اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الجنوب.. لوحة النصر الإلهي

إيران

الصحف الإيرانية: تناقض أميركي ممنهج وقلق من حرب اقتصادية عالمية
إيران

الصحف الإيرانية: تناقض أميركي ممنهج وقلق من حرب اقتصادية عالمية

الفتنة والفوضى هي المرحلة الأخيرة من المفاوضات
57

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 25 أيار/مايو 2025، بالتطورات على مستويات عديدة إقليمية ودولية، أهمها التناقض في التصريحات الأميركية تجاه البرنامج النووي الإيراني والذي اعتبرته بعض الصحف تكتيكًا مخطّطًا له، وصولًا إلى الحرب الاقتصادية الصينية الأميركية التي قد تتحول إلى حرب عالمية موصوفة تدخل فيها جميع الدول ولو عن غير قصد.

الفتنة والفوضى هي المرحلة الأخيرة من المفاوضات

بداية، كتبت صحيفة كيهان: "إن النهج المزدوج الذي انتهجته أميركا في المفاوضات غير المباشرة التي انعقدت جولتها الخامسة يوم الجمعة، لا يمكن أن يكون مصادفة وبدون تخطيط مسبق. إن هذا النهج المزدوج والمتناقض يحمل في طياته رسالة خاصة لا ينبغي إخفاؤها عن النظرة الذكية لفريق التفاوض في بلادنا. وكان موضوع المفاوضات غير المباشرة الأخيرة ولا يزال هو تحقيق التوازن بين الطبيعة السلمية للأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة ورفع العقوبات من جهة أخرى. لكن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على بلادنا في نفس الوقت الذي بدأت فيه المفاوضات وخلالها. 

[...] في حين أن ستيف ويتكوف، الممثل الخاص لترامب في المفاوضات، يتابع العملية المحدّدة أثناء المفاوضات، فإنه خارج فضاء المفاوضات، يطلق تصريحات ابتزازية، ويتحدث عن تفكيك المنشآت النووية الإيرانية وجميع البرامج النووية كهدف نهائي للمفاوضات، وتظهر ادعاءات مماثلة وتتكرّر كلّ يوم في تصريحات المسؤولين الأميركيين. لماذا؟! ألا يعلم ترامب وويتكوف وغيرهما من المسؤولين الأميركيين أن ما يدعونه يتناقض مع ما اتفقوا عليه بشأن موضوع المفاوضات؟ وهم بالتأكيد لا يجهلون هذه الحقيقة، فما الدافع والهدف وراء أقوالهم المتناقضة؟!".

وأضافت الصحيفة "على عكس التصريحات المتكرّرة لترامب وبعض المسؤولين الأميركيين الآخرين الذين يشيرون إلى الخيار العسكري على الطاولة، فإن الولايات المتحدة والنظام الصهيوني لا يملكان القدرة على مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عسكريًا وهم يعلمون جيدًا أنه إذا تصرفوا بحماقة، فإنهم سيواجهون تكلفة باهظة لا تُطاق"، [...] "تشير كافة الدلائل إلى أن نظرة أميركا للقضية النووية ونسبة التخصيب ليست كما تدعي. ومن وجهة النظر الأميركية فإن الهدف النهائي للمفاوضات هو إثارة الفتنة وخلق الفوضى داخل البلاد. وفي هذا الإطار ينبغي تقييم المواقف الأميركية المتناقضة بشأن المفاوضات، واعتبارها استخدامًا لتكتيك ملتوٍ وملتوي لمواصلة المفاوضات حتّى الوصول إلى المحطة المطلوبة". 

وتابعت "إن الاستيلاء على الأوضاع الاقتصادية ومعيشة الشعب رهينة من خلال جعلها مشروطة وربطها بالمفاوضات هو أحد الأهداف الرئيسية للخصم. وفي هذه الأثناء، يمكن أن نرى بوضوح أن تيارًا سياسيًا فاسدًا داخل البلاد، والذي يصعب تحديد مواقفه وأفعاله على أنها مختلفة عن مواقف وأفعال العدو، كان نشطًا في هذا المجال منذ فترة طويلة.ويلعب هذا التيار، بالتنسيق الواعي وفي بعض الأحيان اللاواعي مع المافيا الاقتصادية، دور الطابور الخامس لأميركا". 

