اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي امتحانات الشهادة الثانوية انطلقت بفروعها الأربعة: أجواء هادئة وإجراءات أمنية مشددة

مقالات

كلام أميركي عن
مقالات

كلام أميركي عن "ربط لبنان بسورية الجولاني".. وثوابت لم ترد في "ورقة برّاك" 

181

أتت زيارة الموفد الأميركي توم برّاك، لبيروت، لتدحض كلّ ما سبقها من تهويلٍ على اللبنانيين، بخاصةٍ التهديدات الأميركية بإطلاق يد العدوّ الصهيوني للإمعان بارتكاب المزيد من الأعمال العدائية تجاه لبنان واللبنانيين، التي لم تتوقف أصلًا منذ تشرين الأول 2023، حتّى بعد بدء سريان "هدنة تشرين الثاني 2024". ويأتي ذلك للضغط على لبنان، لدفعه إلى التخلي عن سلاح المقاومة، من دون أن توجه الإدارة الأميركية توبيخًا أو حتّى انتقادًا للعدو "الإسرائيلي"، الذي يقتل اللبنانيين ويعتدي على السيادة اللبنانية يوميًا، في وقتٍ تلتزم فيه المقاومة باتفاق الهدنة المذكور آنفًا.

لذا قبل الحديث عن التخلي عن السلاح، وقبل كلّ شيء، أليس من البديهي طرح هذين السؤالين: "هل ألزمت الدولتان الضامنتان "لاتفاق الهدنة" أي الولايات المتحدة وفرنسا، الكيان الصهيوني بوقف عدوانه المستمر على لبنان، قبل مطالبتهما بنزع السلاح؟ وكيف تبنى جسور الثقة بين الدول الضامنة والشعب اللبناني، بعدما أظهرت الأولى تراخيًا مع العدوّ الذي يمعن يوميًا في قتل اللبنانيين؟

وفي هذا الإطار، يؤكد مصدر مسؤول أنّ "ما ارتكبه العدوّ من جرائم قتل واعتداء على ممتلكات اللبنانيين، تفوق الجرائم التي ارتكبها خلال عدوانه على لبنان، العام الفائت، من حيث النتائج، فقد تجاوز عدد الشهداء بعد "الهدنة"، الـ 190 شهيدًا، جرّاء الاعتداءات الصهيونية على لبنان، في مرحلة ما بعد الهدنة". 

بالعودة إلى "ورقة المطالب" التي سلمّها برّاك للجهات الرسمية اللبنانية، فهي تتضمن أربعة عناوين، وفقًا للآتي:

 - تسليم سلاح المقاومة، مقابل البدء في تحقيق الانسحاب "الإسرائيلي" من الأراضي اللبناني، على طريقة "الخطوة مقابل خطوة". 
 - "التضييق" على أعمال مؤسسة القرض الحسن.
 - تعميق العلاقات اللبنانية - السورية، وترسيم الحدود بين البلدين.
 - الإصلاحات المالية.

 وهنا تؤكد معلومات أنّ "برّاك قال لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يهمنا أولًا هو تسليم السلاح".

وفي هذا الإطار أيضًا، ذكرت مصادر عليمة أنّ "السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، تريد تسليم سلاح المقاومة بدءًا من مدينة بيروت ثمّ الضاحية الجنوبية، وبعدها البقاع، وأخيرًا شمال نهر الليطاني، على اعتبار أنّ بيروت والضاحية والبقاع، تحتوي على مصانع السلاح، وفقًا لمزاعم "الأميركيين".

ومقابل ذلك، "يتعهد" الأميركي بالانسحاب "الإسرائيلي" من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات على لبنان واللبنانيين، وتشجيع الاستثمارات العربية في لبنان. و"لكن ما لم يأتِ برّاك على ذكره على الإطلاق، هو ترك "إسرائيل" تفعل ما تشاء في لبنان، ولا تتضمن ورقته أيضًا أي إشارة تتعلّق باستعادة الأسرى اللبنانيين من معتقلات الاحتلال"، بحسب تأكيد مصادر موثوقة. ولكن المقاومة متنبهة جدًا "للحراك" الأميركي، "فقد شددت على ضرورة تحقيق الانسحاب، واستعادة الأسرى، وإعادة الإعمار".

