في وقتٍ يكثر فيه الحديث حول دور تركيا وتدخلاتها في المنطقة، وفيما تتواتر الأخبارٍ بشأن تغذيتها للنزاع الحاصل بين أرمينيا وأذربيجان وعبر إمداد الأخيرة بالمقاتلين السوريين، يتوقّف الباحث "مايكل روبين" بإسهاب عند دور أنقرة  في النزاع المستمرّ بين الدولتيْن.

وفي مقالٍ نُشر على موقع "ناشيونال انترست"، يتهم روبين تركيا بالتصعيد في منطقة شرق المتوسط، مؤكدًا في الوقت نفسه أن لدى تركيا وجودًا عسكريًّا في سوريا والعراق، وأنها تتدخل كذلك في ليبيا وأذربيجان.  

ويضيف الكاتب أن تركيا باتت تعتمد أسلوبًا جديدًا يقوم على توظيف "وكلاء سوريين"، معظمهم كانوا في صفوف تنظيم "داعش" أو الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة.

ويرى روبين في إرسال تركيا لهؤلاء "الوكلاء" الى مناطق النزاعات رغبتها بتكثيف تدخلاتها الخارجية.

وبحسب روبين، تقوم تركيا باستهداف الأصوات المعارضة في الخارج، مُستشهدًا بقيام ثلاثة أفراد مجهولين بالاعتداء على الصحفي التركي المعارض "عبد الله بوزكرت" في 25 أيلول/سبتمبر الماضي في العاصمة السويدية "ستوكهولم".

كذلك يطرح المقال المشكلة الأكبر التي يواجهها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فيما يخصّ التعامل مع أنقرة، والتي باعتباره تكمن في ألمانيا التي لا تريد فرض عقوبات "حقيقية" على تركيا.

ويرجِّح الدبلوماسيون، وفق الكاتب، أن تكون المستشارة الألمانية انجيلا مركيل قلقة من أن توظّف تركيا اللاجئين لتأجيج العنف داخل المانيا، أو من قيام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتحريض الجالية التركية في المانيا.

الكاتب يحذّر من انفجار الوضع في منطقة شرق المتوسط، ويقول إن تركيا تشبه اليوم ما كان عليه العراق في أوائل عام ١٩٩٠، ويتابع "اردوغان كما صدام حسين يرى الموارد التي تمتلكها الدول المجاورة ويعتبر ان المجتمع الدولي هو عبارة عن نمر من ورق".

ويخلص الكاتب الى أن التصعيد التركي في المنطقة مؤخرًا يُبيّن أن طموحات اردوغان خارجة عن السيطرة، طارحًا علامة استفهامٍ حول ما إن كانت الولايات المتحدة وأوروبا مستعدتين لمواجهة هذه "الطموحات" قبل أن "يضغط أردوغان على الزناد"، أم أنهما ستنتظران حتى يصبح ثمن الحل أكبر بكثير لتركيا والأطراف كافة في شرق المتوسط.

الكلمات المفتاحية