خاص العهد

بينما ترسم الأحداث المتسارعة خارطة جغرافيّة جديدة يُثبّت فيها محور المقاومة فلسطين ويمحي كيان الاحتلال، يؤكد اليمانيون موقفهم الواضح، ويبرهنون وحدة المصير والمعركة بالفعل لا بالقول.
وبعد نصر إيران المقاومة، باتت "إسرائيل" أكثر انكسارًا وانهزامًا، وتجاوز محور المقاومة مرحلة هامة من الصراع مع الكيان.
في هذا السياق، تحدث رئيس وكالة الأنباء اليمنية- سبأ الأستاذ نصر الدين عامر في تصريحٍ خاصٍ لموقع "العهد" الإخباري حول دلالات المواجهة الأخيرة بين إيران وكيان الاحتلال، وانعكاساتها الاستراتيجية على محور المقاومة، حيث قال: "منذ تلك اللحظات الأولى، ظهر الأداء العسكري الإيراني بمستوى فاق التقديرات الصهيونية والغربية، ما وضع العدو في مأزق حقيقي، وظهرت خسارته منذ بداية الحرب من خلال استنجاده العلني بالأميركي، ومن تردد الإدارة الأميركية في الانخراط المباشر في المواجهة".
ولفت إلى أنّ "المواجهة الأخيرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعدو الصهيوني كشفت عن تحوّل استراتيجي حاسم في موازين الصراع، وأثبتت إيران التي خاضت المعركة بثبات وثقة، أنّ محور المقاومة يقف اليوم على أرض صلبة، ويمتلك من أوراق القوة ما يُربك الاحتلال وداعميه".
المعركة واحدة.. والعدو واحد
لم يكن العدوان الصهيوني على إيران مفصولًا عن المشهد العام للمواجهة الشاملة، بل يأتي في سياق مترابط تؤكد فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية التزامها الثابت بقضية فلسطين، وبدعمها الصريح والراسخ للمقاومة، حيث أكّد عامر في هذا السياق لموقع العهد الإخباري أنّ "المعركة واحدة، والعدو واحد، وكل الجبهات مرتبطة ببعضها ارتباطًا واضحًا لا يمكن إنكاره. فاستهداف إيران سببه الرئيسي مواقفها المبدئية والثابتة في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة، وهي جزء أصيل من عقيدتها الدينية والسياسية والعسكرية والثقافية".
وأوضح عامر أنّ "شرارة هذه الجولة من المواجهة انطلقت من غزة، والرد الإيراني جاء امتدادًا طبيعيًا لصراع ممتد، لا يفصل بين الجبهات، بل يوحّدها في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي".
النصر الحاسم قادم
وحول مآلات هذه الجولة من الصراع، عبّر عامر لموقع العهد الإخباري عن يقينه بأن النصر النهائي مسألة وقت، قائلًا: "من الواضح والمحتوم بأنّ خاتمة هذا الصراع مع العدو الصهيوني هو الانتصار الحاسم والكامل ونهاية هذا الاحتلال، والتي لن تكون بعيدة باعتقادي، نظرًا لوصول الصراع إلى مراحل متقدمة وحادة، وهذا وعد الله في كتابه الكريم ونحن على يقين بتحقق وعود الله وهو لا يخلف الميعاد".
اليمن موقف ثابت لا يتغير
وأكّد الأستاذ عامر أنّ "موقف اليمن من قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كان ولا يزال الأوضح والأكثر ثباتًا"، مشدّدًا على "أننا ننطلق من موقف إيماني راسخ، يقف إلى جانب كل دولة عربية أو إسلامية تواجه العدو الصهيوني وداعميه، ومن هذا المنطلق وقفنا مع غزة، ومع المقاومة في لبنان، ومع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسنقف مع كل الدول الحرة".
وختم عامر تصريحه بالتأكيد على أنّ المنطقة تمرّ بمرحلة تحوّل تاريخي و"نحن على أعتاب انتصارات حاسمة ستغيّر وجه المنطقة، وتُخرجها من الهيمنة والاستباحة الصهيونية، وتُمهّد لواقع جديد من الحرية والاستقلال لشعوبنا، بإذن الله وتوفيقه".