اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي في ذكرى فاجعة "تنومة"... اليمانيات يستنكرن تطبيع الأنظمة العربية

خاص العهد

الجنوبُ يتحرّر والمقاومة تبني الوطن.. كيف تحقّق الانتصار التاريخي في أيار 2000؟  
خاص العهد

الجنوبُ يتحرّر والمقاومة تبني الوطن.. كيف تحقّق الانتصار التاريخي في أيار 2000؟  

ما تحقق هو انتصار مكتوم للمقاومة.. والدبلوماسية عاجزة من دون السلاح
149

في زمنٍ تكثر فيه التحديات ضدّ المقاومة، وتُمحى فيه الحقائق عمدًا من صفحات التاريخ، يفتح مستشار رئيس الحكومة اللبنانية، خلال مرحلة التحرير، رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص الدكتور رفعت بدوي صفحات من الذاكرة الوطنية المحفورة بالصمود والكرامة. شهادته ليست مجرّد استعادة لمحطات تاريخية؛ هي أيضًا تأكيد أنّ النصر الذي تحقّق في أيار في العام 2000 لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة تلاحم بين الدولة والمقاومة والشعب. هنا، نعود إلى لحظة فارقة في تاريخ لبنان الحديث، حيث الأرض استُعيدت بإرادة المقاومين، والدولة تنسّق على أعلى المستويات، والعالم يشهد للمرة الأولى اندحارًا "إسرائيليًا" من دون قيد أو شرط، تحت وقع الهزيمة، لا منطق التفاوض.

أول تحرير بفعل المقاومة.. والحكومة واكبت بشرف

في استعادة توثيقية للمحطات الفاصلة التي سبقت لحظة التحرير في أيار 2000، يروي الدكتور بدوي لموقع العهد الإخباري، كيف واكبت الدولة اللبنانية بقيادة الرئيس سليم الحص ورئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري لحظة اندحار العدو "الإسرائيلي" من جنوب لبنان، في مشهد هو الأول من نوعه في تاريخ الصراع العربي – "الإسرائيلي": تحرير الأرض بالقوة، لا بالتفاوض.

يكشف بدوي أنّ الأمم المتحدة، برئاسة أمينها العام آنذاك كوفي أنان، كانت قد أبلغت الحكومة اللبنانية عشية الاندحار بعزم الاحتلال مغادرة الجنوب، وهو ما كانت قيادة المقاومة على علم مسبق به. ويؤكد أنّ التنسيق آنذاك بين الدولة والمقاومة بلغ ذروته، ليتقرر نشر الجيش اللبناني في المناطق المحرّرة، في خطوة سيادية لحماية الأرض والشعب.

كما يلفت إلى الزيارة الرمزية التي قام بها الرئيس الحص إلى الجنوب بعد التحرير، حيث أثنى على صمود الأهالي وبطولة المقاومين، فيما تولّى العميد المتقاعد أمين حطيط الإشراف على ترسيم الخط الأزرق بإشراف أممي، مثبتًا حدود الإنجاز. ويؤكد بدوي أنّ هذا النصر لم يكن مجرّد لحظة عابرة، بل محطة رسّخت موقع لبنان في الخارطة العربية، بصفته بلدًا قادرًا على الصمود والانتصار، قائلًا: "كان التحرير عنوانًا للشجاعة والسيادة، ونقطة تحوّل صنعتها إرادة مجاهدين؛ قاوموا فانتصروا".

ما تحقق هو انتصار مكتوم للمقاومة.. والدبلوماسية عاجزة من دون السلاح

هذا، وأكد رفعت بدوي أنّ ما جرى في المواجهة الأخيرة مع العدو "الإسرائيلي" لم يكن إلا استكمالًا لمسيرة الصمود التي سطّرها رجال المقاومة منذ عقود، مشدّدًا على أنّ ما تحقّق هو "انتصار فعلي" لم يُعطَ حقه في الساحة اللبنانية الرسمية والإعلامية. ويقول بدوي إنّ العدو "الإسرائيلي" فشل في التقدم أو التمركز، في أي من المناطق التي واجه فيها مقاومة حقيقية، مؤكدًا أنّ: "شبان المقاومة كانوا سدًا منيعًا، وأجبروه على التراجع من دون تحقيق أهدافه".

وفي ما يشبه المحاكمة الصريحة لأداء الدولة، يرى بدوي أنّ الإنجاز الوطني هذا تمّ تجاهله عمدًا، في محاولة لطمسه من المشهد السياسي. أما عن المسار الدبلوماسي، فكان واضحًا في تقييمه: "لم تنفع المناشدات ولا زيارات الوفود الأميركية، وكلّ ما طُلب من لبنان هو سحب سلاح المقاومة".

وفي ردّه على هذه الدعوات، يقول بدوي: "أعطوني دولة قادرة على صدّ العدوان "الإسرائيلي" من دون مقاومة، وسنناقش خيار حصر السلاح". ويضيف: "لولا المقاومة، لكانت "إسرائيل" اجتاحت الجنوب ووصلت إلى بيروت كما فعلت في العام 1982".

وفي ظلّ ما يصفه بالمرحلة الدقيقة، يدعو بدوي إلى إعادة تجهيز شاملة على المستويات كافة، مشددًا على أنّ: "الصمود هو خيارنا الوحيد، والمقاومة جاهزة لكل الاحتمالات".

الكلمات المفتاحية
مشاركة