اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي 500 شيكل فقط تعويضًا لمتضرري الهجمات الإيرانية

إيران

الصحف الإيرانية: لن تصبح عين طهران عمياء
إيران

الصحف الإيرانية: لن تصبح عين طهران عمياء

28

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 18 حزيران 2025، بشكل أساسي بالبعدين الإعلامي والنفسي للحرب، وذلك في ظل انتشار الإعلام الخطير والكاذب الساعي إلى تشويه صورة الحقائق للشعب الإيراني، إذ جاء ضرب مبنى الإذاعة والتلفزيون في هذا السياق.

لماذا هاجم الكيان الصهيوني الإعلام الوطني؟

في هذا الصدد، كتبت صحيفة كيهان: "رؤية صورة مذيعة الأخبار سحر إمامي، وهي تستعرض قوتها خلال الهجوم على المبنى الزجاجي لمبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ومواصلتها قراءة الأخبار، بينما غرفة الأخبار مغطاة بالغبار والنيران، وهي تهتف الله أكبر تكشف حقيقة حرب الكيان الصهيوني على بلدنا، وتكشف أن إمامي كانت تعلم جيدًا أن نقل الأخبار وإدارتها في أوقات الحرب يُعدّان عنصرًا حيويًا في الحفاظ على الأمن القومي والوحدة الاجتماعية ومنع انتشار الشائعات". 

وقالت: "ما فعلته السيدة إمامي يوم الاثنين كان ملحمة، ومن الآن فصاعدًا، سيصبح عملها نموذجًا لجميع الصحفيين الذين دخلوا في هذا المجال الخطير". 

وتابعت: "لقد أظهرت إمامي أن الحروب لا تُربح في ساحة المعركة فقط، بل تؤدي الجبهة الإعلامية والنفسية دورًا حاسمًا في مصير الصراعات، لأنه في العصر الحالي، مع وجود العديد من أدوات المعلومات وشبكات الأخبار الافتراضية وغير الافتراضية التي جعلت من الصعب التمييز بين الأخبار والمعلومات الحقيقية والكاذبة، إذ أصبح الإعلام الصحيح عاملاً استراتيجيًا يمكن أن يؤثر على القرارات العسكرية والسياسية، ومعنويات القوات العسكرية، والدعم الشعبي والتضامن الوطني، وحتى قرارات العدو للقيام بعمل عسكري".

ولفتت إلى أن سلوكًا كهذا لصحفي في هيئة إذاعة جمهورية إيران الإسلامية (IRBC) في هذه الظروف قد يُحوّل الأخبار والمعلومات المُقدّمة إلى سلاح استراتيجي، ويرفع معنويات الأمة، بينما يسعى العدو الصهيوني إلى تغيير هزيمته في ساحة المعركة بحربه النفسية الإعلامية، وقلب الطاولة على جبهته. 

ورأت: "في أوقات الحرب، يتطلب الدعم الشعبي لجهود البلاد وإجراءاتها في مواجهة العدو توفير مصادر إخبارية وإعلامية موثوقة وفي الوقت المناسب وسريعة، حتى يتمكن الشعب من تجنب الارتباك والوقوف متحدًا ضد الأعداء بما يتماشى مع المصالح الوطنية، ويجب ألا ننسى أن من بين وسائل الإعلام في البلاد، تتمتع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRCC) بسلطة إخبارية مناسبة نظرًا لتغطيتها وعدد الأشخاص الذين يزورونها وأدائها المتميز في نشر أخبار الهجمات الصاروخية على الكيان الصهيوني". 

وقالت: "حتى يوم الأحد، تم تنفيذ جزء كبير من عمليات الكيان الصهيوني في بلدنا بواسطة طائرات صغيرة وطائرات من دون طيار وصواريخ من الداخل، والتي شملت كل من نظام الدفاع في البلاد. وكان العدو الصهيوني يستخدم المجال الجوي المزدحم في سماء إيران لتوجيه ضربات أكبر للبنية التحتية للبلاد"، مردفةً: "من ناحية أخرى، عرض ما قامت به هذه الطائرات الصغيرة والطائرات المسيّرة على أنه قدرتها وإمكاناتها في وسائل الإعلام مثل الشبكات الدولية أو الصهيونية الناطقة بالفارسية، ومع ذلك، منذ يوم الأحد، ومع اعتقال بعض عناصر المشاة الداخلية للعدو واكتشاف هذه الأجهزة من قوات الأمن والتعبئة الشعبية بمشاركة غير مسبوقة من الشعب، تم تحييد هذا التكتيك للعدو الصهيوني إلى حد كبير، وكانت المعلومات التي قدمتها هيئة الإذاعة الإيرانية فعّالة للغاية في تحييد تكتيك العدو هذا بمعلومات في الوقت المناسب". 