"وتشدد المقاومة على عملية إعادة الإعمار كأولوية، كونها تمنع الصهاينة من إقامة مناطق عازلة في جنوب لبنان، لأنهم يسعون إلى ذلك، والدليل على ذلك أنهم لا يزالون يدمرون البيوت الواقعة على الحافة الأمامية في المناطق الحدودية"، وفقًا لمعلومات المصادر المذكورة. إذًا لا إعمار يعني إقامة مناطق عازلة. أضف إلى ذلك، "تشدد المقاومة أيضًا على ضرورة ضمان حماية أمن المياه اللبنانية من الأطماع الصهيونية"، ودائمًا بحسب تأكيد المصادر. وانطلاقًا من حرصها على إرساء السلام الأهلي في البلد وحمايته أولًا، حرصت المقاومة كلّ الحرص على التفاهم مع الرئاسات الثلاث في البلد، كسقفٍ للرد على "ورقة برّاك"، بخاصةٍ الرئاسة الثانية، فلبنان لا يتحمل أي موقفٍ يؤدي إلى الصدام. ولا اختلاف بين موقفي حزب الله وحركة أمل من التمسك بسلاح المقاومة. 

وفي هذا السياق، كشف مصدر مطلع أن "الموفد الأميركي برّاك، أشار خلال لقائه بري إلى أن تسليم السلاح يأتي في أولى الأولويات الأميركية، ولا مشكلة في البحث في باقي النقاط الواردة في "الورقة الأميركية"، في مرحلةٍ لاحقةٍ". ويؤكد أنّ "الرد الذي قدّمه رئيس مجلس النواب يساعد على إيجاد حل يناسب الجميع"، على حدّ قول المصدر. والدليل على ذلك أن براك عبر عن ارتياحه للرد اللبناني على "ورقته"، ووصف جلسته مع بري "بالممتعة"، وبذلك صدم الموفد الأميركي، المحرضين على المقاومة، وأهل الفتنة في هذا البلد. 

وهنا يؤكد مرجع سياسي أنّ "انتصار الجمهورية الإسلامية على العدوان الأميركي - الصهيوني الذي استهدف إيران، أسهم في خلق هذه الأجواء البادرة نسبيًا". ويقول: "لكن لا أمان للإدارة الأميركية". انطلاقًا من هذه المسلّمة، جدّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، التمسك بالسلاح، لغاية تحقيق المطالب التي حدّدتها المقاومة، والواردة أعلاه، وفي مقدمها إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية، ليصار بعدها إلى البحث في إستراتيجيةٍ دفاعيةٍ لحماية لبنان.

وفي شأن قرار الحرب والسلم، فهو في يد الاحتلال الصهيوني، لأن العدوّ من يقرر الحرب، ولكن رجال المقاومة حاضرون في الميدان، بدليل أن العدوّ لم يتمكّن خلال عدوانه على لبنان، في الخريف الفائت، من احتلال كلم واحد أو أكثر بقليل، وحين احتل عاد وتراجع وانسحب تحت ضربات المجاهدين. وفي شأن وضع البيئة الحاضنة للمقاومة، فلا ريب أن هذه البيئة مندفعة لمواجهة العدوّ الصهيوني أكثر من المقاومين عينهم، بدليل أنّ جماهير المقاومة عادت إلى قراها قبل المجاهدين، وواجهت هذا الجماهير، العدوّ "بالصدر المكشوف"، بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى. 

أمر مثير للحذر الشديد مرتبط بـ"ورقة برّاك"

يروي مرجع سياسي مطلع على تفاصيل حركة برّاك وكلّ ما يرتبط بها، أنّ "أحد الساسة اللبنانيين، سمع خلال وجوده في الولايات المتحدة، من المسؤولين الأميركيين كلامًا متكرّرًا، أكدوا فيه ربط لبنان بسورية أبي محمد الجولاني"، ونقل هذا السياسي ما سمعه في أميركا، إلى المعنيين في بيروت.

الكلمات المفتاحية
مشاركة