مقالات

على الهند أن تخشى من دور تركي في بنغلاديش!!
بات لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فرع في بنغلاديش، حيث ظهر حزب ذو أيديولوجية إسلامية مدعوم من قبل منظمة غير حكومية تركية مقرها في دكا.
يبدو أن رئيس الوزراء الهندي ناوندرا مودي، بتوجهاته القومية الهندوسية، قد فتح صندوق باندورا على نفسه وعلى الهند بإثارته مشكلة طائفية في داخل الهند، وذلك عبر تبنِّيه أجندة قومية هندوسية تحاول أن تتنكر للتاريخ الإسلامي للهند.
فعبر تبني حزبه بهاراتيا جاناتا لخطاب يعدُّ حكم الأسر الإسلامية الذي امتد على مدى تسعة قرون سبقت الاستعمار البريطاني عهودَ ظلام في تاريخ الهند فإنه أثار مشكلة عميقة مع المسلمين الهنود الذين تتجاوز نسبتهم 14.2 بالمئة من مجمل عدد سكان تجاوز 1.4 مليار نسمة.
وقد حاول مودي تصدير الأزمة بافتعال مشكلة مع باكستان عبر إثارته لقضية كشمير من جديد، إلا أنه وجد نفسه في صدام غير مباشر مع الصين، بعدما لجأت باكستان إلى التكنولوجيا العسكرية الصينية لتسقط الطائرات الحربية الهندية فرنسية الصنع، ما وجه صفعة إلى رئيس الوزراء الهندي. هذا أحرج الهند التي تحاول تقديم نفسها على أنها منافس جيوسياسي للصين في جنوب آسيا وأظهر القوة الهندية على حجمها الحقيقي البعيد جدًا عن أن يكون مقارعًا للصين.
ويبدو أن مشكلة الهند لم تتوقف عند هذا الحد، فقد برز تحدٍّ جديد من حيث لا تحتسب نيودلهي، وهذا التحدي يتمثل بتركيا، إذ تفيد تقارير بأن أنقرة آخذة بزيادة نشاطها في بنغلاديش، على الحدود الشرقية للهند التي باتت بين فكي كماشة "إسلامية" من قبل باكستان في الغرب وبنغلاديش في الشرق.
وتفيد تقارير بأن نشاط تركيا في بنغلاديش، الجارة الشرقية للهند، في تكرار لنموذج التعاون الذي تقيمه تركيا مع باكستان. والجديد في موضوع بنغلاديش هو أنه بات لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فرع في بنغلاديش، حيث ظهر حزب ذو أيديولوجية إسلامية مدعوم من قبل منظمة غير حكومية تركية مقرها في دكا واسمها "سلطانة بنغالا"، وقد قامت هذه المنظمة بنشر ما أسمته بنغلاديش الكبرى، والتي شملت ولايات هندية وبورمية من ضمنها أراكان في ميانمار، وبيهار، وجارخاند، وأوديشا، ومنطقة شمال شرق الهند بأكملها. وقد انتشرت الخريطة في جامعات عدة في العاصمة البنغلاديشية دكا في وقت تعلو فيه أصوات من شخصيات مقربة من نظام الرئيس البنغلاديشي محمد يونس بضم ولايات شمال شرق الهند إلى بنغلاديش.
والجدير ذكره أنه منذ تولي حكومة محمد يونس السلطة في دكا العام الماضي، عززت تركيا تعاونها مع بنغلاديش من خلال اقتراحها تقديم إمدادات عسكرية للقوات المسلحة البنغلاديشية. كما ازداد نشاط المنظمات غير الحكومية التركية الموالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في بنغلاديش، في ظل تقارير تفيد بأن باكستان لعبت دورًا في توثيق العلاقات بين بنغلاديش وتركيا.
هذا جعل دوائر قرار عدة في نيودلهي تحذر حكومة مودي من خطورة ما يجري على حدودها الشرقية ومن خطورة تغلغل النفوذ التركي في شبه القارة الهندية في ظل دعوات إلى ضرورة مراقبة مدى تأثير جماعة الإخوان المسلمين في الإسلاميين في بنغلاديش، وكذلك دور المنظمات غير الحكومية التركية، على الحدود الشرقية للهند.
ولم يخفِ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومًا طموحاته في لعب دور في منطقة المحيط الهندي وجنوب آسيا، علمًا أنه عبر عن ذلك في خطابات عدة، كما أنه كان لمراكز الأبحاث التركية دور في الترويج لفكرة أن "الخلافة العثمانية" وصلت سطوتها إلى المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، رغم أنه ليس هنالك من سند تاريخي لهذا الادعاء.