عربي ودولي

ركّزت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 7 أيار/مايو 2025، على أبرز الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تصاعد التوتر بين الهند وباكستان، واستمرار الأزمة اليمنية إلى جانب تأكيد طهران على موقفها الثابت في الملف النووي.
إيران تتحرك دبلوماسيًا في أزمة كشمير
أبرزت صحيفة "إيران" التحركات الدبلوماسية التي يقودها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، والتي شملت زيارات إلى إسلام آباد ومرتقبة إلى نيودلهي، في محاولة للحد من التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان بخصوص قضية كشمير. وأشارت الصحيفة إلى أن طهران، نظرًا إلى علاقاتها الثقافية والدينية العميقة مع باكستان، وصلاتها السياسية والاقتصادية الواسعة مع الهند، تملك موقعًا فريدًا يسمح لها بالتواصل مع الطرفين من دون اتهامات بالتحيز. كما رأت الصحيفة أن الوساطة الإيرانية ليست فقط تعبيرًا عن حسن النية، هي ضرورة أمنية، في ظل تداعيات التوتر الحدودي على أمن إيران القومي، لا سيما في ما يتعلق بتحركات الجماعات الإرهابية على حدودها الشرقية، وتهديد مشاريع البنية التحتية الإقليمية المشتركة.
وسلطت الصحيفة الضوء على البعد الاستراتيجي لهذه الجهود في سياق المتغيرات الدولية، من بينها إعادة تشكيل تكتل البريكس، حيث يشكّل انضمام إيران إلى المجموعة فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الهند في ظل العقوبات، عبر أدوات مثل المقايضة أو التجارة بالعملات المحلية، وتفعيل بنك التنمية الجديد. كما تناولت الصحيفة أهمية مشروع ميناء تشابهار الإيراني، والذي يُعد ركيزة أساسية في خطط الهند لربطها بآسيا الوسطى بعيدًا عن الأراضي الباكستانية، ودوره في ترسيخ الاستقرار الإقليمي.
واشنطن تنسحب من اليمن وتترك "تل أبيب" وحيدة
بخصوص الملف اليمني، رأت صحيفة "وطن امروز" إعلان الرئيس الأميركي وقف الهجمات على اليمن أنه "انسحاب فعلي من ساحة المعركة"، واصفةً إياه بالتخلّي عن دعم "إسرائيل" في مواجهة الهجمات اليمنية التي استهدفت مؤخرًا مطار "بن غوريون" بصاروخ فرط صوتي. وأكَّدت الصحيفة أن العمليات التي تنفذها قوات أنصار الله لم تتوقف على الرغم من الغارات المكثفة التي شنّها التحالف الأميركي - "الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن الهجمات الصاروخية والبحرية اليمنية مستمرة، وأن هناك استخدامًا لصواريخ غير معروفة في الهجمات الأخيرة. وأضافت أن انسحاب القوات الأميركية يُعد انتكاسة استراتيجية لــ"تل أبيب"، خاصة بعد أن كانت تعوّل على الدعم الأميركي في مواجهة اليمن، ما يضعها الآن في مواجهة مباشرة مع قوات أنصار الله من دون غطاء خارجي واضح.
موقف نووي ثابت.. ولا مساومة على السيادة
أما صحيفة "جام جم"، فقد ركزت على الموقف الإيراني في المفاوضات النووية، مؤكدة أن طهران تدخل الجولة الجديدة من المباحثات بموقف واضح ومحدد. وشددت الصحيفة على أن إيران ترفض أي قيد على برنامجها النووي السلمي الذي ترى فيه ضرورة للتنمية في مجالات الطاقة والزراعة والطب. وأوضحت أن طهران قد تُبدي مرونة في مسألة نسبة التخصيب مقابل رفع العقوبات، لكنها ترفض كليًا إغلاق منشآتها أو الاعتماد على وقود نووي مستورد، مشيرة إلى تجارب سابقة أثبتت عدم مصداقية الدول الغربية في هذا المجال. كما أكدت الصحيفة أن طهران لن تقبل بفتح ملفات غير نووية، مثل برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة، ورأت هذه القضايا شأنًا سياديًا يخص دول منطقة غرب آسيا، ولا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيه.
خلصت صحيفة "جام جم" إلى أنَّ مستقبل المفاوضات يتوقف على جدية الجانب الأميركي، مؤكدة أن طهران مستعدة لصياغة حلول فنية تضمن رفع العقوبات مقابل التزامات متوازنة، لكن من دون تجاوز الخطوط الحمراء التي ترسمها السيادة الوطنية.