اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "هآرتس": الحرب سحقت المعارضة لنتنياهو

إيران

 الصحف الإيرانية: فوردو نموذج هزيمة الولايات المتحدة
إيران

 الصحف الإيرانية: فوردو نموذج هزيمة الولايات المتحدة

63

اهتمّت الصحف الإيرانيّة، اليوم الثلاثاء 24 حزيران 2025، بالقضيّة الأهمّ وهي التوتّرات بين الجمهوريّة الإسلاميّة والولايات المتحدة الأميركيّة والردّ الجريء الإيراني على الضربات العدوانيّة الأميركيّة. كما اهتمّت بالموقف العالمي أزاء العدوان على إيران، وكشف الوجوه التي كانت تلبس قناع الدبلوماسيّة معها.

فُوردو نموذج هزيمة الولايات المتحدة

كتبت صحيفة كيهان: "بدأت أمريكا و"إسرائيل" الحرب بالاغتيالات المفاجئة وإحداث حالٍ من الاضطراب الأوّلي في النظام الدفاعي الإيراني. وكانت تتصوّر أنّها ستمنع أيّ إجراء إيراني لمدّة أسبوعين على الأقلّ، وفي هذين الأسبوعين تستطيع تحقيق أهدافها الرئيسة. لكنّ النظام الدفاعي للبلاد لم يتمكّن فقط من إعادة بناء نفسه بسرعة واستعداد للدفاع خلال بضع ساعات، الأهمّ من ذلك أنّه خلال هذه الساعات القليلة أصدر أوامر الهجوم ونفذ على الفور! وكانت هذه أوّل هزيمة لأمريكا و"إسرائيل" في الهجوم على إيران، وأدركوا أنّهم وقعوا في خطأ وخطأ استراتيجي.

الهزيمة الثانية لأميركا كانت في تصوّرها أنّه بعد الهجوم، يمكنها عن طريق خلق أجواء معيّنة تأخير ردّ إيران، أو منع ذلك، أو تقليل تأثيره، أو الحدّ الأقصى ما توقّعوه هو أن يكون ردّ إيران ضمن حدود ما جرى في الوعد الصادق واحد أو اثنين.

ولكنّ الهجمات الكميّة والشديدة الأوّليّة باستخدام الصواريخ القديمة والهجمات النوعيّة القويّة باستخدام الجيل الجديد من الصواريخ، على الأهداف العسكريّة والمدنيّة والبُنى التحتيّة والاقتصاديّة للنظام الصهيوني، من دون حدود ومعايير، غيّرت حسابات أميركا و"إسرائيل"، خاصة أنّ الأنظمة متعدّدة الطبقات للدفاع الصاروخي الإسرائيلي أظهرت فشلاً لا يمكن تعويضه في مواجهة حتّى صواريخ الجيل القديم من إيران، ما أدّى إلى انهيار أسطورة عدم القابليّة للاختراق المعلوماتيّة والأمنيّة الإسرائيليّة إلى الأبد، وكانت هذه هي الهزيمة الاستراتيجيّة الثالثة في الهجوم على إيران.

[...] مع إظهار قوّة القوات المسلّحة الإيرانيّة وأخذ المبادرة، اتّضح أنّه على الرغم من أنّ العدو هو من بدأ الحرب، إلّا أنّ إدارة نهاية الحرب ليست بيده.
نتيجة لذلك، ساد جوّ من القلق بين المسؤولين الأميركيّين والصهاينة، وبعد الفشل في الميدان، بالإضافة إلى قرار دخول أميركا المباشر إلى الحرب، حاولوا إدارة رواية الحرب عن طريق الرقابة، لكنّهم أيضًا فشلوا في هذه الإدارة. ومع نشر صور الصواريخ الإيرانيّة، في سماء الأراضي المحتلّة، اقتنع العالم بأنّ إسرائيل خسرت الحرب، تمامًا كما اقتنع بأنّ "إسرائيل" هي المعتدي.

عندما حاولوا التقليل من حجم الخسائر والضحايا باستخدام مصطلح "المفقودين" لقتلاهم، وإجبار وسائل الإعلام العربيّة والغربيّة ويوتيوب وإنستغرام على قطع التغطية المباشرة لسماء تل أبيب والقدس وحيفا وغيرها من الأراضي المحتلّة، واعتقال الصحفيّين المحلّيّين والأجانب بسبب تصويرهم للهجمات الإيرانيّة، وإيقاف الكاميرات الدائريّة وكاميرات المرور في أجزاء واسعة من الأراضي المحتلّة، لم يتمكّنوا من إخفاء هزيمتهم.

بل ارتكبوا جريمة قوبلت بردّ شجاع من وسائل الإعلام الوطنيّة، ما جعل هزيمتهم تُعرض، بشكلٍ علنيّ أمام أنظار العالم، وواصلت وسائل الإعلام تغطية وإظهار القوّة المتزايدة للقوات المسلّحة الإيرانيّة، وضعف وهزيمة الصهاينة بلا انقطاع. النقطة المهمّة هي أنّ منشآت فُوردو وأجهزة الطرد المركزي المثبّتة لم تتعرّض لأيّ ضرر أو أذى، لأنّه لو كانت فُوردو قد دُمّرت، لكان من المفترض أن نشهد فوهات بركانيّة وانفجارًا كهرومغناطيسيًّا وإشعاعات نوويّة وتحليقًا اضطراريًّا وإضاءة أجهزة قياس الزلازل واللهب تحت الأرض في أسفل الجبل.

لكن في الوقت الحالي، لا يوجد أيّ تأكيد تقني، ولا أيّ تصنيف لفوهات، ولا أيّ تحليل متعدّد الأبعاد، ولا أيّ علامة على حريق تحت الأرض.
[...] لذلك؛ فُوردو ستستمرّ في العمل من الغد، ولكنّ أكثر العمليّات تعقيدًا وبتكلفة كبيرة لاختراق واشنطن فشلت في تدمير التحصينات.
[...] وبالتالي، فإنّ ترامب، المقامر، على الرغم من ادّعاءاته الكاذبة بأنّه سينهي الحروب السخيفة، قام بمقامرة كبيرة سخيفة، وبدأ مقامرة غير موفّقة مع إيران، لأنّه ليس فقط أنّ هجومه قد فشل، بل أظهرت أميركا هزيمتها الاستراتيجيّة من دون أيّ نجاح استراتيجي". 

كيف تقوم إيران بتحييد دور "إسرائيل" في المنطقة؟

كتبت صحيفة وطن أَمرُوز: "تجاوزات نظام الاحتلال الصهيوني الإرهابي ضدّ إيران تُمثّل من زوايا مختلفة، وأحد هذه الزوايا هو المنظور الوطني، أي الحفاظ على الدولة الوطنيّة القويّة ذات السيادة. من هذا المنظور، يسعى النظام إلى تحويل إيران إلى دولة (أو دول) ضعيفة تفتقر إلى القوّة السياديّة الشاملة والقدرة.

[...] فإنّ النظام الإجرامي، من خلال هجومه على إيران، يسعى إلى تحقيق هدف جيوسياسي طويل الأمد: تحويل إيران إلى دولة ضعيفة، تفتقر إلى السيادة المركزيّة والقدرة الرادعة، مشابهة لما حدث في سوريا بعد الحرب الأهليّة وسقوط بشار الأسد. يمكن أن يؤدّي هذا الوضع إلى إدخال إيران في مشاريع مشابهة للتقسيم (تحريض المجموعات القوميّة أو الإقليميّة)، تخفيض حضور السلطة المركزيّة (مثل ظهور القوات شبه العسكريّة غير الحكوميّة)، والاعتماد الأمني على الخارج (تقليل القدرة الدفاعيّة المستقلّة).

[...] ردّ إيران على الخطّة الجديدة لـ"إسرائيل" لاستهداف السيادة الوطنيّة الإيرانيّة يجب أن يكون تعزيز السيادة الوطنيّة لحماية نفسها من خطر الانهيار الأمني-السياسي.

أوّلًا؛ فهم أنّ تهديد النظام الإرهابي هو تهديد ضدّ إيران. أحد الجوانب المهمّة لهذه القضيّة هو أن نفهم أنّ تهديد النظام الاحتلالي ليس مجرّد هجوم عسكري، وليس موضوعًا يقتصر على الجمهوريّة الإسلاميّة أو النظام السياسي القائم في إيران، بل هو مشروع طويل الأمد لإضعاف أساس الدولة-الأمّة الإيرانيّة. دولة قادرة على إدارة أراضٍ فيها 90 مليون نسمة، ولديها القدرة على مواجهة إسرائيل في المنطقة.

ثانيًا؛ تعزيز عناصر الوحدة الداخليّة والحفاظ على القدرة الرادعة لتجنّب أن تصبح إيران سوريا أُخرى. إذ إنّ استلهام الدروس من تنفيذ نموذج أميركا و"إسرائيل" في سوريا له أهميّة كبيرة. في سوريا، أوّلًا انهارت الوحدة الداخليّة، ثمّ دُمرت جميع أركان المؤسّسات الوطنيّة التي كانت تخلق الرادع.
الدفاع عن سلامة الأراضي والسيادة الوطنيّة ليس مجرّد شعار، بل هو شرط بقاء إيران حضارةً مستقلّة.

