تحقيقات ومقابلات

تترقّب دول العالم نتائج المحادثات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة التي انطلقت اليوم في سلطنة عُمان. الكثير من الأسئلة تُطرح وتصبّ في خانة واحدة: هل ستنجح؟ وهل سيستطيع المفاوضون التفاهم على صيغة أو اتفاق يُلزم الولايات المتحدة من دون الانقلاب عليه؟ وإلى متى سيتمّد مسار هذه الاجتماعات؟
المتخصّص في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد شمص، يوضح أن "هناك سقفًا زمنيًا للمفاوضات القائمة قد يصل الى ثلاثة أشهر بحسب ما يعكس الأمريكيون، على الرغم من أن الإعلام "الإسرائيلي" تحدّث عن سقف مُمتدّ لثلاثة أسابيع"، ويرى في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري أن "وجود الجدية لدى الجانب الأمريكي يحسم موضوع إنجاز اتفاق بين الطرفيْن خاصة أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي مُنح صلاحيات كاملة من قبل آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بصفته رئيس الوفد المفاوض من أجل الذهاب الى توقيع اتفاق يُرضي الجانبيْن".
شمص يُرجّح عقد جولات أخرى إضافة الى اجتماع اليوم بناءً على الأجواء الإيجابية التي بدأت تخيّم على اللقاءات غير المباشرة، ويربط بين نجاحها وبين استنفاد الولايات المتحدة لأوراق الضغط والقوة كالعقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية وقرع طبول الحرب على إيران التي لم تؤدِ إلى نتيجة، إذ إن إيران استخدمت أوراق قوّتها أيضًا وتمكّنت من أن تردع العدوان الأمريكي "الإسرائيلي".
وفق شمص، إيران طرحت جدول أعمال للمفاوضات يبدو أن الأمريكي وافق عليها، وهي مناقشة البرنامج النووي حصرًا دون أيّة ملفات أخرى مُرتبطة بالإقليم أو حلفاء الجمهورية الاسلامية، وعليه، أيّة إثارة لأيّ ملفّ خارجي ستدفع الإيرانيين الى المغادرة فورًا.
يتوقّع شمص أن يُصار إلى طرح ملفات أخرى إقليمية في الجولات المقبلة، ويشير في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة تسعى لاتفاق مُشابه لاتفاق 2015 - 2025، والغاية منه تجميد توسعة البرنامج النووي الإيراني على غرار 2015، غير أن الدبوماسية الإيرانية كانت حاسمة في ردها على المنطق الأمريكي لناحية تطبيق النموذج الليبي، إلى حدّ رفضه تمامًا.
ما هو مقبول لدى طهران بحسب شمص، هو رفع العقوبات عن إيران، فالهدف الأول والأخير لحضور الجمهورية الإسلامية في مسقط هو وقف الحصار الاقتصادي الظالم المفروض عليها.
وإذ يؤكد شمص أن الإيراني يريد ضمانات من أميركا حتى لا تُمزّق الاتفاق كما فعل سابقًا ترامب عام 2018، يلفت إلى أن الرئيس الأمريكي إذا وقّع هذه المرة على التفاهم فلن يخرج عنه لأنه سيؤمّن مصالح الطرفيْن وعلى رأسها الهدوء في المنطقة ورفع العقوبات عن طهران.
برأي شمص، لا يوجد ضمانات من الجانب الأمريكي إلّا إذا كانت الصيغة تنسجم مع مصلحة الولايات المتحدة، وهذا ما يُبقي الاتفاق حيًّا.
ويُشير إلى أن الإمام الخامنئي وضع ضوابط للوفد الإيراني المفاوض لسدّ الذرائع وإبداء المرونة والجاهزية للتفاوض على الرغم من تواصل الحوار مع السداسية الدولية في السنوات الماضية خلافًا للأداء الأمريكي، وهذه القواعد هي:
* منح الفريق المفاوض برئاسة عراقتشي صلاحيات كاملة.
* تحقيق هدف رفع العقوبات الأمريكية عن طهران وربطه باستمرار المفاوضات.
* الاحترام المتبادل والتعامل بندّية وإنصاف وموضوعية.
ويقول شمص، إن اتصالات حصلت قبل انطلاق جلسة التفاوض اليوم تشير إلى جدية أمريكية، تُرجمت أكثر في كلام عراقتشي عندما صرّح بـ"أننا أمام فرصة للتوصّل إلى تفاهمٍ أولي، يمهّد الطريق أمام مسار تفاوضي بنّاء"، خاصة أن الخيار العسكري في العقود الماضية أثبت فشله ولم يحقّق النتائج المرجوّة.