عربي ودولي

تودّع اليمن عظيمًا من عظمائها، وبطلًا أرخص روحه لله ولغزة بعد مسيرة جهادٍ ابتدأها طفلًا بهتاف الحق وصرخة "الموت لأمريكا والموت لـ "إسرائيل"" في الجامع الكبير بصنعاء.
إنه الشهيد المقدام، رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري.
من السجن إلى ميادين الجهاد
كانت أول مواجهةٍ له عام 2004م، حين اعتقله النظام العميل في صنعاء بتهمة رفع شعار: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـ "إسرائيل"، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام". واستمر في السجون ثلاث سنوات، ما بين الحرب الأولى على صعدة عام 2004م والحرب الثالثة عام 2007م، وخلالها واجه صنوف التعذيب ومرارة السجن والأسر.
وبعد تحرّره من السجن، خاض الشهيد الغماري معارك وقاد جبهات وصنع فتوحات حتى تطهّرت صعدة من نظام العمالة وجماعات التكفير.
رائد التصنيع العسكري وقائد الجبهات
كان الشهيد الغماري من أبرز مؤسّسي التصنيع العسكري، وأسس مسارات التطوير للإنتاج الحربي.
تولّى قيادة الجبهات الحدودية في بدايات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، ثم عُيّن رئيسًا لهيئة الأركان العامة عام 2016م.
قاد عمليات التحرير في عددٍ من المناطق المحتلّة، وترأّس عمليات هجومية واسعة خلال فترة العدوان السعودي الأمريكي.
ثم تولّى قيادة عمليات الإسناد العسكرية اليمنية لطوفان الأقصى ومراحل التصعيد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، ليختم مسيرة بطولاته وجهاده وفدائه بالشهادة على طريق القدس.
اليمن يشارك محور المقاومة في الجهاد
وفي تصريح لموقع "العهد" الإخباري، قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ علي العماد: "نحن نفتخر بأننا شاركنا إخواننا في غزة ومحور المقاومة في كل جوانب الجهاد والنصر والتضحية، واستشهد منّا قادة كما استشهد منهم قادة".
ويؤكّد العماد لموقع "العهد" الإخباري: "هذه التضحيات ليست خسارة، وإنما نعمة ووسام نتقرّب به إلى الله، بل ما زلنا ندعوه: إن كان هذا يرضيك... فخذ حتى ترضى".
اليمن على العهد... والقدس أغلى
من دماء المواطنين تحت ركام المنازل إلى دماء أبطال الجيش في البحرية والجوية والصاروخية، إلى حكومة الشهداء رئيسًا ووزراء، ولن يكون ختامها رئيس هيئة الأركان، فاليمن على العهد لن تبدّل، والقدس والأقصى أغلى.