عين على العدو

بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنفسه، الليلة الماضية (الأربعاء)، أنه حذر رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو من مهاجمة إيران في أثناء استمرار المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، فإن السؤال المطروح هو مدى فعالية مثل هذا العمل الإسرائيلي، من دون مشاركة الولايات المتحدة فيه، وفقًا لما سأله موقع "القناة 12 الإسرائيلية".
وفقًا للقناة؛ تقول: "أعرب خبراء نوويون، تحدثوا إلى القناة " 12 الإسرائيلية"، عن قلقهم من أن الهجوم "الإسرائيلي" من دون دعم أميركي لن يمنع إيران من تطوير قنبلة فحسب، أيضًا قد يعمل في الواقع حافزًا ليدفعها إلى القيام بما امتنعت عنه حتى الآن".
في هذا الأسبوع، حذّر الرئيس السابق للموساد يوسي كوهين من هذا الأمر قائلاً: " "إسرائيل" قادرة على فعل ذلك، لكن برأيي المتواضع، لن تُنفّذ هذه الخطوة من دون تنسيق كامل مع الولايات المتحدة. لن يحدث ذلك. عمليًا، المدلول هو هجوم مشترك مع الولايات المتحدة، أو على الأقلّ إعدادًا لأنظمة "دفاعية" دراماتيكية، عندما تُريد إيران الردّ على الهجوم".
وتابعت القناة: "الاستعداد لهجوم انتقامي هو مسألة واحدة، والتقدم السريع نحو صنع قنبلة نووية مسألة أخرى. بناءً على ما أعلنته إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بداية هذا العام، كان لديها 275 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة نتانز النووية. هذه الكمية مخصصة فقط لصنع قنبلة نووية. من كل 40 كيلوغرامًا، يمكن إنتاج يورانيوم لقنبلة واحدة بمستوى تخصيب 90% في غضون عشرة أيام. ولهذا الغرض، يلزم 500 جهاز طرد مركزي متطور، وهو متوفر بكثرة لدى الإيرانيين. وبحساب بسيط: سبع قنابل في أقل من أسبوعين"؛ وفقًا لقولها.
كما لفتت القناة: "من المهم، أيضًا، ملاحظة أن مساحة دونم واحد تكفي لتركيب 500 جهاز طرد مركزي من هذا النوع، إضافة إلى تشغيله. هذا يعني أنه بإمكان إيران إنشاء مزارع تخصيب اليورانيوم في أي مكان تختاره. علاوة على ذلك، تنتشر المنشآت النووية الإيرانية على مساحة شاسعة، بعضها عميق تحت الأرض. ولكن في ظل الظروف الحالية، لا حاجة لها للوصول إلى النواة، فالخوف هو أنه مع مجرد ظهور بوادر هجوم في الأفق، سيُحمّل الإيرانيون اليورانيوم الذي بحوزتهم بالفعل، وينقلونه إلى مزارع تخصيب صغيرة مُجهزة مسبقًا في جميع أنحاء البلاد. كما سيُعلنون، في غضون أيام، وصولهم إلى سلاح نووي. سيكون هذا واقعًا مختلفًا تمامًا وإشكاليًا للغاية"؛ على حد تعبير القناة.
الخلاصة، وفقًا لــــ"القناة 12 الإسرائيلية"؛ هي أن الهجوم لن يُدمر جميع القدرات اللازمة لامتلاك أسلحة نووية، ولن يُحبط القرار الإيراني بذلك، إنما سيؤدي إلى خلاف ذلك تمامًا. ولنجاح أي عملية عسكرية، يجب أولًا، وقبل كل شيء، توفير مساحة كافية لشن هجمات متكررة، من بينها تحديد مواقع وتدمير مزارع التخصيب المنتشرة في جميع أنحاء إيران، حيث ستحاول الجمهورية الإسلامية إكمال العملية والوصول بسرعة إلى قنبلة نووية. وفي مثل هذه المهمة، كما يقول الخبراء، لن تتمكّن "إسرائيل" من الوقوف من دون وقوف الولايات المتحدة الأميركية بحزم ووضوح إلى جانبها"، بحسب قول القناة.