ثالثًا؛ تعزيز عناصر الوطنيّة والتأكيد على الأهداف فوق الحزبيّة (مثل الأمن الإقليمي)، يمكن أن يوحّد المجموعات السياسيّة، القوميّة والدينيّة، حول محور مشترك.

[...] تقوية القدرة الرادعة الشاملة في ظروف الحرب المفروضة من الاحتلال ضدّ إيران:

على الرغم من أنّ البلاد يجب أن تأخذ بالحسبان أدوات الدبلوماسيّة أيضًا، لكن أوّلًا وقبل كلّ شيء، في الظروف الراهنة، الأداة الأكثر أهميّة هي استعادة السلطة الوطنيّة في ميدان المعركة، أي الردع الشامل. المقصود بالردع الشامل ليس الدفاع، بل الهجمات الصادمة والمفاجئة.
الشعب الإيراني مليء بالحماسة، ومن أجل تعزيز الوجه الوطني للفضاء الاجتماعي الإيراني، يجب تنفيذ هجمات بارزة.
بالطبع، يجب أن تكون الحالة العامّة للحرب تحت السيطرة أيضًا. في كلّ الأحوال، يجب ألّا تخرج الظروف عن سيطرة السياسيّين". 

الترويكا الصهيونيّة

كتبت صحيفة رسالت: "لا تتردّد الدول الثلاث، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، في إظهار تعلّقها المطلق بالنظام الصهيوني المُثير للاشمئزاز، والدولة الأميركيّة المشؤومة في مواجهة بلدنا. لقد بلغت وقاحة السياسيّين الأوروبيّين الكبار حدًّا جعل فردريش ميرتس المستشار الألماني يعبّر صراحة عن تقديره للنظام الصهيوني بسبب هجومه على أرضنا الطاهرة والمقدّسة واغتياله لقادتنا الشهداء، ويرى هجوم أمريكا على منشآت فُردو أمرًا طبيعيًّا!

بعد الاعتداء الأميركي على المنشآت النوويّة الإيرانيّة، أدانت العديد من دول العالم، من غرب آسيا حتّى أمريكا اللاتينيّة، هذا الاعتداء.
لكن - وكما كان متوقّعًا - لم تُدنِ الدول الأوروبيّة الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولا المسؤول عن السياسة الخارجيّة للاتحاد الأوروبي، هذا الإجراء الذي يتعارض مع المعايير والقواعد الدوليّة، بل على العكس، طلبوا من إيران الالتزام بالدبلوماسيّة والعودة إلى طاولة المفاوضات.

[...] كانت مهمّة الأوروبيّين أزاء إيران، قبل هجمات النظام الصهيوني وأمريكا الأخيرة هي الضغط على طهران بشكل علني وسرّي، في إطار الالتزام الأحادي مقابل عدم رفع العقوبات. لكنّهم الآن أدخلوا تغييرات في سياستهم؛ لقد أزالوا رسميًّا قناع الدبلوماسيّة عن وجوههم، وأصبحوا في مواجهة مع إيران على الأصعدة الميدانيّة وغير الميدانيّة في الحرب الأخيرة.

يعتمد الأوروبيّون على تكتيك شراء الوقت تحت مظلّة استراتيجيّة الضغط الأقصى ضدّ إيران، للدخول في تنفيذ الجهود لاستكمال استراتيجيّة الاحتواء الأقصى لإيران. ولكنّ إصرار الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على حقوقها النوويّة جعل الأوروبيّين، جنبًا إلى جنب مع أميركا، يصبحون خاسرين في هذه المعادلة. وقد أكّد زعماء الدول الأوروبيّة مرارًا أنّهم ليسوا مستعدّين للصدام مع واشنطن بشأن الاتّفاق النووي، وأنّهم لا يرغبون في التضحية بالعلاقات الأمنيّة عبر الأطلسي من أجل هذه القضايا!.

لكن الآن، الوضع مختلف: فردريش ميرتس المستشار الألماني يمدح وقاحة الهجوم الصهيوني على أراضي إيران، ويراه مثالًا على العمل القذر الذي قامت به "إسرائيل" نيابة عن الدول الأوروبيّة! إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، أيضًا في خضمّ التطوّرات الأخيرة تواصل مع المسؤولين في بلادنا، ومنهم رئيس جمهوريتنا، مرارًا، وطالب بإدراج القضايا الصاروخيّة والنوويّة والإقليميّة الغربيّة في أيّ اتّفاق مع إيران.

لقد أطلق ماكرون على نزع سلاح إيران اسم "دعم الدبلوماسيّة"، ليُحوّل الانتباه العام العالمي عن طبيعة مطالبه ومصالحه الوقحة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة