عربي ودولي

الصحف الإيرانية: خنجر يمني في قلب "تل أبيب"
أبرز اهتمامات الصحف الإيرانية ليوم الثلاثاء 6/5/2025
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 06 أيار 2025 بالتطورات على صعد عالمية متعددة، منها التطورات في الداخل الأميركي من الموقف تجاه المفاوضات الإيرانية، مرورًا بالتهديد الجدي اليمني للكيان الصهيوني، وصولًا إلى التدخل الدبلوماسي الإيراني في حل الأزمات الباكستانية الهندية.
الخلافات المتعددة في الولايات المتحدة بشأن إيران
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة كيهان: "يبدو أن التفاوض مع إيران أصبح قضية مثيرة للجدل داخل الإدارة السياسية في الولايات المتحدة، وأدى إلى تقلبات حول هذه القضية. وتنعكس هذه الخلافات في العقوبات الجديدة التي فرضها الكونغرس ووزارة الخزانة الأميركية على إيران، والخلافات بين وزارتي الدفاع والخارجية، والمباحثات الجارية بينهما وبين ستيف ويتكوف، بصفته الممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب في غرب آسيا ورئيس فريق التفاوض مع إيران، بالإضافة إلى التصريحات المتقلبة لكبار المسؤولين الأميركيين حول البرنامج النووي وقضايا أخرى تتعلق بإيران".
وسألت الصحيفة: "لماذا توجد هذه الاختلافات؟ ما هو نطاقها؟ وما هو تأثيرها على إيران؟".
وقالت: "أولًا، قضية المفاوضات مع إيران هي قضية خلافية في أميركا. ويعتقد بعض السياسيين الأميركيين، بما في ذلك مسؤولون حاليون في وزارة الدفاع، أن المفاوضات مع إيران سوف تعود بالنفع على إيران في نهاية المطاف، وأن الحكومة الأميركية لن تكسب الكثير من ذلك لأن إيران مستعدة للتفاوض فقط بشأن القضية النووية".
وتابعت: "ثانيًا لا يمكن تغيير واقع إيران من حيث قوتها الداخلية ونفوذها الإقليمي ودورها الدولي. وهذه هي الحقائق التي ستحدد مصير أي تحد مع إيران. وبطبيعة الحال، هناك حقيقة أخرى مهمة في قلب المناقشة حول القوة الداخلية لإيران، وهي تصور الهيئة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية لقوة إيران. يبدو أنه في الوضع الحالي هناك اعتقاد راسخ بأن إيران قوية وقادرة على تأكيد حقوقها ومصالحها".
ولفتت إلى أن "ما حدث بين إعادة انتخاب ترامب ونهاية الجولة الثانية من المفاوضات التمهيدية بين الولايات المتحدة وإيران هو انعكاس صارخ لإيران القوية وصورة للولايات المتحدة التي تضطر إلى التوصل إلى اتفاق. وهذا المشهد يصور فعليًا القوة الداخلية لإيران. وزيارة وزير الدفاع وولي العهد السعودي المحتمل خالد بن سلمان إلى إيران والاتفاقيات العسكرية بين البلدين، وطلب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي للمشاركة في المفاوضات الإيرانية الأميركية ورفض إيران قبولها، واستبعاد أوروبا من دائرة المفاوضات النووية مع إيران، وبالتالي من دائرة التطورات الإقليمية، وانسحاب الترويكا الأوروبية من شروطها السابقة في المفاوضات مع إيران، تشير إلى أنه في الوضع الحالي لا يمكن فرض أي شيء على إيران".
ورأت الصحيفة أن الأميركيين غير موثوق بهم إلى حد كبير في هذا الصدد لأن لديهم تاريخًا في انتهاك الوعود، ويجب التشكيك في نواياهم بشكل جدي. ولكن السلوك المخادع لا يعني أن أميركا لن تضطر إلى تقديم تنازلات في الوضع الحالي. وهذا التنازل ليس خيارًا بالنسبة للحكومة الأميركية؛ لقد فرضت عليه الأحداث وواقع المنطقة ذلك، مردفة أن "الفريق الإيراني المفاوض، الذي أظهر حتى الآن معلومات استخباراتية جيدة بالاعتماد على توجيهات القيادة والحدود المرسومة، يدرس ثلاث نقاط في المفاوضات: أولًا، يعرف أن إيران قوية بالفعل ولم يحدث أي خلل في قوتها، ثانيًا، فهو يعلم أن الأميركيين يحتاجون إلى اتفاق ويجب عليهم تقديم التنازلات لتلبية هذه الحاجة، وثالثًا، هو يعلم أن تأخير المفاوضات السياسية أو التسرع فيها ليس مفيدًا".
أثر الصواريخ على المعادلات
من جانبها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "صباح الأحد، وقع انفجار ضخم بالقرب من مطار "بن غوريون" في ضاحية "تل أبيب"، مما أثار صدمة كبيرة في صفوف الصهاينة. وأدى هذا الانفجار الضخم، الذي أحدث حفرة بعمق 24 مترًا، إلى إرسال عشرات الأطنان من التراب إلى السماء، مما خلق صورة مرعبة للصهاينة. وكان المستوطنون الصهاينة يعتقدون أنه مع دخول الولايات المتحدة بالوكالة في الحرب مع اليمن والقصف الواسع النطاق للمناطق السكنية والبنية التحتية في البلاد، سيكونون في مأمن من الهجمات المفاجئة من الجنوب، لكن الهجوم المفاجئ يوم الأحد قلب الطاولة وحوّل الوضع في الأراضي المحتلة مرة أخرى إلى اللون الأحمر، مما أدى إلى إرسال ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وتسبب في رد فعل مذعور وعصبي من قبل الصهاينة وأنصارهم الأميركيين".
وقالت إن "تميز العملية الصاروخية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية يوم الأحد أمر مفهوم، إذ إن هذه العملية أحدثت حالة من الرعب غير المسبوق بين الصهاينة. الرعب الناتج عن القوة التفجيرية لرأس صاروخي يمني مجهول الهوية تفوق سرعته سرعة الصوت، ودخول الصراع مرحلة جديدة لا تستطيع الدفاعات الجوية للنظام المحتل مواجهتها. ولو أن هذا الصاروخ أصاب نقاطًا إستراتيجية في جنوب الأراضي المحتلة أو المناطق الصهيونية المكتظة بالسكان بدلًا من محيط مطار بن غوريون، لكان بالتأكيد قد أوقع خسائر غير مسبوقة في صفوف الصهاينة. لكن هدف اليمنيين ليس قتل الصهاينة، بل تغيير المعادلة وخلق تكلفة دولية للكيان الصهيوني، بحيث أنه بالإضافة إلى مضيق باب المندب سيغلق أجواء الأراضي المحتلة ويشدد الحصار على المحتلين. ويأتي هذا الإجراء في ظل تزايد الضغوط على غزة وتشديد الحصار عليها. كما أكد المسؤولون اليمنيون هذه المعادلة وأعلنوا عن بدء الحصار الجوي الذي يفرضه الكيان "الإسرائيلي"".
وكان قد حذر نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حركة أنصار الله اليمنية نصر الدين عامر، شركات الطيران العالمية من الاقتراب، وفقًا للصحيفة، مشيرةً إلى أن القضية المهمة هي فشل تقسيم العمل بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في خلق الردع ضد اليمن. وهزيمة تاريخية اعتبرها الكثير من المحللين غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي.
وتابعت: "حقيقة أن القوات الجوية والبحرية الأميركية، مع أساطيلها العديدة وعملياتها الجوية على مدار الساعة في سماء اليمن، لم تتمكن حتى الآن من إيقاف الدفاعات الجوية اليمنية، تشير إلى هزيمة كارثية لأقوى جيش في العالم".
وشددت على أن "العمليات اليمنية اللاحقة، في ضوء عملية الأحد في مطار "بن غوريون"، قد تؤدي إلى خسائر بشرية غير مسبوقة وأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية الاستراتيجية للكيان الصهيوني. وفي حالة واحدة فقط فرضت عملية يوم الأحد تكاليف باهظة على الكيان المحتل، حيث ألغت شركات الطيران من إسبانيا وبولندا واليونان وأيرلندا وبلجيكا، رحلاتها إلى الأراضي المحتلة. وهو وضع من المتوقع أن يتصاعد إذا كثف اليمنيون هجماتهم على المطارات العسكرية والدولية التابعة للعدو "الإسرائيلي"، ما أدى إلى فرض حصار جوي عليه".
دبلوماسية احتواء الأزمات في جنوب آسيا
من جانبها، ذكرت صحيفة إيران: "في ذروة التوترات بين الهند وباكستان، دخلت إيران مجال دبلوماسية السيطرة على الأزمات من خلال إرسال وزير خارجيتها عباس عراقتشي إلى العاصمتين المتحاربتين في المنطقة. وهي خطوة غير مسبوقة وذات مغزى يمكن أن تمثل بداية لنوع جديد من التوازن السياسي الذي تمارسه طهران في جنوب آسيا".
ورأت أن "زيارة عراقتشي في هذه المرحلة تحمل رسالة واضحة: طهران لا تعتبر نفسها غير مبالية بالاضطرابات في جوارها، وتحاول لعب دور في احتواء الأزمة بالاعتماد على مصداقيتها التاريخية والجيوسياسية".
وقالت إن إبراهيم رحيم بور، نائب وزير الخارجية السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، يعتبر أن حل التوتر بين الهند وباكستان خطوة ضرورية وهامة من منظور منع تصاعد الأزمات الإقليمية.