عين على العدو

ردّت وزارة الخارجية الأميركية على الأحداث الأخيرة ضد الطائفة الدرزية في سورية قائلة: "إن العنف والخطاب التحريضي الموجه ضد أفراد الطائفة الدرزية، في سورية، أمر مُدان وغير مقبول". وقالت: "يجب على السلطات المؤقتة في سورية وقف القتال، ومحاسبة مرتكبي العنف ضد المدنيين على أفعالهم، وضمان أمن جميع السوريين، فالانقسامات الطائفية لن تؤدي إلا إلى انزلاق سورية والمنطقة إلى الفوضى والمزيد من العنف".
وأضافت "بشأن حل النزاع": "لقد رأينا أن السوريين قادرون على حل نزاعاتهم سلميًا من خلال المفاوضات، وندعو إلى حكومة مستقبلية في سورية تمثل جميع مكونات المجتمع السوري، ومنهم الأقليات العرقية والدينية، وأن تحميها وتدمجها".
وكان وزير الحرب "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس قد هدد، يوم أمس، أحمد الشرع (الجولاني) والنظام السوري، وفقًا لما نشره موقع "والا الإسرائيلي". وقال كاتس في أعقاب الهجمات على الدروز في سورية: "أحذر، مرة أخرى، رئيس النظام السوري الجولاني، إذا لم تتوقف الهجمات على الدروز في سورية، فسنرد بشدة كبيرة". وأضاف :"لقد أصدرنا أنا ورئيس الوزراء تعليماتنا لقوات "الأمن الإسرائيلية" بتنفيذ عدة ضربات تحذيرية ضد العناصر المتطرفة، كما نقلت رسالة واضحة إلى النظام السوري بأنه مسؤول عن منع الهجمات".
ويوم أمس الخميس؛ كان قد تظاهر أفراد من الطائفة الدرزية في الأراضي المحتلة مطالبين الحكومة بالدفاع عن دروز سورية، فقاموا بإغلاق عدة طرق رئيسة، وتوجه العديد منهم إلى مدينة "قيسارية" للتظاهر أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتسبب إغلاق الطرق بازدحام في حركة المرور، واندلع خلالها عدد من "الشجارات" بين المتظاهرين الدروز وسائقين طالبوهم بفتح الطريق، بحسب مقاطع فيديو جرى تداولها على الإنترنت.
هذا؛ ويواجه زعماء المجتمع صعوبة في وقف الاحتجاج على الطرقات، في ظل الأهوال والمشاهد الصعبة القادمة من سورية. وتعيش الطائفة الدرزية أيامًا عصيبة، في ظل الأنباء الواردة من سورية عن هجمات إرهابية وحشية على قرى درزية، أسفرت عن مقتل وجرح العديد منهم. والحقيقة الجلية هي أن هذا الهجوم الذي نشهده اليوم في سورية هو هجوم إرهابي منسق ومخطط ومتعمد، يهدف إلى القضاء على الدروز.
بحسب موقع "يديعوت أحرونوت الإسرائيلي"، فإن عددًا كبيرًا من المحتجين كانوا من جنود الاحتياط الدروز في الجيش "الإسرائيلي"، والذين يعتقدون أن "إسرائيل" تُخفق في حماية أبناء طائفتهم في سورية. وقال أحد جنود الاحتياط للموقع: "تصلنا تقارير متزايدة من إخواننا هناك أن الشيوخ يخرجون للدفاع عن قراهم بأنفسهم؛ وهم يُذبحون؛ بينما تقف "إسرائيل" مكتوفة الأيدي، ولا تفعل شيئًا لوقف هذه الفظائع، على الرغم من وعودها".
في خضم الاحتجاجات؛ أرسل مجموعة من الجنود الدروز رسالة إلى نتنياهو طالبوا فيها الجيش بالتحرك لوقف مذبحة الدروز على الطرف الآخر من الحدود في سورية، "كما وعدتم أنت ووزير الحرب". وبحسب هيئة البث العامة "كان"، من الموقعين على الرسالة جنود في الخدمة النظامية، وكذلك من جنود الاحتياط، وقد عبّروا عن استعدادهم للتحرك بأنفسهم.