ورأت أن مسعى العدو خلال المواجهة والحرب هو تفكيك الوحدة الوطنية والتضامن الاجتماعي، وحجب الدعم الوطني لأعمال الجماعات العسكرية، وتدمير تماسك الجسم السياسي في البلاد، حيث يسعى العدو إلى تأجيج الانقسامات العرقية والدينية والسياسية من خلال التفرقة الإعلامية ونشر الأخبار والمعلومات الكاذبة، في حين أن وسائل الإعلام الوطنية، من خلال دعوة مختلف الأشخاص ذوي التوجهات السياسية المختلفة وبثّ الأمل في المجتمع وعرض أخبار إيجابية، قد أحبطت خطة العدو الصهيوني في التفرقة.

 إطار الانسجام الإيراني

في سياق متصل، قالت صحيفة قدس إن الكيان الصهيوني الغاصب كشف شرّهه باستهدافه المبنى الزجاجي للإعلام الوطني، صوت الشعب الإيراني. وفي الوقت نفسه، كشف خوفه من نفوذ مجال نشر الحقائق، ليُظهر صورةً بائسةً لانتهاك حرية التعبير في عالمٍ يدّعي حرية التعبير، وليكشف عن وجهه البغيض أكثر بمهاجمته للإعلام، وهو مثالٌ واضحٌ على جريمة حرب. 

وأضافت: "في أوقات الحرب والأزمات الأمنية، تُصبح إدارة الأخبار والمعلومات عنصرًا حيويًا في الحفاظ على الأمن القومي والوحدة الاجتماعية ومنع انتشار الشائعات وتهديد الأمن القومي. ويؤكد العديد من الخبراء الدور المحوري لوسائل الإعلام في نقل المعلومات، مشيرين إلى أن رواية وسائل الإعلام الجماهيرية والاتصالية لما يحدث قد تكون مُبشرة، لكنها قد تُؤدي في الوقت نفسه إلى تصعيد الأزمة. وتُظهر تجارب فترات مماثلة كيف أدى الإعلام والصحفيون والناشطون الإعلاميون دورًا حيويًا ومتعدد الجوانب أحيانًا، في لحظات حساسة ومتوترة. في الوضع الراهن، ونظرًا لتزايد القلق والتوتر بين الناس في مواجهة أزمة الحرب، يُمكن لوسائل الإعلام المحلية زيادة الوعي العام بنشر معلومات سريعة ودقيقة، ومنع انتشار الشائعات والأخبار غير الصحيحة. وبعبارة أبسط، من خلال تقديم تحليلات متخصصة وتجنب الرقابة على الأخبار، يُمكن لوسائل الإعلام إبعاد الرأي العام عن التحليلات غير المتخصصة التي تُشاهد بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وتعزيز ثقة الناس، وإدارة الأزمة النفسية في المجتمع. كما أن تعزيز الشعور بالتضامن الاجتماعي هو أحد الواجبات الأخلاقية لوسائل الإعلام في الوضع الحالي".

وتابعت: "تعمل وسائل الإعلام كذراع ثالثة في هذا المجال إلى جانب الحرب والدبلوماسية، وتؤدي دورًا رئيسيًا في مواجهة المعلومات غير الصحيحة. ويعتقد الخبراء أنه في أيام الأزمة والخوف يمكن أن تصبح حرب الإعلام أحد المحاور الرئيسة والحاسمة في انتشار انعدام الأمن. لذلك، يمكن لوسائل الإعلام، وخاصة المحاربين في الخطوط الأمامية لهذه الجبهة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، توجيه الرأي العام إلى مفترق طرق الثقة وعدم الثقة". وأردفت: "في الوضع الحالي، عندما يكون تعاطف الأمة الإيرانية ووحدتها سر انتصارنا، يمكن لوسائل الإعلام الوطنية أن تكون إطارًا شاملًا لإظهار هذه الوحدة". 

