عين على العدو
قال المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" أفرايم غانور "لا خلاف ولا أحد لا يفرح بحقيقة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يمنح "إسرائيل" كامل الغطاء والتعاون في كلّ ما يتعلّق بالمواجهة مع أعظم "أعدائنا"، إيران"، وأضاف "هذا إنجاز مهم ومبارك بلا شك. لكن في ما يتعلّق بساحات أخرى - غزّة، سورية، لبنان والضفّة الغربية - لا سبب حقيقي لدى أحد للفرح".
وتابع غانور: "صحيح أن ذلك لم يُقَل بشكل واضح وملموس، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل الصغيرة، ومنها يمكن أن نتعلّم بوضوح أن الأتراك، الذين يُفترض أن يحصلوا من ترامب على طائرات الـF - 35، سيعودون إلى قطاع غزّة بعد 108 أعوام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، ولا بشرى أسوأ من ذلك لـ"إسرائيل""، موضحًا أنّ "حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على موطئ قدم هنا، على بُعد خطوة من قلب "إسرائيل"، يحمل دلالة مقلقة للغاية، خلافًا لأقوال ترامب الذي حرص على تهدئة القلقين بقوله الذي لا يستند إلى أساس: "بيبي يحترم أردوغان"".
بحسب غانور، وإن لم يكن ذلك كافيًا، يتساءل المرء: كيف سيُنزَع سلاح حماس وفق التزام ترامب القاطع، إذا كان الأتراك هم القوّة المهيمنة في قطاع غزّة؟ عذرًا، هل هناك من يعتقد فعلًا بأن أردوغان سينزع سلاح حماس؟ من ينبغي أن ينضم إلى قائمة القلقين هما بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذان يتعيّن عليهما استيعاب حقيقتين مهمّتين: ترامب يعارض كلّ طموحاتهما في الضفة الغربية، وقد سمعا بالتأكيد نتنياهو يقول بصوته إنه إذا تولّت السلطة الفلسطينية إجراء إصلاحات، ولا سيما في جهاز التعليم لديها، فلن تكون هناك معارضة لإشراكها في القوّة التي ستفرض النظام في قطاع غزّة.
وختم "بدا نتنياهو إلى جانب ترامب كمن يصلّي في سرّه ألا يتفوّه ترامب بشيء، وألا يكشف أمرًا قد يورّطه سياسيًا، وكان ينتظر بلهفة أن ينتهي هذا المؤتمر الصحافي في أسرع وقت ممكن".