اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي توطين الإيغوز في سورية.. الغاية والدور المرسوم؟

عربي ودولي

باحثون وأكاديميون عراقيون لـ
عربي ودولي

باحثون وأكاديميون عراقيون لـ"العهد": الإمام الخميني كان أنموذجًا للقائد الرباني

222

عدّ باحثون وأكاديميون وإعلاميون عراقيون، الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني، شخصية عالمية فريدة في قيادة واستنهاض الأمة، ومواجهة الظلم والطغيان والاستبداد، وإعادة الروح للإسلام المحمدي الأصيل، فضلًا عن أثره الكبير في بناء المنظومة الاجتماعية الواعية لواجباتها وللتحديات التي تواجهها.

وأكد الباحثون لموقع "العهد" الإخباري أن نهضة الإمام الخميني (قده)، كانت بمنزلة نقطة تحول تاريخية، وانعطافة مهمة في حركة الشعوب والأمم المظلومة والمضطهدة.

 بناء وتمكين الجماعة الصالحة

الباحث في قضايا الحرب الناعمة، أحمد الخزعلي، أشار في حديثه لـ"العهد" إلى أن "واحدة من مميزات هذا العالم الرباني أنه استطاع بعد إخلاصه لله وطاعته لإمام زمانه المهدي (عج)، أن ينتقل ويتجه من بناء ذاته وتمكينها، نحو إصلاح النظام الديني والسياسي والاجتماعي والأمني العام، وهنا تكمن ميزة وقوة وشخصية هذا العالم المجاهد".

وأكد أن "أهل الخبرة والبصيرة، يميزون بين امتلاك الشخص لقدرات كمالية تخصه، وبين شخص آخر يمتلك قدرات، لتغيير أو إصلاح الأمّة والدولة معًا، فالإمام الخميني تمكن من بناء الجماعة الصالحة المجاهدة الممهدة التي مثلت القدوة الحسنة للأمّة والدولة، وأنجحت الثورة ضد النظام المستبد، كذلك تمكن الإمام الراحل من تعبئة القواعد الجماهيرية الثورية للأمّة خلال فترات زمنية قصيرة، ليصنع حدثًا تاريخيًا، ويعيد صياغة هوية الأمة".

وقال: "كان الإمام الراحل يمتلك رؤية شمولية، تتمثل بمشروع التمهيد لإقامة أمّة القسط الإلهي ودولته التي نادى بها وسعى إليها جميع الصالحين عبر القرون، ومنذ زمن أبينا آدم (ع) وإلى يومنا هذا. وقد واجه الإمام في ذلك الكثير من المخاطر والتحديدات والتهديدات من أجل منعه أو على الأقل إيقافه وإرغامه على التراجع، ولكنه أصر على مواصلة السير نحو ذلك الهدف الإلهي العظيم، والذي نشهد اليوم الكثير من ثماره ونتائجه الطيبة على صعيد عموم الأمة الإسلامية والعالم قاطبة".

 التاريخ يصنعه العظماء

أما الأكاديمي والأستاذ الجامعي، الدكتور صلاح الأركوازي، فقال: "كما هو معلوم، بأن التاريخ تصنعه الشخصيات العظيمة والمؤثرة، لا سيما تلك التي تستمد سيرتها ومسيرتها  من منبع صاف ونقي، كسيرة الرسول الأعظم (ص)، والإمام علي (ع) والأئمة المعصومين (ع)، فالإمام الخميني رضوان الله عليه، كان مصداقًا للحفيد الذي سار على نهج أجداده، فهو جمع بين القيادة الدينية الروحية والقيادة السياسية، ولم يخشَ في الله لومة لائم، وأفنى حياته في نصرة المظلومين والمضطهدين في كل أنحاء العالم، بغض النظر عن اللون والجنس والقومية والدين والمذهب، وكانت له أيضًا لمسات وبصمات واضحة جدًا في صناعة دولة إيران الجديدة على أسس إسلامية صحيحة، بعدما كانت دولة أشبه ما تكون بالدول الغربيه إن لم تكن أكثر، إذ أصبح نهج الدولة الإسلامية هو المصدر وهو القاعدة التي بنيت عليها الدولة الإسلامية المعاصرة في إيران، والتي تعتبر امتدادًا لدولة أجداده (ع)".