وشددت على أنه: "في ظل الوضع المتوتر اليوم، حيث يشن العدو، بالإضافة إلى الهجمات العسكرية وجرائم الحرب، حربًا إعلامية بنشر أخبار كاذبة وتضليل الرأي العام، يبرز دور الإعلام الوطني أكثر من أي وقت مضى؛ لأنه أفضل مجال لإظهار الوحدة الوطنية والرد بإيجابية على كل كلمة بنوايا وطنية". 

المقاومة والعقلانية في زمن الحرب

من جهتها، ذكرت صحيفة وطن أمروز أن: "ما يحدث في هذه اللحظة التاريخية ليس مجرد صراع عسكري أو أزمة جيوسياسية، بل هو دخول في تجربة صادمة جوهرية ستعيد تعريف البنية النفسية والأخلاقية والثقافية للمجتمع الإيراني"، قائلة إن الحرب مع الكيان الصهيوني، وإن كانت قضيةً جوهريةً على الصعيدين العسكري والأمني، ستُحدث شرخًا وتمزقًا جوهريًا على الصعيد النفسي والهوياتي في تصور الإيرانيين للعالم والغرب والذات. 

وتابعت: "خلافًا للتصور الشائع، هذا الشرخ ليس سببًا للتراجع، بل هو مصدر وعي أخلاقي وتاريخي جديد يُعيد تعريف القضية الوطنية في ضوء المقاومة. لفهم هذا التحول، يجب أولًا إدراك أحد الجوانب النفسية الخفية للطبقة الوسطى الإيرانية؛ وهي طبقة حملت في العقود الأخيرة نوعًا من العقلية الرومانسية تجاه العالم الحديث، وخاصة الغرب. هذه الرومانسية التي يغذيها مزيج من الحنين إلى حداثة مفقودة، والرغبة في الرخاء والأمن، وصورة مُشوّهة للغرب، دفعت الطبقة الوسطى الإيرانية إلى اعتبار نوع من المصالحة الأخلاقية مع الغرب ليس مجرد استراتيجية سياسية، بل فضيلة وجودية وعلامة على العقلانية، وفي هذه الصورة، غالبًا ما تُصوَّر المقاومة على أنها مغامرة، وغير عقلانية، ومكلفة، بينما يُربط التنازل مع الغرب بمفاهيم مثل الواقعية والتقدم والحياة الطبيعية". 

وأردفت: "مع أن هذه الصورة أقل انعكاسًا في الإعلام الرسمي، إلا أنها منتشرة وحاضرة في الطبقات الخفية والخطاب اليومي لشريحة كبيرة من الطبقة الوسطى الحضرية؛ وهي الشريحة نفسها التي تنعكس في طيف واسع من المثقفين العلمانيين، والمشاهير، وأساتذة الجامعات، والناشطين الثقافيين، ومديري القطاع الخاص". وأضافت: "مع ذلك، في مواجهة عدوان علني وسافر من الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، ستنهار هذه الصورة الرومانسية. لم يعد بالإمكان وصف هذه الحرب من خلال الأدوات النفسية المعتادة للإنكار، أو الفكاهة، أو اللامبالاة". 

وأكدت أنه: "في هذه اللحظة، تحدث الصدمة: تجربة تُتيح، إلى جانب الصدمة، إدراكًا جديدًا للواقع. تحدث التجربة الصادمة، عندما يفقد النظام الرمزي للفرد أو الجماعة قدرته على استيعاب الحدث، وينشأ فراغ جوهري. لكن هذا الفراغ تحديدًا هو المساحة التي يُمكن فيها تكوين وعي ذاتي جديد. على المستوى الوطني، قد يعني هذا الوعي الذاتي الاعتراف بمكانة إيران في النظام العالمي، وإعادة تعريف مفهوم الاستقلال. والأهم من ذلك، قبول المقاومة لا كأيديولوجيا، بل كعقلانية وضرورة أخلاقية. في مثل هذا المنعطف، سيواجه العقل الإيراني الرومانسي حقائق كان يتجنبها سابقًا. ستكشف الحرب المباشرة مع العدو الصهيوني الوجه العار للإمبريالية من وراء أقنعة الحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان. من الآن فصاعدًا، لم يعد غزو الأراضي الإيرانية خطأً استراتيجيًا أو سوء فهم دبلوماسيًا، بل سيُظهر هذا الحدث أن الغرب السياسي، كهيكل قوة، حتى في أبسط صوره، قائم على منطق القوة والتمييز والإقصاء".

المصدر : الصحف الإيرانية
الكلمات المفتاحية
مشاركة