اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: info@alahednews.com.lb
00961555712

المقال التالي بوتين: مستعد لجولة مفاوضات ثالثة مع أوكرانيا.. ودول "الناتو" ستموت وهي تحاول دفننا

عربي ودولي

عربي ودولي

بدء إحياء عاشوراء في العراق بمراسم استبدال الرايات في مرقدي الإمام الحسين والعباس (ع)

مظاهر العزاء الحسيني في العراق تسير بوتيرة متصاعدة طيلة الأيام الـ10 الأولى من شهر محرم الحرام، وتبلغ ذروتها ليلة العاشر ونهاره. 
153

كما هو الحال في كل عام، انطلق موسم العزاء العاشورائي في العراق، بإقامة مراسم استبدال الرايات فوق قُبّة مرقد الإمام الحسين (ع) ومن ثم مرقد أخيه العباس (ع) في مدينة كربلاء المقدّسة، ليل الخميس 26 حزيران/يونيو 2025، بمشاركة حشود غفيرة من المؤمنين غصّت بهم منطقة ما بين الحرمين والشوارع والأزقّة المحيطة بالمنطقة، وبحضور علماء دين وخطباء وشعراء ورواديد، وخَدَمَةِ المواكب والهيئات الحسينية. 

وأكّد معتمد المرجعية الدينية والمتولّي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في كلمته خلال المراسم، أنّ "أئمة أهل البيت (ع) أَوْصُوا بإحياء فاجعة الطف واستذكارها باستمرار، لِما بلغت من ذروة الظلم والجريمة بحق العترة الطاهرة، وما قدّمه الإمام الحسين (ع) من تضحيات خالدة في سبيل إحياء الدين ومقارعة الظلم والانحراف".

وشدّد الشيخ الكربلائي على أنّ "الشعائر الحسينية ليست مجرّد ممارسات ظاهرية، بل هي سبيل لإحياء معالم الدين وفرائضه"، مؤكّدًا أنّه "ينبغي إدراك جوهرها الحقيقي والانطلاق فيها من منطلقات إيمانية خالصة".

وأشار الشيخ الكربلائي إلى أنّ "ما شهدته منطقتنا، ولا سيّما في العام المنصرم، من أحداث معروفة ومعارك محتدمة بين جبهة تدافع عن الحق والعدالة والخير، وجبهة يتمثّل فيها الظلم والطغيان والشر بأبشع صوره، حتى فاق كل الحدود المتصوَّرة". وقال: "هذه المعركة التي لا تزال مستمرّة، قد استنزفت دماءً غزيرة وعزيزة، وأدّت إلى الكثير من الأذى والضرر بإخوتنا وأخواتنا، من تشريد وتجويع وتخريب لبيوتهم وممتلكاتهم وغيرها، وقدّم فيها أصحاب الحق تضحيات جسيمة قلَّ نظيرها، إلّا أنّ كل ذلك لا ينبغي أنْ يؤدّي إلى الشعور بالضعف والانكسار".

وفي حين حذّر من "خطورة الظروف الراهنة في المنطقة"، اعتبر الشيخ الكربلائي أنّ "الشعب العراقي ليس بمنأى عن تداعياتها عاجلًا أم آجلًا"، داعيًا إلى "التسلُّح بالوعي واليقظة، والعمل على إصلاح الأوضاع الداخلية، وبناء البلد على أُسس صحيحة".

وبالتزامن مع مراسم استبدال الرايات فوق مرقدَيْ الإمام الحسين والعباس عليهما السلام، أُقيمت مراسم مماثلة في المراقد والأضرحة الدينية والمساجد والحسينيات في مختلف مدن ومحافظات العراق، في وقت انطلقت فيه مجالس العزاء الحسيني، ليل الخميس، فاتّشح العراق من أقصاه إلى أقصاه بالسواد، إحياءً لواقعة الطف الأليمة.

مشاركون بالمراسم لـ"العهد": رسالة عاشوراء رفض الظلم والطغيان

وتحدّث إلى موقع "العهد" مشاركون في مراسم تبديل الرايات في كربلاء وفي مجالس عزاء حسينية مختلفة، بعضهم خطباء وأصحاب مواكب وهيئات حسينية، فأكّدوا أنّ "رسالة عاشوراء الحسين لا تقتصر على البكاء واللطم وتوزيع الطعام، وإنّما هي رسالة عميقة تنطوي على مضامين إنسانية وأخلاقية عظيمة، متمثّلة في رفض الظلم والطغيان، والانتصار للعدل والحق، وتكريس وترسيخ قيم التعاون والتكافل الاجتماعي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

وقالوا لـ"العهد": إنّ "العراق من خلال احتضانه لمراقد 6 من الأئمة المعصومين، فضلًا عن مراقد عشرات الصحابة الأبرار، ينبغي أنْ يكون أنموذجًا متميّزًا في ترجمة شعارات وأهداف الثورة الحسينية إلى واقع عملي على الأرض لبناء مجتمع صالح، وإشاعة قيم اجتماعية ودينية نبيلة، واتّخاذ مواقف مبدئية مناصرة للحق ومناهضة للباطل أينما وُجدا".
 
وتتواصل مظاهر العزاء الحسيني في العراق بوتيرة متصاعدة طيلة الأيام الـ10 الأولى من شهر محرم الحرام، حتى تبلغ ذروتها ليلة العاشر ونهاره لإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) وأصحابه وأبناؤه. 

جدير بالذكر، أنّ مظاهر العزاء تتواصل بعد العاشر من محرم؛ لتصل إلى إحياء أربعينية الإمام الحسين (ع)، عبر مسيرة الزحف المليونية سيرًا على الأقدام من كل بقاع الأرض، في حدث عالمي لا مثيل له من حيث العدد، وطبيعة ومستوى التنظيم، والانضباط السلوكي والأخلاقي والإنساني المتميّز.

المصدر : مراسل العهد| عادل الجبوري
الكلمات المفتاحية
مشاركة