اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الحاج حسن: المقاومة حرّرت الأرض وليس قرار مجلس الأمن

مقالات مختارة

 جوليان أسانج:
مقالات مختارة

 جوليان أسانج: "إسرائيل"... يا قاتلة الأطفال

يروي الفيلم سيرة أسانج منذ انطلاق مشروع ويكيليكس مروراً بالمعارك القانونية التي خاضها
47

صحيفة "الأخبار"

وقف جوليان أسانج أمس على السجادة الحمراء في «مهرجان كان السينمائي الدولي»، أمام أنظار عالم حاول إسكاته لسنوات.

حضر أسانج في المهرجان كضيف لمشاهدة العرض الأول لفيلم «رجل الستة مليارات دولار» للمخرج يوجين جاريكي، يرافقه رئيس الإكوادور الأسبق رفاييل كوريا، الذي منحه اللجوء في سفارة بلاده في لندن، رغم أن الرجلين لم يلتقيا من قبل.

يروي الفيلم سيرة أسانج منذ انطلاق مشروع ويكيليكس، مروراً بالمعارك القانونية التي خاضها، وصولاً إلى خروجه من السجن بموجب صفقة أُبرمت في حزيران (يونيو) 2024، وعودته إلى أستراليا، ما أتاح للمخرج نهايةً واضحة للفيلم، بعد سنوات من الضبابية، إذ بدأ العمل عليه حين كان أسانج لا يزال محتجزاً في سفارة الإكوادور في لندن.

أرشيف ويكيليكس وصور غير منشورة

إلى جانب قصة أسانج، يكشف الفيلم أن ويكيليكس لم تكن الجهة التي نشرت البرقيات الديبلوماسية غير المحرّرة لوزارة الخارجية الأميركية، بل صحافي في صحيفة «الغارديان» البريطانية، هو من نشر كتاباً تضمّن معلومات مكّنت الجمهور من الوصول إلى تلك الوثائق، ما يسلط الضوء على تعقيد مسألة المسؤولية الصحافية في العصر الرقمي. كما يعرض الفيلم أرشيف ويكيليكس وصوراً تُنشر للمرة الأولى.

أُدرج الفيلم متأخراً ضمن قائمة عروض المهرجان، بعد الإعلان عنه في الثامن من أيار (مايو). وكان من المقرر عرضه للمرة الأولى في «مهرجان صاندانس السينمائي» في الولايات المتحدة. لكن جاريكي قرر سحب الفيلم قبل أسابيع من الموعد المقرر، معلناً حاجته إلى إدماج تطورات «مهمة وغير متوقعة» طرأت على القضية.

وفي مقابلة مع مجلة «فاريتي»، أوضح جاريكي أنه اضطر إلى اتخاذ قرار صعب، قائلاً: «تغيرت الأمور تماماً. لم يكن الفيلم جاهزاً، وكان عليّ أن أتصل بـ «مهرجان صاندانس» وأعتذر بأسف شديد». ولكن هذه المصادفة شاءت أن يعرض الفيلم للمرة الأولى في فرنسا، عوضاً عن بلد لا يمكن لأسانج زيارته.

نموذج للوقوف ضد السلطة
اختار المخرج أن يروي قصة أسانج لأنه يرى أن العالم بحاجة إلى مزيد من الأشخاص الذين يقفون في وجه السلطة، وإلا سينهار هذا العالم، على حدّ تعبيره. وأضاف في مقابلته مع مجلة «فاريتي» أنّ الناس يحتاجون إلى معرفة ما يجري فعلاً، لكنهم في المقابل شاهدوا أسانج يُحارب بكل الوسائل، بما فيها أساليب الدعاية. وكان أسانج قد حذّر قبل عشر سنوات من أنّ الولايات المتحدة تقود العالم نحو مستقبل يتآكل فيه احترام الحقيقة نفسها.

مأساة صحافيّي غزة
ويلفت جاريكي، في أحاديثه الصحافية، إلى التدهور المستمر في أوضاع الصحافيين حول العالم، في مناخ تتصاعد فيه التهديدات ضد حرية التعبير والحقيقة، مبرزاً مأساة الصحافيين الشهداء في قطاع غزة. ويرى أن أسانج دفع ثمناً باهظاً في معركته من أجل الشفافية، تماماً كما يدفع صحافيون حياتهم ثمناً للحقيقة.

أوقفوا إسرائيل
إذاً، حضر أسانج «مهرجان كان»، ووقف أمام العالم في لحظة رمزية تشكّل انتصاراً علنياً لقضيته واستعادة لصوت حاولوا إسكاتَه طويلاً. والأهم أنّه ارتدى قميصاً عليه أسماء 4986 طفلاً فلسطينياً، دون سنّ الخامسة، قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2023. وكُتبت أيضاً على سترة أسانج عبارة «أوقفوا إسرائيل».

وجود أسانج لا يوثق فقط مرحلة جديدة من حريته، بل يعيد تقديمه للعالم كشخصية محورية في النقاشات حول حرية الصحافة. كما إنّ ظهوره على منبر عالمي يمثّل إعادة تأطير لصورته، التي سعت حكومات إلى ترسيخها كمجرم، ليُعاد تقديمه كرمز للمقاومة يستحق التأمل والاعتراف. وكان أسانج يواجه خطر الترحيل إلى الولايات المتحدة، حيث وُجهت إليه 18 تهمة بالتآمر لاختراق قواعد بيانات عسكرية للحصول على معلومات حسّاسة.

وقد اتُهم بالمسؤولية عن نشر وثائق ويكيليكس عام 2010، التي كانت قد سرّبتها محلّلة الاستخبارات العسكرية السابقة تشيلسي مانينغ. وكشفت الوثائق حينها مقتل مئات المدنيين في حوادث لم يُبلَّغ عنها خلال الحرب في أفغانستان.

خرج أسانج من الاحتجاز في حزيران (يونيو) الفائت، بموجب اتفاق مع السلطات الأميركية، قضى بإقراره بالذنب في تهمة جنائية واحدة، لتفادي تسليمه إلى الولايات المتحدة.
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة