نبّه الكاتب في وكالة "بلومبرغ" الأميركية للأنباء، أندرياس كلوت، إلى أنّ "تحرّكات البيت الأبيض تُظهِر أنّ الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والانفصال عن النظام الدولي بسرعة تفوق التوقّعات".

وأوضح كلوت، في مقال، أنّ "الواقع الحالي يكشف عن تحوُّل جوهري في السياسة الخارجية الأميركية، من دورها التقليدي كقائد دولي إلى فاعل متقلّب، منعزل، وأحيانًا عدائي"، مضيفًا أنّ "من أبرز مؤشّرات هذا التحوّل خطط الإدارة الأميركية لخفض ميزانية وزارة الخارجية إلى نصفها خلال العام المالي المقبل".

ووفقًا لمذكّرة داخلية، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى إغلاق أو تقليص حجم 10 سفارات و17 قنصلية، بينها 6 سفارات في أفريقيا، بالتزامن مع تصاعد النفوذ الروسي والصيني في القارة السمراء.

وبحسب "بلومبرغ"، فإنّ "ترامب يفكّر في التخلّي عن تعيين أميركي في منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا "أس آيه سي إي يو آر" (SACEUR)، وهو المنصب الذي شغله جنرالات أميركيون منذ عهد دوايت آيزنهاور".

ولفت الكاتب الانتباه إلى أنّ "التخلّي عن هذا المنصب لمصلحة أوروبي أو كندي، سيطرح تساؤلات قانونية بشأن صلاحيّات القيادة، وسَيُعدّ بمنزلة ابتعاد رمزي كبير عن "الناتو"، وقد يُفسَّر في موسكو على أنّه تراجُع في مصداقية الردع الأميركي".

وتساءل: "ترامب لا يرى، لا فائدة في النظام الدولي، ولا بنفسه كجزء منه، فهل نحن على أعتاب فوضى عالمية؟".

وحذّر من أنّ "تَحوُّل واشنطن إلى فاعل دولي مهمِل أو حتى عدائي يُنذر بمرحلة من الانحدار الجيوسياسي الخطير"، فـ"إذا استمرّت هذه السياسات، قد نرى الولايات المتحدة تنسحب من أو تهدّد السلم الدولي، بدلاً من أن تحافظ عليه"، وفق الكاتب.

وختم الكاتب مقاله بالقول: "وداعًا للقرن الأميركي.. ومرحبًا بعصر الفوضى".

الكلمات المفتاحية