فلسطين

حوّلت قوات الاحتلال الصهيوني مراكز "توزيع المساعدات" في قطاع غزة إلى مصائد لقتل المدنيين الفلسطينيين في ظل الحصار المحكم وسياسة التجويع التي تتبعها سلطات الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على الشعب الفلسطيني في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وارتقى مئات الفلسطينيين بنيران قوات الاحتلال خلال عمليات توزيع "مساعدات غذائية"، ومحيط مواقع ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، في قطاع غزة منذ نهاية أيار/مايو الماضي.
وتشهد عمليات ما يُسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" فوضى مع تقارير شبه يومية تفيد بارتقاء عشرات الشهداء والجرحى بنيران "إسرائيلية" في صفوف منتظري تلقّي المساعدات.
613 شهيدًا في مصائد الموت
وقالت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني خلال مؤتمر صحافي في جنيف اليوم الجمعة 04 تموز/يوليو 2025: "سجلنا 613 "قتيلًا"، سواء عند نقاط مؤسسة غزة الإنسانية أو بالقرب من قوافل الإغاثة الإنسانية، وهذا العدد حتى 27 حزيران/يونيو، وحدثت وقائع أخرى... منذ ذلك الحين".
وتستعين "مؤسسة غزة الإنسانية" بشركات أمن وشركات إمداد وتموين أميركية خاصة لإدخال الإمدادات إلى غزة متجاوزة بذلك إلى حد كبير نظامًا تقوده الأمم المتحدة، والذي تدعي "إسرائيل" إنه سمح لمسلحين بتحويل مسار المساعدات. ووصفت الأمم المتحدة الخطة بأنها "غير آمنة بطبيعتها، وتُمثل انتهاكًا لقواعد الحياد الإنساني".
وتساءلت شامداساني: "في ما يتعلق بالمسؤولين عن ذلك، من الواضح أن الجيش "الإسرائيلي" قصف وأطلق النار على الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى نقاط التوزيع. كم من الأشخاص قتلوا؟ من المسؤول؟".
وأضافت: "إننا بحاجة للوصول (إلى المواقع)، إننا بحاجة إلى تحقيق مستقل".
ورفضت الوكالات الأممية والمنظمات الدولية الكبرى التعاون مع المؤسسة التي أنشئت بمبادرة خاصة وتمويل ضبابي، مؤكدة أنها تساهم في تحقيق الأهداف العسكرية "الإسرائيلية" وتنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية.
"إسرائيل" قوة احتلال
وبدأت المؤسسة توزيع طرود غذائية في غزة بنهاية أيار/مايو، وزعمت مرارًا عدم حدوث وقائع قتل أو إصابات في مواقعها.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن 509 شخصًا من بين الإجمالي البالغ 613 شخصًا قُتلوا بالقرب من نقاط المؤسسة لتوزيع الأغذية.
وأضافت المفوضية أنها استندت في أرقامها إلى مجموعة من المصادر، مثل المعلومات الواردة من المستشفيات والمقابر والعائلات والسلطات الصحية الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية وشركاء لها على الأرض. وذكرت أنها تتحقق من تقارير أخرى، ولا يمكنها حاليًا تقديم تفاصيل عن أماكن قتلهم، حسب قولها.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لوكالة "رويترز": إن سائقي شاحنات المساعدات تعرضوا لبعض حالات النهب والهجمات العنيفة، وهو ما وصفه بغير المقبول.
وأكد المكتب في بيان أن "إسرائيل" تتحمل، بصفتها القوة المحتلة، مسؤولية الحفاظ على النظام العام والسلامة في غزة بما يشمل السماح بإدخال المزيد من الإمدادات الأساسية عبر معابر وطرق متعددة لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
إقرار "إسرائيلي"
ويوم الاثنين، أقرّ الجيش "الإسرائيلي" بتعرض مدنيين فلسطينيين للأذى في مراكز توزيع المساعدات بغزة، وقال إنه أصدر تعليمات جديدة للقوات "الإسرائيلية" بناء على ما وصفه "بالدروس المستفادة".
وكانت وكالة "أسوشييتد برس"، قد حصلت على مقاطع فيديو توثق استخدام العاملين الأميركيين بمؤسسة غزة الإنسانية الذخيرة الحية وقنابل الصوت في مواجهة الفلسطينيين المحتشدين أمام مراكز توزيع المساعدات في القطاع.
ويعاني الفلسطينيون في قطاع غزة إلى جانب حرب الإبادة والمجازر اليوم، نقصًا حادًا في المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية في ظل حصار محكم تفرضه سلطات الاحتلال على كامل قطاع غزة، مستمر منذ عامين تقريبًا.