السيد الحوثي: إذا تورط الأميركي في جولة عدوانية ثالثة فسنكون له بالمرصاد

وصف قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي الوضع الإنساني في قطاع غزّة بأنه "مؤسف ومحزن ومخزٍ ورهيب" في ظل استمرار آلة قتل العدو "الإسرائيلي" للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والضفّة وغيرها.

وقال السيد الحوثي في خطاب له، الخميس 8/5/2025، حول آخر التطورات والمستجدات، إن العدوان "الإسرائيلي" على غزة تسبب في استشهاد أكثر من 40 ألف طفل وإبادة عوائل كاملة، موضحًا أن حالات الجوع الشديد وصلت إلى حد منع إدخال حليب الأطفال، مشيرًا إلى أن أكثر من 66 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، وأن هذا الحقد والإجرام يستهدف كلّ العرب والمسلمين، وأنه لو تمكّن العدوّ من حسم المعركة في فلسطين لارتكب هذه الجرائم في بقية البلدان العربية الأخرى. 

واعتبر أن جرائم الإبادة في غزّة لها تبعات كبيرة، تتعلق بالمسؤولية الملقاة على عاتق الأمة الإسلامية وفي مقدمتها العرب، مشددًا على المسؤولية التاريخية التي تتحملها الأمة الإسلامية والعربية تجاه هذه الجرائم، وتقصيرها المخزي في نصرة الشعب الفلسطيني، ومحذرًا في الوقت ذاته من عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، نتيجة هذا التفريط. 

وأوضح السيد الحوثي، أن جريمة القرن "أسفرت عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح ومفقود في نطاق جغرافي محدود"، معربًا عن أسفه الشديد لوقوع هذه الجريمة في عمق البلاد الإسلامية، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، مشيرًا إلى أن جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين تُشاهد عبر البث المباشر، على عكس جرائم مماثلة في التاريخ، عرف الناس بها لاحقًا.

وأكّد أن هذه الجرائم لها تبعات كبيرة، تتعلق بمسؤولية الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها العرب، معتبرًا أن التفريط في هذه المسؤولية المقدسة والعظيمة في الجهاد في سبيل الله والوقوف ضدّ الظلم "ليس له مبرر عند الله سبحانه وتعالى، ويترتب عليه مقت الله وسخطه". 

وأوضح السيد الحوثي، أن "العدوّ "الإسرائيلي" يستهدف الفلسطينيين بالتعذيب والاضطهاد ومصادرة الأموال والأراضي منذ تأسيس العصابات الصهيونية، وأن مخطّطه واضح ضدّ الأمة، ونظرته واحدة حتّى لمن يطبع معه، حيث يعتبرهم أدنى من الكلاب والحمير، وفقًا لنصوص التلمود، وأنهم في أشكال شبه بشر للاستغلال فقط"، مبينًا أن ترسيخ هذه النظرة هي في مناهجهم الدراسية ويجري تحويلها إلى منهج عملي.

وأشاد السيد الحوثي بعمليات المجاهدين في قطاع غزّة، والتي تؤكد فاعلية موقفهم وصمودهم واستبسالهم، معتبرًا أن هذا المستوى يستحق التفاف الأمة وتقديم كلّ أشكال الدعم للشعب الفلسطيني الذي يمتلك مقومات الصمود المعنوي، لكنّه يحتاج إلى المساندة.

وتساءل عن سبب عدم وقوف الأمة موقف الحق في إطار مسؤوليتها في مقابل الدعم الغربي الهائل للعدو، محذرًا من أن التفريط في هذه المسؤوليات سيؤدي إلى عواقب أخطر مما يخافه الناس في الدنيا والآخرة.

وتطرق إلى الجرائم المتعددة التي يرتكبها العدوّ في الضفّة الغربية من قتل وتجريف وتدمير، وتركيزه على مدينة القدس والمسجد الأقصى، مؤكدًا أن هذه الأفكار تمثل مخطّطًا عمليًا يسهِّل لهم السيطرة على الأمة. 

السيد الحوثي: إذا تورط الأميركي في جولة عدوانية ثالثة فسنكون له بالمرصاد

إلى ذلك، سخر السيد الحوثي من المزاعم التي ساقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياق الإعلان عن اتفاق وقف العدوان الأميركي على اليمن. وأكد أن "الموقف اليمني لم يكن كما قال الكافر المجرم ترامب بناء على ترجٍ واستسلام من اليمن"، مشيرًا إلى أن المزاعم الأميركية الكاذبة التي ساقها ترامب بالحديث عن ترجي اليمن له، هي "أبعد من عين الشمس، وأنها المستحيل بذاته".

وقال السيد الحوثي: "في كلّ مراحل الصراع لم يخطر ببالنا وليس واردًا على الإطلاق أن نتخاطب مع عدو مجرم بأي لغة استسلام أو ترجٍ أو عبارة ضعف". وأضاف: "على مستوى مواقفنا العملية، صواريخنا، طائراتنا المسيّرة، الزوارق الحربية، تعبّر عن العزة الإيمانية، وصلابة موقفنا السياسي مسألة واضحة ومعروفة تعبّر أيضًا عن العزة الإيمانية".

كما أكد أن "الفشل الذي لحق بالأميركيين في اليمن، هو ما أوصل هذا العدوّ لخيار إيقاف إسناده للعدو "الإسرائيلي"، وأن هذا ما أُبلغ به الأشقاء في سلطنة عمان".

ووجه تحذيرًا لأميركا، وقال إنه "في حال تورطها في أية جولة عدوانية ثالثة على اليمن، فسيكون اليمنيون جاهزين تمامًا للتصدي لها"، مشددًا على أن موقف اليمن المساند لغزّة لم ولن يتراجع أو يضعف، وأنه سيظل موقفًا ثابتًا ومتكاملًا في الإسناد للشعب الفلسطيني، سواء بقصف عمق فلسطين المحتلة، أو بحظر مرور سفن العدوّ "الإسرائيلي".

اليمنأنصار اللهالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثيطوفان الأقصى

إقرأ المزيد في: اليمن