وأكد أن "الإمام الخامنئي دامت توفيقاته، اليوم يسير على النهج والطريق نفسه الذي سار عليه أستاذه ومؤسس الدولة الإسلامية الإمام الخميني رضوان الله عليه، لتصبح إيران رقمًا صعبًا في المعادلات الدولية، ويحسب لها ألف حساب إقليميًا ودوليًا، وما يجري اليوم هو خير دليل على قوة الجمهورية الإسلامية ومكانتها، بفضل مفجر ثورتها الإمام الخميني، وقائدها الإمام الخامنئي".

أمة في رجل

من جانبه، تطرق الكاتب والإعلامي ماجد الشويلي إلى الأَبعاد العميقة والكثيرة التي تميزت بها شخصية الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، والتي من النادر جدًا أن تجتمع في شخصية رجل واحد.

وقال الشويلي في حديثه لـ"العهد": "كان الناس بفطرتهم وبما جُبلوا عليه، يترقبون ويتطلعون بشكل دائم لبروز شخصية كشخصية الإمام الراحل، لتنتشلهم من اليأس والإحباط ومشاعر الانكسار والانهزام، ولعل شجاعة الإمام وزهده وتقواه وحنكته السياسية ومسيرته الحافلة في نكران الذات والتضحيات ومواجهة الطغيان والظلم والاستبداد، هي التي جلعت الشعب الإيراني يسير خلفه بثبات واطمئنان، ويثق بصوابية منهجه، وهي التي جعلت الشعوب المظلومة والمضطهدة تستلهم منه قيم التضحية والصمود والشجاعة للوصول إلى الأهداف المنشودة".

وشدد الكاتب والإعلامي ماجد الشويلي على أن الإمام الخميني (قده) تحول إلى منهاج للعمل والسلوك والتحرك والإنتاج والعطاء، تسير خلفه ركبان الأمة، لتحقق إنجازات ومكاسب معنوية ومادية هائلة، لا على نطاق إيران فحسب، وإنما على امتداد العالم الإسلامي، لينطبق عليه القول المأثور "إنه كان أمة في رجل".

متغيرات سياسية وفكرية عالمية

كذلك، رأى الباحث الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي، أن الإمام الراحل روح الله الخميني رضوان الله تعالى عليه، غيّر صورة الإسلام المخيف المتمثل بالتطرف والتخلف، إلى صورة الإسلام المتمدن القوي القادر على مواجهة التحديات الكبرى، لتأخذ النهضة الإسلامية العالمية أبعادًا واسعة، ومظاهر مختلفة، على مختلف الأصعدة والمجالات السياسية والثقافية والفكرية والمجتمعية والأخلاقية والاقتصادية، وتُبلور مفهوم المقاومة وفكرها، ولتجعل منه سلوكًا ومنهجًا لملايين الأحرار والثائرين، وهم يواجهون الطغيان والتسلط والانحراف والاستبداد.

وأوضح الشيخ الدليمي أنه "على الصعيد الداخلي الإيراني، أعاد الإمام الخميني (قده)، العزة والهيبة والكرامة للشعب الإيراني المسلم بعد عقود من الحكم الديكتاتوري الاستبدادي المنحرف، ولقد أجاد في استخراج الكلمات المنسية، من قبيل المستضعفين، والممانعة، والمقاومة، والصمود، لتكون من أساسيات الخطاب السياسي والأدبيات السياسية الإيرانية وغير الإيرانية". 

وتابع: "بعبارة أخرى، نجح الإمام الخميني (قده) عبر ثورته المباركة، في إحداث متغيرات سياسية وفكرية عالمية، لم يكن بالإمكان تجاهلها والتغافل عنها، ناهيك عن التصدي لها وإفشالها".

الكلمات المفتاحية
مشاركة