[...] وتشير الأدلة المتاحة إلى أن النهج المزدوج والمتناقض في المفاوضات هو نقطة ضعف أميركا، وقد استخدم هذا النهج المنحرف والمثير للانقسام بهدف منع إيران من اتّخاذ قرار نهائي بشأن وقف أو مواصلة المفاوضات. ومن المتوقع أن يشترط المسؤولون المحترمون في بلادنا استمرار المفاوضات بإعلان الولايات المتحدة بشكل واضح عن وجهة نظرها بشأن المفاوضات وما تتوقعه منها. في هذه الحالة، أولا؛ لا يعتبرون معطلين للمفاوضات. ثانيًا؛ ويؤكدون على أهمية حماية المصالح الوطنية لدى الرأي العام. ثالثًا، إن التهرب الأميركي يقدم أميركا على أنها من يعرقل المفاوضات، وليس إيران. وأخيرًا، ومن خلال إطلاق النار على نقطة ضعف أميركا، فإنها تحبط قدرة الخصم على استخدام حيلة المكر والمعايير المزدوجة".

القلق اليمني للكيان الصهيوني

من جهتها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "لطالما اعتبرت اليمن لاعبًا هامشيًا في المعادلات الإقليمية، ولكن منذ استيلاء أنصار الله على السلطة في صنعاء عام 2014 وتصاعد الصراعات مع التحالف السعودي الإماراتي، تغير موقف الجماعة في المعادلات الإقليمية، ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنصار الله، سياسيًا وفنيًا، حوّل هذه الجماعة تدريجيًا من قوة ميليشيا محلية إلى لاعب عابر للحدود في إطار محور المقاومة". 

وأضافت "مع بداية حرب غزّة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت أنصار الله رسميًا وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، وبدأت هجماتها باستهداف السفن التجارية التابعة لـ"إسرائيل" في البحر الأحمر أولًا. وتوسعت هذه الإجراءات تدريجيًا لتشمل عمليات صاروخية وطائرات من دون طيار ضدّ أهداف داخل الأراضي المحتلة. وفي الأسابيع الأخيرة، وردت تقارير عن إطلاق صواريخ يمنية بعيدة المدى على أهداف في وسط الأراضي المحتلة، بما في ذلك هجوم استهدف مطار بن غوريون الدولي (أهم مطار دولي في "إسرائيل"). ورغم أن المصادر "الإسرائيلية" حاولت التقليل من آثار هذا الهجوم، إلا أن الواقع هو أنه للمرة الأولى، تمكّن صاروخ من مسافة 2000 كيلومتر إلى الجنوب من الوصول إلى عمق الجغرافيا الحساسة لـ"إسرائيل". ولم يكن هذا الهجوم عملًا عسكريًا فحسب، بل كان بمثابة رسالة إستراتيجية لـ"إسرائيل" وحلفائها".

الرسالة الأولى إلى "تل أبيب" تقول إنّ جغرافية التهديد لم تعد تقتصر على الحدود الجنوبية مع غزّة. أما الرسالة الثانية فتتوجه إلى الولايات المتحدة وشركائها العرب الذين فشلت جهودهم في احتواء اليمن وعزله. والرسالة الثالثة موجهة إلى الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزّة، فهم ليسوا وحدهم والمقاومة ليست مقتصرة على جبهة واحدة.

[...] ثمّ إن الأسباب الرئيسية لهذا الاستمرار في جبهة اليمن تكمن في عدة نقاط:
1. الفكر الثوري والنظرة المثالية لأنصار الله للقضية الفلسطينية.
2. الثقة بالنفس الناتجة عن سنوات من المقاومة ضدّ التحالف السعودي.
3. الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة اليمن في الوضع العام في العالم الإسلامي.

