اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي من وصايا الشهداء للأم في عيدها: غبنا لأجل صناعة الأعياد في الوطن

تحقيقات ومقابلات

أم الشهيد.. درع الوطن وأيقونة الصبر في عيد الأم
تحقيقات ومقابلات

أم الشهيد.. درع الوطن وأيقونة الصبر في عيد الأم

أمهات الشهداء.. رمز للتضحية والإيثار والفخر
1406

عيد الأم هذا العام مختلف عمّا عداه من الأعوام.. عيد يتّسم بفراق الأحِبّة الممزوج بالفخر والإباء، فلا بدّ اليوم من أن نرفع أجمل آيات التقدير والإجلال لكل أم قدمت فلذة كبدها فداء للوطن. وأم الشهيد هي أصل الحكاية، ورمز التضحية والصبر والإيثار. هي الأم التي لا يعرف قلبها الضعف، بل تظلّ صامدة وقوية رغم ألم الفقد، فكل يوم تعيشه هو بمنزلة تكريم لروح ابنها الشهيد. في هذا اليوم المميّز، نستحضر تضحياتها وعزيمتها التي لا تلين، لنقول لها: "أنتِ الأم التي صنعت البطولة، وذكركِ سيظلّ خالدًا في قلوبنا إلى الأبد".

الحاجة فرجية شحادي، أمّ لأربعة شهداء، حسن وعلي وإبراهيم وعباس مسلماني، من بلدة الجبّين الجنوبية، متأسيةً بفاطمة الكلابية (أم البنين عليها السلام) التي قدمت فلذات أكبادها نصرة للإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف. فمن معركة الدفاع المقدس إلى معركة أولي البأس، تستذكر أم الشهداء بطولات أولادها، ومشاهد الحب باحتفالهم بعيد الأم فتتنهّد وتقول في حديث لموقع العهد الإخباري: "الشباب كانوا سندي وكانوا كتير يهتموا فيي، أعطوني عزّة وكرامة بالدنيا وشفاعة وطريقًا إلى الجنة بالآخرة".

أم الشهداء الأربعة، تهنِّئ أمهات الشهداء الذين ارتقوا، والجرحى الذين أُصيبوا في هذا الخط المقدّس بمناسبة عيد الأم، متمنية أن يكون في كل بيت في لبنان شباب في خط المقاومة الإسلامية، يسيرون على نهج الإمام الحسين (عليه السلام)، وتقول: "أشكر الله تعالى على اختيارنا لأن نكون من عوائل الشهداء".

وبلهفة الأم المشتاقة لأولادها، تضيف الحاجة فرجية: "صحيح هم غائبون، لكن أرواحهم موجودة معنا دائمًا، نشعر بحضورهم في مناسباتنا. يفرحون معنا ويواسوننا في أحزاننا، وأطيافهم ترافقني دائمًا".

وتختم الحاجة شحادي بتوجيه التحية لسماحة الشهيد الأقدس وسيد شهداء الأمة، سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالقول: "نحن مستمرّون بهذا الخط، ولا حياة لنا بدون المقاومة، وأتمنّى يا سيد أن أقدّم لهذا الخط أكثر.. نحن ليس لدينا إلاّ التضحية، ويا ريت في شي أكبر لنقدمه".

الحاجة خيرية معتوق: ضممتُ الجنة بين ذراعي  

الحاجة خيرية معتوق أم لشهيدين على طريق القدس محمود وهادي معتوق من بلدة صير الغربية الجنوبية، لا تختلف بمواقفها المشرّفة عن الحاجة شحادي؛ تجتاحها الذكريات ويتوهج فؤادها بالشوق، وتقول: "كان الشهيدان يتحضران بحماسة لعيد الأم وبكل محبة واهتمام، فقد اعتادا أن يقدّما لي الهدايا وقالب حلوى صغير، والميزة التي كانا يتميّزان بها هي الحنان الكبير تجاهي، فقد كانا يحرصان دائمًا على راحتي، ويبذلان كل ما بوسعهما لتأمين وسائل الراحة لي، حتى لو كان ذلك على حساب راحتهما".  

هذا العام، عيد الأم مختلف تمامًا، تقول أم الشهيدين، "يحمل في طياته ألم الفراق ومرارة الغياب، لكنه في الوقت نفسه عيد فخر وعزّة. صحيح أنني كنت أحتفل به بقربهما سابقًا، لكن اليوم، رغم غيابهما الجسدي، فإنهما أكثر حضورًا في روحي وقلبي. أشعر بوجودهما معي دائمًا، بروحهما التي تحيط بي، وأستمد منهما القوة، كيف لا، وأنا أمٌ ضمّت الجنة بين ذراعيها؟".  

تتأمل أم الشهيدين صورة ولديها، وتضيف: "تبدّلت الأوضاع بشكل قاسٍ، فبعد أن كنتُ أنتظر زيارتهما وأترقّب خطواتهما عند الباب، أصبحت اليوم أنا من يذهب إليهما، أقف أمام قبريهما بقلب يعتصره الشوق والحنين. أقول لهما في عيد الأم: ليتني أستطيع احتضانكما مجددًا، أن أستنشق عبير رائحتكما، لكن الحمد لله الذي أكرمني بكما، الحمد لله الذي أعزّني بإنجاب بطلين وفارسين، كانا فخرًا لي في حياتهما، وهما عزّي وسندي حتى بعد رحيلهما. أنا راضية عنكما، وفخورة بكما، ودعائي الدائم أن يجمعني الله بكما في جنانه الواسعة".  

إلى كل أمٍّ توجهت الحاجة خيرية بالقول: "ربِّينَ أبناءكن على نهج أهل البيت (ع)، على خطى محمد وآل محمد، على درب العزة والكرامة. لا تبخلن على المقاومة بالأرواح، فهذه الأرواح هي التي تصنع المجد وتحفظ الكرامة. أما لأمهات الشهداء فأقول: ارفعن رؤوسكنَّ عاليًا، فقد حملتنّ في أرحامكنّ أرواحاً من الجنة وقدمتنَّ فلذات أكبادكنّ فداءً للزهراء (ع)، وأيُّ شرفٍ أعظم من هذا؟ الملتقى في الجنان هو الأسمى، وهناك، سنحتضن أبناءنا مجددًا، في دار لا فراق فيها".

الكلمات المفتاحية
مشاركة