئي، لافتًا إلى موقفه الواضح من التعارض الجوهري بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية، مع الدعوة إلى الإفادة من التكنولوجيا الحديثة من دون الذوبان الفكري أو الارتهان للمفاهيم الغربية. ونقل الشيخ قاسم عن الإمام الخامنئي قوله إن: "أحد أعظم إنجازات المرحوم الشيخ مصباح اليزدي هو مشروع الولاية". برأيه، هذا المشروع، إلى جانب تأسيس مركز أبحاث الإمام الخميني ومؤلفاته العلمية والأخلاقية والروحية، شكّل رصيدًا فكريًا مؤثرًا ما يزال حاضرًا وفاعلًا في العالم الإسلامي".

ووصف الشيخ قاسم الشيخ اليزدي بأنه "سياسي ثوري"؛ لم يقتصر حضوره على مرحلة انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979، لقد كان منذ العام 1963 في صفوف أنصار الإمام الخميني وتلامذته، وشارك في نشاطات سياسية معارضة للنظام البهلوي، من بينها الكتابة في مجلات طلابية ذات طابع ثوري، والانخراط في مجموعات سرية من علماء الحوزة لتعزيز مسار النضال. وأوضح أن الشيخ اليزدي واصل دوره السياسي بعد انتصار الثورة، منخرطًا في مواجهة الانحرافات والتيارات المخالفة، ومعبّرًا عن النموذج السياسي الذي ينبغي أن يسود في الجمهورية الإسلامية والعالم والقائم على تطبيق تعاليم الإسلام الأصيل.

كذلك أكد سماحته أن العلامة الراحل الشيخ اليزدي جسّد نموذج :"الولاء المضحي الذي يذوب في الولاية"، ورأى أن المقاومة ومواجهة "الطاغوت الأميركي" والكيان "الإسرائيلي"  أولوية دائمة في فكره ومواقفه. وأشار الشيخ قاسم إلى تجربة شخصية جمعته بالراحل، خلال زيارة قام بها مع عدد من الإخوة في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، ناقلًا عنه قوله إن: "وظيفتنا اليوم أن نشكر نعمة وجود الإمام القائد المعظم السيد علي الخامنئي، لأنه شخصية قلّما نجد لها نظيرًا في تاريخنا".

وألفت إلى أن الشيخ اليزدي كان يركّز على مفهوم الولاية ودورها وأهميتها، وعُرف بولائه الكامل لها ودفاعه عن مبدأ القيادة ووجوب الطاعة والالتزام بنهجها، على أساس أن ذلك "أمر أساسي لنهضة الأمة والاستعداد لظهور الإمام المهدي (عج)".

هذا؛ ولفت الشيخ قاسم إلى موقف الأمين العام الأسبق لحزب الله الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله، من شخصية الشيخ مصباح اليزدي، مستشهدًا برسالة وُجهت إلى مؤتمر دولي سابق، قال فيها إن الراحل: "سخّر حياته في سبيل الله، فكان وجوده لرفع كلمته والهداية إلى طريقه"، واصفًا إياه بـ"الشخصية الفريدة والاستثنائية في العالم الإسلامي". وشدد الشيخ قاسم على أن الشيخ مصباح اليزدي كان يضع "أولوية المقاومة ومواجهة الطاغوت الأميركي" في صلب اهتمامه؛ إذ إن فلسطين ومواجهة الكيان "الإسرائيلي"  كانتا حاضرتين دائمًا في كلماته ومحاضراته ولقاءاته. وأوضح أنه كان حريصًا، خلال تواصله مع قيادات المقاومة وزياراته إلى لبنان، على السؤال عن أوضاع المقاومة وقدراتها واتساعها.

بعد ذلك؛ تطرق الشيخ قاسم إلى التطورات الإقليمية، فرأى أن عملية "طوفان الأقصى" شكّلت مشروعًا مفصليًا أوجد معادلات جديدة في مواجهة "إسرائيل"، وكشف "وحشية الاحتلال"، وأبرزت صمود المقاومين في فلسطين ولبنان، بدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة السيد علي الخامنئي، على نهج الإمام الخميني في دعم القضية الفلسطينية. 

أضاف الأمين العام أن صمود إيران، خلال المواجهة العسكرية التي استمرت 12 يومًا، شكّل "أملًا للمستضعفين في العالم"، مشيرًا إلى دوري اليمن والعراق في مساندة محور المقاومة، في ظل ما وصفه بمستوى عدوان "إسرائيلي" يهدف إلى اقتلاع المقاومة وإنهاء جذورها في المنطقة.

ختم الشيخ قاسم مؤكدًا أن: "الروح الإيمانية والولائية العالية والصمود الأسطوري" الذي أظهره المجاهدون والشهداء والجرحى والأسرى وعائلاتهم أفشل أهداف "المشروع الإسرائيلي"، مشددًا على أن هذا الصمود سيستمر على الرغم من الضغوط، وهذا "تكليف وإيمان"، مستشهدًا بآية قرآنية تحض على الصبر والمرابطة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة