مصطفى عواضة

حققت ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2014 إنجازات استطاعت أن تؤسس أرضية جديدة لمواجهة العدوان وردعه، وترسم خططًا استراتيجية متكاملة سياسيًّا وعسكريًّا واجتماعيًّا. كما استطاع الجيش اليمني بالتعاون مع اللجان الشعبية مواجهة العدوان السعودي وسطوته في مختلف الجبهات الميدانية وتحقيق انتصارات مؤزرة، وتنفيذ عمليات هجومية على العدوان وفلوله.

إنجازات الثورة

أكد الباحث السياسي والخبير العسكري اليمني العميد عبد الغني الزبيدي في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة للثورة أن: "قوى الاستكبار تسعى إلى  تدمير اليمن ومؤسساته العسكرية باستخدم الطائرات الأمريكية المتطورة، والتي لم تعد اليوم موجودة في المعركة بسبب قدرتنا على إسقاطها، الأمر الذي يعبّر عن الإنجاز العسكري الذي حققته ثورة 21 سبتمبر، والتي قطعت الطريق أمام دول العدوان، وحالت دون سيطرتها على اليمن، والتي لولاها لما أصبحت المحافظات المحرّرة والواقعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ اليوم في وضعية إنجاز واستقلال وحرية".

وشدد الزبيدي على أن: "الثورة استطاعت التأثير في الميدان عبر المؤسّسة العسكرية، وأصبحت قوة حقيقية فاعلة، وليست وهمية كتلك التي كانت ضمن القوات المسلحة في عهد النظام السابق، إذ كان يحكمها عصابة  تعتاش على سرقة المال العام على ضوئها، وقد تم تحقيق هذا الإنجاز على الرغم من العدوان الأمريكي السعودي الذي يُشن على اليمن وشعبه، ورغم الخيانات الداخلية".

ولفت الزبيدي إلى أن: "قيادة الثورة استطاعت إدارة الكليات والمعاهد التدريبية العسكرية بعد تدميرها من قبل طيران العدوان، وخرّجت الوحدات من جميع الكليات في العديد من الاختصاصات، بعكس ما كان قبل ثورة 21 سبتمبر، حَيثُ كانت المؤسّسة العسكرية وجيوشها تتبع شخصيات نافذة في نظام الحكم السابق، وكانت عبارة عن تشكيلات لها".

وأوضح العميد الزبيدي في تصريحه لـ"العهد":" أن ما حدث في 2011 من انقسامات في الألوية والوحدات العسكرية ورفض الكثير من القيادات تسليم ألويتهم بعد أن تم تغييرهم، فتلك الألوية والوحدات كانت عبارة عن ملكيات خَاصَّة، ولهذا فَـإنَّ الانقسام الذي حدث أوضح أنه لم يكن هناك مؤسّسة عسكرية وطنية، وإنما كانت مؤسّسة تدين بالولاء للأشخاص".

واعتبر الباحث السياسي والعسكري اليمني أن: "إنجازاتِ ثورة 21 سبتمبر أذهلت على الصعيد العسكري دولَ العدوان العالمية والإقليمية المتمثلة بأمريكا وبريطانيا وفرنسا، كما أذهلت الكثير من المتابعين والمهتمين في الشأن العسكري داخل اليمن وخارجه".

وأضاف الزبيدي: "إن من هذه الإنجازات التي حققتها ثورة 2014  صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وتطويرها، في المؤسّسة العسكرية، والتي استطاعت أن تضرب الأهداف الحساسة العسكرية والاقتصادية والحيوية داخل العمق على امتداد الأراضي السعوديّة، مما جعل العدوان اليومَ في وضع خوف وارتباك، ويحاول من خلال الحصار الاقتصادي أن يغير المعادلة العسكرية، ولكن حتماً سيفشل".

وتوجه الزبيدي في ختام مقابلته مع موقعنا بالدعوة إلى الشعب اليمني لرص صفوفه في وجه العدوان الذي يستجدي انتصارات حفاظًا على ماء وجهه، كذلك حيَّا الزبيدي محور المقاومة منوهًا بوقوفه إلى جانب اليمن وشعبه المظلوم ومجددًا العهد بعدم التخلي عن القدس والقضية الفلسطينية.

الكلمات المفتاحية