عين على العدو

تلقّى جيش الاحتلال اليوم في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ضربةً مؤلمة وقاسية، حيث تعرّض جنوده لكمين مُحكم، أدّى الى مقتل 4 جنود وإصابة آخرين في تفجير مبنى مفخّخ.
صحيفة "معاريف" ذكرت أن انتشال جثث الجنود القتلى استغرق نحو 6 ساعات، فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال اسميْن من القتلى سُمح بنشرهما: الرائد (احتياط) خين غروس، من وحدة "ماجلان"- تشكيل الكوماندوز، والرقيب أول يوآف رافر، من وحدة يهلوم- من سلاح الهندسة القتالية.
رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو قال بعد إعلان مقتل الجنود الأربعة: "هذا يوم حزين وصعب"، بينما صرّح رئيس الكيان: "ثمن هذه الحرب باهظ جدًا لكننا يجب أن نقف خلف مقاتلينا".
بدوره، أشار وزير المالية "الإسرائيلي" بتسلإيل سموتيرتش الى أن الجنود القتلى اليوم في قطاع غزة خرجوا للقتال من أجل أمن "الدولة"، في حين علّق وزير الحرب يسرائيل كاتس على الكمين بالقول: "لا توجد كلمات يمكنها المواساة بهذا الفقدان الكبير".
تحقيق أولي
إذاعة جيش الاحتلال نشرت تفاصيل التحقيق الأولي في الحادثة، فأفادت أن لواء الكوماندوز نفّذ الليلة الماضية هجومًا ليليًا جديدًا في منطقة عملياته غرب بلدة بني سهيلا في خانيونس. وكجزء من الهجوم، داهمت القوات مبانٍ وبُنى تحتية. في الساعة 6:05 صباحًا، دخل أحد مجموعات وحدة "مَجْلان"، بمرافقة قوات هندسية من وحدة "يهلوم"، لتطهير مبنى توفرت معلومات استخباراتية بأنه استُخدم من قبل حماس، وربما يحتوي أيضًا على شبكة أنفاق – ولذلك كان من الضروري دخوله وتفتيشه. بعد دقائق قليلة من دخول القوة إلى المبنى، حوالي الساعة 6:10، انفجرت عبوة ناسفة داخل المبنى مما أدى إلى انهياره على أفراد القوة.
وبحسب التحقيق، نتيجة لانفجار العبوة الناسفة وانهيار المبنى المفخخ، قُتل أربعة جنود وأُصيب خمسة آخرون، أحدهم إصابته خطيرة والباقون إصاباتهم متوسطة. وقد تمّ إخلاء الجرحى على الفور إلى المستشفى.
تشكيك بجدوى استمرار عمليات غزة
رئيس العمليات السابق في جيش الاحتلال يسرائيل زيف لافي قال في مقال نشره موقع القناة 12 "الاسرائيلية" إن جباليا تحوّلت إلى "مقبرة للجنود الإسرائيليين" دون أي إنجاز ميداني يُذكر، والجيش يُعيد تنفيذ العمليات نفسها في المكان نفسه، بذات الطريقة، وبلا جدوى، وأضاف "التخبّط في غزة يكشف غياب خطة سياسية ويورّط الجيش في حلقة مفرغة"، وتابع "الجيش يُستخدم بشكل سيّئ لسدّ فراغ سياسي ناجم عن غياب استراتيجية خروج. "إسرائيل" فشلت في استعادة الأسرى، وفي إسقاط حكم حماس، وفي تنفيذ خطة التهجير.
وأكد أن "صورة الردع "الإسرائيلي" تتآكل، والجيش يقتل 4 مدنيين مقابل كل مُقاتل"، ورأى "أننا نخسر كل شيء: عسكريًا، سياسيًا، ودوليًا، ولا مفرّ من قرار واحد فقط لإنهاء الكارثة: وقف الحرب فورًا".
حماس لا تنكسر
بدوره، قال المحلل العسكري الصهيوني في القناة 14 "الاسرائيلية" هيلل روزين: "يجب أن نقول الحقيقة للجمهور بدون شعارات رنانة، عربات جدعون وعملية عزة وسيف هي أسماء مختلفة لعمليات عسكرية بطابع واحد، وهو ما يدفعنا نحو نتيجة معروفة بأن حماس لا تنكسر والضغط العسكري لا يُثبت فعاليّته وجنودنا يدفعون الثمن.
واعتبر أنه لا يمكن تحقيق الانتصار بهذه الطريقة التي يعمل بها الجيش والتي تحمل المخاطر نفسها، إذ يتم إرسال أضعاف من الجنود إلى منطقة مفخّخة بدون تغيير جوهري في استراتيجية العمل وبدون حسم أو تحقيق انتصار على المدى المنظور.
وأضاف "لا يمكن السكوت على هذا الواقع، القائد ينيف عسور لديه خمس فرق عسكرية ويتحمّل المسؤولية، حينما يرسل جنود إلى مبانٍ مفخّخة وحينما يطالبهم بالترجل من المدرعات والخروج إلى المناطق المفتوحة، ما يعني أنه يتبع الطريقة نفسها التي تبنّاها من سبقه ويضع الجنود أمام "عدو" ذكي وفتاك".