ورغم أنّ ّعدد الصواريخ التي تطلق من اليمن محدود ومتفرق نسبيًّا من الناحية الفنية، إلا أن تأثيرها النفسي والإستراتيجي كبير. وتضطر "إسرائيل" الآن إلى نشر أنظمتها الدفاعية في اتّجاهات مختلفة وتقسيم مواردها الدفاعية بين عدة جبهات. إن هذه القضية لها تكاليف اقتصادية وتخلق فجوة كبيرة في إستراتيجية الدفاع الإسرائيلية.
ومن ناحية أخرى، تعرضت "هيبة "إسرائيل"" الأمنية، التي ادعت لسنوات السيطرة المطلقة على مجالها الجوي، للتشويه بسبب هذه الهجماتّ. 

إن هجمات أنصار الله على مطار "بن غوريون"، حتّى لو لم تسبب أضرارًا، قد يكون لها تأثير مباشر على صناعة السياحة، والنقل الجوي، وثقة الجمهور داخل النظام.

وتقول جماعة أنصار الله إنّ الهدف المعلن هو الدفاع عن فلسطين والرد على جرائم "إسرائيل" في غزّة، ولكن إلى جانب ذلك فإن اليمن تحاول إعادة تحديد مكانها على الخريطة الجيوسياسية للمنطقة. وبانضمامها إلى محور المقاومة على المستوى العملياتي فإنّ أنصار الله أصبحت ترى نفسها ليس فقط مدافعة عن الأمة اليمنية والشعب الفلسطيني، بل وأيضًا جزءًا من معركة الأمة الإسلامية".

لماذا اضطرّ  ترامب للتراجع؟

بدورها، كتبت صحيفة رسالت: "إنّ انسحاب ترامب مؤخرًا من فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على السلع الصينية المستوردة وبدء مفاوضات واشنطن وبكين بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري، هما مثالان ملموسان على انسحاب الرئيس الأميركي من المعركة الاقتصادية الشاملة التي تعهد بمواصلتها حتّى النهاية. السؤال الرئيسي هو: ما هو العامل، إلى جانب الاضطرابات في الأسواق المحلية الأميركية (وول ستريت بشكل خاص)، الذي أدى إلى هذا التراجع غير المرغوب فيه من جانب البيت الأبيض؟

[...] قبل التراجع الأخير لترامب، حذر الصينيون فعليًّا من أنهم سوف يوسعون نطاق الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن ضدّهم إلى العالم أجمع، وبالتالي تحويل تكاليف الحد من قدرتهم على المناورة التجارية إلى أعضاء آخرين في المجتمع الدولي. 

[...] وهنا ابتعد الصينيون عن إستراتيجية المراقبة والصمت وكشفوا عن إستراتيجية العقوبات. وعلى هذا الأساس فإن أي تعاون من جانب الدول مع سياسات التعريفات الجمركية الأميركية سيكون مكلفًا بالنسبة لها، وأهم وأبرز مثال على هذه التكلفة هو خسارة السوق الصينية. قد تحدد وزارة التجارة الصينية قريبًا المزيد من التدابير الملموسة بشأن كيفية تغريم وفرض عقوبات على الدول الحليفة للولايات المتحدة في الحرب التجارية. وسيكون هذا الأمر لا يطاق ومكلفًا للغاية بالنسبة للعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، وخاصة تلك التي لديها ديون خارجية كبيرة لبكين.

[...] ولكن مخاوف الجهات الفاعلة الدولية لا تنتهي عند هذا الحد. [...] بل قد تطلب أيضًا من شركائها التجاريين فرض عقوبات على الدولة أو الدول المستهدفة. وهذه هي المرحلة النهائية من الحرب الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، والتي يشار إليها بالحرب التجارية العالمية. وفي الوقت نفسه، تجد الشركات الخاصة والعامة في مختلف أنحاء العالم نفسها متورطة عن غير قصد في صراع يفرض عليها أن تختار أحد الجانبين (بينما يتركز الصراع حول الصين أو الولايات المتحدة). 

وبعبارة أخرى، فإن الحرب الاقتصادية الباردة بين الطرفين الشرقي والغربي سوف تتحول إلى حرب جبهتين أو كتلتين ضدّ بعضهما البعض".

المصدر : الصحف الإيرانية
الكلمات المفتاحية
مشاركة