عربي ودولي

أشارت مجموعة صوفان إلى أنّ سورية وبعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد شهدت حلقات عدة من العنف الطائفي وعودة لتنظيم "داعش"، لافتة إلى التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق.
وأضافت المجموعة، أن وجود آلاف المقاتلين الأجانب في سورية فاقم هذه الأحداث، متحدثة عن وجود نحو 5000 مقاتل أجنبي ينشطون داخل شبكات مسلحة مختلفة في أنحاء سورية كافة، مشيرةً إلى أن هؤلاء ليسوا عبارة عن بقايا فحسب، بل إنهم يلعبون دورًا مؤثرًا جدًا.
كذلك تحدثت عن مشاركة الأجانب في المجازر التي ارتكبت بحق العلويين شمال غرب سورية في آذار/مارس الماضي.
وتابعت، أن الأجانب المتبقين في سورية متمرسون في القتال، ما يجعلهم ذوي قيمة عالية لرئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وفي الوقت نفسه مصدر خطر لأوطانهم الأصلية.
كما قالت المجموعة: "إن الضغوط الدولية الأولية التي قادتها الولايات المتحدة لطرد كل المقاتلين الأجانب سرعان ما اعتُبرت [غير كافية]، وأن طردهم غير قابل للتنفيذ وفي بعض الحالات غير مرغوب فيه حتى".
ورأت، أن الحكومة الانتقالية في سورية لديها قدرة محدودة على تطبيق سلطة الدولة في كل أنحاء البلاد، مردفةً أن حملات نزع السلاح لن تتطلب موارد عسكرية ضخمة فحسب، بل أيضًا الإرادة السياسية لمواجهة الشبكات المتجذرة، والتي تعتمد الحكومة الانتقالية على العديد منها، خاصة مقاتلي الحزب الإسلامي التركستاني.
وأضافت المجموعة، أن طرد وترحيل "المقاتلين" الأجانب إلى مناطق نزاع أخرى يعني استمرار قدرتهم على تهديد الأمن الدولي، وذلك على غرار الموجات السابقة من المقاتلين الأجانب الذين وفَّروا القوة البشرية لجماعات مثل القاعدة و"داعش" وأتباعهما حول العالم.
كما ذكرت المجموعة تحديدًا الفرقة العسكرية 84 في القوات السورية، مشيرة إلى أنها تتألف بشكل أساس من القادة والمقاتلين من إقليم شينجيانغ (الصينية) والشيشان ودول في غرب آسيا وآسيا الوسطى، إضافة إلى عدد من المواطنين السوريين.
كذلك، حذرت المجموعة من أن دمج المقاتلين الأجانب بشكل كامل في الجيش السوري قد يثير مخاوف دول مثل الصين وروسيا. وحول الصين تحديدًا لفتت إلى أن بعض المسلحين أعلنوا عن رغبتهم في مهاجمة الصين، وسيصبحون الآن جزءًا من بنية عسكرية رسمية وسيستطيعون تعزيز قدراتهم وخبراتهم العسكرية تحت مظلة الدولة السورية.
وأشارت المجموعة إلى أن رغبة المقاتلين الإيغور تتلاقى وأولويات تنظيم "داعش" خرسان الذي هدد مرارًا بمهاجمة الصين.
وأكدت أن هذه التهديدات ليست فارغة، مستشهدة بهجوم "داعش" خراسان على قاعة الحفلات في موسكو في آذار/مارس الماضي.
كذلك رجحت أن يثير موضوع انضمام مسلحين ذوي خبرة إلى جيش وطني مخاوف روسيا، لافتة إلى أن عددًا كبيرًا من المقاتلين في سورية قدموا من القوقاز ومناطق أخرى متنازع عليها.
كما تحدثت المجموعة عن إمكانية انشقاق عدد كبير من المقاتلين الأجانب عن الجيش نتيجة الملل أو الاستياء من مشروع الشرع، وبحثهم عن ساحات قتال جديدة أو مواصلة القتال في سورية.
بناء عليه، حذرت المجموعة من تشكيل مجموعة من المقاتلين الأجانب ذوي الخبرة القتالية وقيادة وسيطرة أقوى والخبرة في تشغيل أنظمة سلاح جديدة، بحيث قد تشكل القوة الأساس لـ "الجهاديين" (الإرهابيين) الذين تعود خلفياتهم إلى جماعات مثل "القاعدة" و"داعش".
وأشارت المجموعة إلى أن "داعش" وجه دعوة رسمية إلى هؤلاء الأفراد للانشقاق عن الشرع والالتحاق بصفوفه، وذلك ربما يعود إلى تصور "داعش" أن تكون هناك حالة سخط لدى المقاتلين الأجانب.
كما قالت: "إن تفجير كنيسة مار إلياس يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي يشكلها المقاتلون الأجانب في سورية ما بعد الأسد، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا ليس لأمن سورية في المرحلة الانتقالية فحسب، بل أيضًا للأمن الدولي".