اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الصحف الروسية تهتم بتفاصيل الهجوم "الكبير" على قواعد عسكرية روسية

عربي ودولي

 الهجوم على منظومة الردع الاستراتيجية الروسية.. من خطّط وكيف جرى تنفيذه؟
عربي ودولي

الهجوم على منظومة الردع الاستراتيجية الروسية.. من خطّط وكيف جرى تنفيذه؟

494

عشية انطلاق الجولة الحالية من مفاوضات إسطنبول، استهدفت قدرة الردع الاستراتيجية الروسية، ما طرح تساؤلات عمّن اتخذ قرار الاستهداف هذا، والذي يضاهي بحجمه وشكله وطبيعته هجوم "بيرل هاربر" "الكاميكازي" اليابانية ضد الأسطول الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، سيما أن المعطيات والمؤشرات كلها تؤكد عجز أوكرانيا عن التخطيط في الحرب الدائرة، لتدور الشكوك في ضلوع الاستخبارات البريطانية في العملية، من أجل تعزيز "قدرات نظام كييف التفاوضية" من خلال هذا الهجوم الواسع المحضّر له منذ ثمانية عشر شهرًا، والذي يمكن تسجيل عدة ملاحظات بشأنه:

1. استخُدمت وسائل تقنية مدنية شاحنات حاويات مدنية تجارية؛ هذا يعني أن التجارة العالمية برمتها مهددة. وبريطانيا دولة بحرية وفيها حاويات وموانئ تجارية عديدة، واستهدافها بالطريقة نفسها أمر وارد وممكن.
2. حُضّر للعملية منذ ١٨ شهرًا، بحسب التسريبات الأوكرانية، ومعلومات عن اكتشاف هنغارات في منطقة تشيليابنسك الروسية، جرى تجهيز هذه الشاحنات فيها. هذا يعني ضلوع فريق عمل كبير لديه قدرات تصنيع متغلغل داخل الجغرافيا والديموغرافيا غاب عن أعين المنظومة الأمنية الروسية، ما يدل على فشل استخباراتي وأمني في اكتشاف عملية بهذا الحجم، فيها نقل مواد تصنيع ومتفجرات بكميات كافية لهكذا عملية.
3. اتساع رقعة انتشار الهجمات؛ فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس، أن كييف نفذت هجومًا إرهابيًا بطائرات من دون طيار من طراز "أف بي في" ضد مطارات في مناطق: مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور.
4. يعد الهجوم عملية أمنية نظيفة تقف خلفها أجهزة استخبارات دول قديرة في هذا المجال. والدليل هو تصفية سائقي الشاحنات، وربما تصفية الفريق المنفذ، وهذا أسلوب تمتهنه الاستخبارات البريطانية والأميركية والصهيونية، ونظرية ضلوع الإستخبارات البريطانية في التخطيط والتنفيذ لا يبرىء الجانب الأميركي. كما توجد أوجه شبه مع عملية "البيجر" التي استهدفت المقاومة في لبنان في السابع عشر من أيلول من العام الماضي في طريقة استيراد وتوصيل مكونات أدوات تنفيذ العملية.
5. أطلقت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة، كما تسميها في أوكرانيا، إثر شعورها بأن أمنها وقدرة ردعها الاستراتيجية مهددة، وقد أظهر الهجوم الأخير أنها باتت مستهدفة فعليًا!.
6. الضربة أتت في لحظة غير قادرة فيها روسيا على إنهاء الحرب، ولا مصلحة لها في إيقافها في الوقت الراهن، وهي لم تحقق بعد أهداف العملية العسكرية الخاصة، بينما إيقاف الحرب في الوقت الراهن يأتي لمصلحة نظام كييف الذي يراه إنجازًا قد يتم من خلال مفاوضات إسطنبول الحالية، ومع منع روسيا من تحقيق أهدافها في هذه الحال، تصبح مسألة انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" مسألة حتمية.
7. تخوض روسيا الحرب بقوات مدفوعة الأجر وشركات أمنية خاصة وقوات كورية شمالية، برواتب مرتفعة وكلفة اقتصادية كبيرة. وهي لن تعلن التعبئة العامة؛ لأن ذلك يعني تسليح الشعب، وتسليح الشعب المتناقض في تكويناته هو سيف ذو حدين.
8. الضربات على المطارات الروسية كشفت حجم الإهمال الذي تسبب بمعظم الخسائر...ومنها فقدان أكثر من ٣٠٪؜ من القاذفات الاستراتيجية، وهي ذراع أساسي في ثالوث قدرة الردع النووية الروسية الإستراتيجية، وتستخدم لتوجيه الضربات الصاروخية الدقيقة والفرط صوتية القادرة على تجاوز دفاعات "الناتو" في أوكرانيا، استخدمت خلال الحرب لتوجيه ضربات تكتيكية تقليدية مدمرة في العمق الأوكراني، بعد شل قدرة سلاح الجو الروسي ومنعه من التوغل والتحليق فوق الأجواء الأوكرانية المحمية بمظلة دفاعات جوية ورادارية وظفها "الناتو".
9. أثبتت الدفاعات الجوية الروسية فعالية أكبر بالقرب من حدود الجبهة؛ حيث لوحظت مشاهد لطائراتٍ مُسيّرةٍ تُسقطها صواريخ "بانتسير" في منطقة "مورمانسك". كما لم يُؤكّد سوى إصابة طائرة "تو-95" واحدة في مطار "أوليني"، ولم تُدمّر بالكامل كما تداولت بعض وسائل الإعلام. كما وردت أيضًا أخبار تُفيد بأن طائرتين كانتا الأقرب إلى الجبهة صدّتا هجماتٍ للعدو. أما في منطقة أمور، فيبدو أن خللًا ما حصل مع العدو، خلال تنفيذ العملية.
من الواضح أن الخسائر الأكبر كانت في مطار "بيلايا" في منطقة "إيركوتسك"، وهو المكان الذي أتت منه مشاهد احتراق الطائرات المتتالية. المشاهد تشير إلى عدم وجود حراسة ودفاعات جوية مفعلة لحماية أهم المطارات الحربية الاستراتيجية من هكذا هجمات وغيرها. هذا حصل في المقام الأول؛ نتيجةَ الإهمال من جهةٍ ما، وفرضية الاختراق والتسيب الأمني واردة بشدة. كما أن عدم تأمين حماية للجسور المستهدفة، في مناطق متاخمة للجبهة، يدل على مزيد من الإهمال الذي يتسبب بأفظع الخسائر، والتي طالت مدنيين، يوم أمس.

في سياق المبالغة في حجم الضرر الذي حققته الهجمات الأوكرانية؛ تُظهر صور الأقمار الصناعية لقاعدة "بيلايا" الجوية في منطقة "إيركوتسك"، والمنشورة في مصادر متاحة، أن الخسائر الروسية الفعلية أقل بمقدار 8 إلى 10 مرات من المشاع.. وبحسب تحليل الصور، دُمّرت ثلاث قاذفات استراتيجية من طراز Tu-95MS وواحدة من طراز Tu-22M3، كما أنه من المفترض أن طائرة أخرى من طراز "توبوليف 95 إم إس" تعرضت لأضرار، لكن لمّا يتأكد حجم الدمار رسميًا بعد، حسبما ذكرت وكالة "تسارغراد". وبالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لمعلومات من منطقة "مورمانسك"، تضررت طائرة أخرى من طراز Tu-95MS في قاعدة "أولينيا" الجوية.
تاليًا، النتيجة الأولية هي تدمير أربع حاملات صواريخ وتعطيل اثنتين محتملتين. وبحسب صور فضائية، فإن عدد الطائرات التي عُطّلت نتيجة هجوم المسيّرات الأوكرانية على أربع قواعد جوية روسية هو 13 وحدة:
* ما يصل إلى 8 وحدات بعضها Tu-95MS (و بعضها نقل جوي Il-76)
* ما يصل إلى 4 وحدات Tu-22M
* ما يصل إلى وحدة واحدة من طراز An-12

10- المفارقة تأتي من استمرار تقدم القوات الروسية على طول خط الجبهة، لا سيما في منطقة سومي وحدود جمهوية دونيتسك, كما أن الدفاعات الروسية، بحسب بيانات وزارة الدفاع، قد اعترضت ودمرت 162 طائرة مسيّرة أوكرانية من مختلف الأنواع من بداية الأول من يونيو/ حزيران حتى الساعة الثانية فجر الثاني منه، فوق أراضي: منطقة كورسك، بيلغورود، ليبيتسك، فورونيج، بريانسك، ريزان، أوريول، فوق جمهورية القرم ومنطقة تامبوف.

11- الأخطر من ذلك كله؛ أن يكون هذا العمل الإرهابي بامتياز مقدمة لسلسلة عمليات أكثر خطورة على قدرات الدولة الروسية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة