آراء وتحليلات
بين الإسناد والرد.. المقاومة تمنع العدو من تكريس قواعده
متابعة واقع جبهة الجنوب حساس ودقيق. طوال عشرة أشهر تواصل المقاومة عمليات الإسناد لغزة، وفي ذات الوقت ترد على أي تجاوز للعدو بما يلزم.
يعاني جيش الاحتلال من ضربات المسيرات الانقضاضية، وهو لجأ قبل أشهر قليلة إلى محاولة فرض معادلة، قائمة على الآتي، يضرب في البقاع كرد على أي هجوم، محاولاً بذلك التأثير في قرار حزب الله إدخال ذاك السلاح الفعال ميدان المواجهة.
عمل الصهاينة أيضًا على محاولة تكريس معادلة أخرى عنوانها: ضربات في الجولان تقابل بالإغارة شرق لبنان، وكذلك واصلوا عمليات الاغتيال لأفراد في المقاومة في مناطق متعددة.
في بداية الحرب القائمة، رسمت المقاومة في لبنان قواعد متحركة للاشتباك، تختلف كليًا عمّا سبق يوم الثامن من أكتوبر 2023، ووضعت جيش الاحتلال في حالة دفاع دائم، قبل أن يحاول فرض قواعد يستفيد منها آنيًا، ويعمل على تعزيزها مستقبلاً، وهو ما لم ينجح في تحقيقه حتى الساعة.
قبل اغتيال الشهيد القائد السيد محسن شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، وأمام تمادي العدو باعتداءاته على المدنيين ومحاولة فرض وقائع ميدانية أبعد من القرى الأمامية، طرحت المقاومة قاعدة جديدة تتعلق بالمستوطنات، حيث أعلن السيد حسن نصر الله أن مواصلة هذا السلوك "الإسرائيلي" سيدفع المقاومة إلى إدخال مستوطنات جديدة إلى نطاق استهدافاتها، وهو ما حصل.
بعد اغتيال جيش الاحتلال الصهيوني القائد السيد محسن شكر، حافظت المقاومة على عملياتها المتعلقة بالإسناد والرد على الاعتداءات والسلوكيات "الإسرائيلية" العدوانية في لبنان، مع تأكيدها أن الرد على اغتيال السيد محسن آت وحتمي وسيكون فعالاً ومدروسًا ومؤثرًا.
وبذلك أحبطت المقاومة هدفًا أساسيًا لنتنياهو وهو وقف جبهات الإسناد وفصلها عن غزة. لكن الملفت، ما بعد الاغتيال، أن المقاومة وسعت من دائرة الضربات، كرد على أي عدوان، وأدخلت عشرات المستوطنات ضمن نطاق استهدافاتها، وواصلت رفع منسوب ضرباتها النوعية بواسطة المسيرات الانقضاضية ولأعماق ليست بالقليلة.
مجددًا، ذهب العدو إلى معاودة محاولة إحياء معادلات الاستهداف في البقاع مقابل المسيرات والجولان، كما حصل ليل الاثنين الثلاثاء، لكن المقاومة ردت سريعًا بتوجيه ضربات صاروخية كثيفة، وهجمات بواسطة مسيرات ضربت ثكنًا عسكرية في الجولان ومقرات قيادة وأهداف أخرى بواسطة المسيرات.
هذا المشهد يؤكد على الآتي:
- أن قرار المقاومة في ردع العداون أو وضع حدود له، قائم ولا تراجع عنه تحت أي مسمى.
- أن المقاومة ما زالت تملك زمام المبادرة ميدانيًا وعلى نطاق واسع.
- أن التهويل والتهديد في ظل حشد الأساطيل الأجنبية لن يغير من موقفها لا ميدانيًا في جنوب لبنان، ولا في ما يتعلق بوقف الحرب على غزة لتهدئة جبهاتها.
- أن المقاومة تدرس بدقة تحركات العدو وتفهم أهدافه ما يساعدها أكثر على وضع علاجات تمنعه من تحقيق أهدافه.
واقعًا، إن حزب الله، وبعيدًا عن الثأر لاغتيال الشهيد القائد السيد محسن شكر، رفع من منسوب الإسناد قليلاً، وما زال يدير الجبهة بحكمة بما يعطل أهداف العدو بمختلف تشعباتها ويمنعه من فرص قواعده، وبما بعطي صورة عن حجم استعداداته لأي مغامرة "إسرائيلية"، وهو ما نجح في تكريسه، ومن خلاله يفهم مغزى حديث وزير الحرب "الإسرائيلي" المسرّب الذي اعتبر أن أي حرب مع لبنان ستكون مغامرة، خصوصًا أن غالانت نفسه كان من أكثر المتحمسين لضربة استباقية في بداية الحرب، كما قال.
حزب اللهالجيش الاسرائيليجبهة المقاومة
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
01/05/2025
ماذا يستفيد العراق من تفاهم أميركا وإيران؟
29/04/2025
كيف سقطت "F18" الأميركية في البحر الأحمر؟
29/04/2025
الشرع يقبل بما رفضه الأسد
28/04/2025
إعادة الإعمار واجب وطني لا مساومة فيه
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| 31 شهيدًا في غارات "إسرائيلية" على قطاع غزة منذ فجر اليوم
فلسطين المحتلة| الاحتلال يطلق الرصاص تجاه مركبات الفلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس
لبنان| إقامة حفل تأبين الفقيد المجاهد محمد حسن النمر
لبنان| تأجيل اعتصام رابطة الأساتذة المتعاقدين المقرر غدًا بعد فتح باب المفاوضات مع وزارة التربية
الولايات المتحدة| ترامب: ماركو روبيو سيتولى منصب مستشار الأمن القومي الأميركي
مقالات مرتبطة

السيد الحوثي: العدوان الأميركي على اليمن مساندٌ للعدو "الإسرائيلي" ونقف جنبًا إلى جنب مع حزب الله

الحاج حسن: داعمون للدولة وحاضرون للحوار والنقاش

الوزير رسامني لـ"العهد": سنعمل على تحويل الوعود إلى واقع ملموس

حزب الله وحركة أمل يُطلقان لوائح المجالس البلدية والاختيارية في جبيل وكسروان

بيرم: ماضون على نهج المقاومة

كاريكاتور العهد

الاحتلال يواصل عدوانه على الضفة: اقتحامات واعتقالات واعتداءات للمستوطنين في المدن والمخيّمات

كاتب صهيوني: نتنياهو وسموتريتش خفّضا ميزانية الإطفاء لمصلحة أموال "الائتلاف" وسبّبا تدميرًا واسع النطاق

"يديعوت أحرونوت": إجلاء جرحى دروز من سورية إلى الأراضي المحتلة

اعتداءات العدو تتواصل.. الطيران المسيّر يستهدف "بيك آب" ورابيد بميس الجبل جنوب لبنان

محاولات أميركا والصهاينة غير العسكرية لتفكيك بيئة المقاومة

هل تتحد جبهة المقاومة مع المحور الأوراسي في حرب وجودية واحدة؟

عراقتشي: بدماء الشهيد نصر الله سيصبح حزب الله أقوى وأكثر إثمارًا

أمين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية لـ"العهد": المقاومة أقوى من أي وقت مضى
