لبنان

في تصعيد عسكري خطير هو الأعنف منذ وقف إطلاق النار، شنّت الطائرات الحربية والمسيّرة "الإسرائيلية" غارات جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، مستهدفة 8 مبانٍ سكنية في حارة حريك وبرج البراجنة والحدث – الكفاءات، بزعم استهداف مصانع للمسيّرات. غير أنّ مصادر مطلعة أكدت أنّ هذه المزاعم عارية تمامًا من الصحة، وأنّ المواقع المستهدفة هي مناطق مدنية لا تحتوي على أي مستودعات أو بنى تحتية عسكرية.
ووفق مصادر عسكرية لبنانية، حاولت وحدات الجيش الكشف ميدانيًا على أحد المواقع وأكدت خلوه من أي سلاح، وتم إبلاغ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار عبر الآليات المعتمدة، إلا أنّ "إسرائيل" رفضت الالتزام بالنتائج وأصرّت على تنفيذ ضرباتها، ما اضطرّ الجيش إلى الانسحاب تحت الضغط.
ورغم اتّصالات عاجلة أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون مع عدد من الدول الفاعلة لاحتواء التصعيد، فشلت المساعي في ردع العدوان، ما يعكس ضعف التأثير الدبلوماسي أمام الدعم الأميركي الصريح الذي اعترفت به القناة 14 "الإسرائيلية"، مؤكدة أن الضربات نُسّقت مع واشنطن.
وتأتي هذه الغارات، بحسب محلّلين، في سياق محاولات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للهروب إلى الأمام من أزمته السياسية الداخلية، عبر افتعال مواجهة شمالية قد تؤدي إلى ردّ لبناني محتمل، وسط استنفار شامل في مستوطنات الشمال وتفعيل الدفاعات الجوية تحسبًا لذلك.