لبنان
في مشهد مؤلم يعكس التدهور البيئي في لبنان، جفّت بحيرة "البياضة" في رأس العين – بعلبك، تاركة وراءها فراغًا بيئيًا وزراعيًا وسياحيًا يصعب ترميمه. البحيرة التي لطالما شكّلت رمزًا للحياة في المدينة، باتت اليوم عنوانًا لأزمة المياه التي تهدّد ليس فقط الطبيعة، بل الذاكرة الجماعية لأبناء بعلبك.
جفاف "البياضة"، للمرة الثانية خلال أقل من عشر سنوات، لم يكن حدثًا عابرًا. فالمياه التي كانت تفيض من قلب الأرض وتحمل معها الحياة، توقفت فجأة. الأسماك نفقت، الطيور رحلت، وحتى الأرض تشققت.
رغم أن التغير المناخي ساهم في تفاقم الأزمة، إلا أن العامل المباشر يكمن في الاستنزاف البشري. أكثر من 500 بئر عشوائي تنتشر في المحيط من دون ضوابط أو رقابة، فيما تستمر مضخة رسمية بقدرة 17 إنشًا في سحب ما تبقى من المياه، مخصصة للشرب، لكن على حساب البيئة والزراعة.