اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي ملامح خطة ثلاثية لمعسكر العدوان الصهيو أميركي

مقالات

الحرب حقائق من الميدان
مقالات

الحرب حقائق من الميدان

الحرب حقائق من الميدان
1468

د. أحمد الشامي

فيما يلي بعض الحقائق المتعلقة بالميدان في غزة:

أولًا: الحرب الواسعة مستبعدة، طالما أنّ المقاومة تستنزف جيش العدوّ بشريًا ومعنويًا، فتجعله واهنًا، مستعينة في ذلك بصبر المجتمع المقاوم والمتكافل، ودول المحور بشراكتها الميدانية في القتال.

ثانيًا: النصر مؤكد طالما فشل الأميركي في ضغطه عبر دول التطبيع وأعوانهم في داخل فلسطين ولبنان ليفرضوا على المقاومة تقديم تنازلات تحقق للعدو بعض المكاسب خوفًا من التداعيات الكبرى للهزيمة.

ثالثًا: ثبت أن المجتمع الإسرائيلي بأغلبيته الساحقة صهيوني، وما خلافاتهم الداخلية إلا في كيفية إدارة المعركة، فإن استطاع نتنياهو تحقيق النصر سيصبح أيقونة الكيان، وإن فشل سيدفع أغلى الأثمان، لذلك هو يخاطب الجميع: نربح سويًا أو نخسر سويًا.

رابعًا: تبين وهم الاستهانة بما أحدثه التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وبرز ذلك في أنظمة التطبيع بأدوارها في الحرب على غزّة والمقاومة لكسرها وهزيمتها، وأن مجتمعات دول التطبيع باتت أشبه بالمخدرة، لذلك يسارع الأميركي لوقف الحرب قبل أن يحصل ما يجعلها تستفيق.

خامسًا: كشف الميدان الفلسطيني عن عمق العلاقة بين الشيعة والسنة، وبداية تراجع كبير في ما أحدثته الحروب والصراعات التي شهدتها المنطقة خلال سنوات مضت. بينما كان ملفتًا جدًا موقف حركات التكفير، داعش والنصرة وغيرهما، فأدبيات نصرة أهل السنة والجماعة توقفت أمام العدوّ الإسرائيلي، وهذا ما يبشر بمزيد من سقوط الفكر التكفيري.

سادسًا: تبين حجم التأزم الكبير في الكنيسة المسيحية لجهة قضية الظلم ونصرة المظلوم، ولجهة مستوى اندماجها في مصالح الغرب غير العادلة على حساب مصالح البيئة الحاضنة، وهذا ما يستدعي المعالجة لانعكاساته الخطيرة.

سابعًا: أدرك العالم أن مقولة انتهاء الأحادية القطبية الأميركية في قيادة العالم ليست وهمًا بل حقيقة ستتأكد تباعًا، وأن القيم الغربية لا تستحق أن تكون النموذج الصالح لخير البشرية. 

ثامنًا: تبين حجم المكانة الكبرى لفلسطين في إحداث الوعي البشري لمسار التاريخ بوصفها بوابة السماء، وبروز مؤشرات وعي لخطورة الصهيونية على النظام الدولي، والاستقرار في الشرق كما في الغرب.

تاسعًا: إمكانية التأسيس لهدم الصورة النمطية عن مظلومية اليهود، أمام ما ارتكبوه من مجازر فظيعة وانتهاكات لا تحصى بحق الإنسانية في غزّة وعموم فلسطين.

وليس آخرًا: أظهرت الحرب مفاجأة دور وسائل التواصل الاجتماعي، والتي استطاعت من خلال أهل الوعي أن تكون فرصة مهمّة جدًا قبالة الامبراطورية الإعلامية الكبرى المسخّرة للعدو.

ويبقى الخير في ما حصل.

مشاركة